شرع فاروق أبو عيسي رئيس هيئة تحالف قوى الإجماع الوطني قبل أسبوعين فى تدجين اجتماعات مع قادة المعارضة ولكنها إجتماعات غير رسمية مع قادة التحالف لتقوية موقفه فى قيادة التجمع وقطع الطريق أمام المنادين يإيجاد قيادة بديلة تقود عمل المعارضة خلال الفترة القادمة، وعقد أبو عيسي اجتماعاً بالخرطوم بقيادة حزب البعث وناقش من خلال الاجتماع ضرورة الاستمرار فى خط تصعيد مواجهة النظام دون الرضوخ لمحاولات بعض أحزاب التحالف لجرِّه الى المعارضة الناعمة ؛ وقال ابو عيسي أنه يمتلك معلومات عن محاولة أحزاب معارضة (إختطاف) قيادة التحالف ليترأسه الصادق المهدي وهو ما ينبغي عليه تغليب أجندة المهادنة وعرقلة مشروع مناهضة النظام بكل الوسائل على حدِ تعبيره. هذا الخبر يحمل مضامين كثيرة، ورغم أن هذا الخبر قديم إلاّ أنه سوف يتجدد بأفعال وفاعلية السياسيين وأن ما يهمَّنا هو الشخصية المثيرة للجدال السيد فاروق أبو عيسي وهو مشهور بإثارة الفتن، حيث أنه وبما يمتلك من موقعه داخل تحالف المعارضة السودانية دائماً ما يتكسب من وراءه، وهو المدَّعي زوراً على الديمقراطية والمساهم فى وأدها على إمتداد تاريخه، حيث تعاون مع نظام السابق فى الخرطوم وهى الحكومة التى كانت بقيادة الرئيس جعفر النميري لكنه الآن يقف داخل التحالف ويأبي مفارقة كرسيه المتزعِّم عليه دون أن يكون من خلفه من يساند مواقفه وهو دائماً ما أدخل هذا التحالف فى دائرة الشبهات حيث أنه أكثر من أجتمع بسفراء الدول الأوربية بغرض استجلاب الدعم للتحالف المزعوم. وبالعودة لبقية الخبر حيث ذكر أبو عيسي انه سيعقد اجتماعات مماثلة بقيادة حزب البعث الشعبي أصدقائه القدماء من الحزب الشيوعي وبعض الأحزاب اليسارية لبلورة مواقف محددة فى مواجهة حزب الصادق المهدي وبعض الذين يؤيدونه داخل التحالف معتبراً ان مواقف هذه الأحزاب المتقلبة هى التى أدّت لعدم استثمار فرصة أحداث التغيير الذى تنشده المعارضة, مع بقية الخبر يتضح ان الرجل هو الذى أشعل نار الفتنة التى ضربت جسد التحالف وسعي بالنميمة بين أضلع التحالف وذلك من أجل إبعاد الصادق المهدي وحزبه من التحالف حتى لا يتم استبعاده من قيادة التحالف. وبالفعل قد يسحب البساط من تحت أقدام ابو عيسي دون يدري عندما تحركت أحزاب اليسار من وراءه فى إجراء مصالحه بين زعيم حزب المؤتمر الشعبي وإمام الأنصار فى دار حركة القوى الجديدة (حق) الأستاذة هالة عبد الحليم وذلك فى دفع شخصية بإمكانها ان تمحور أحزاب اليسار خلفها وتقدم كبديل بإمكانه إضافة المزيد من قوة اليسار داخل التحالف وهو ما لم يحسبه فاروق ابو عيسي، حيث غدر وغرّر به إخوانه وزملاؤه السابقين من الشيوعيين. وملاحظ أن الرجل لم يظهر فى العلن بعد هذا الصلح وغيابه يطرح عدة تساؤلات أهمّها وأولها ما هو موقفه من هذا الصلح وما مدي جدية الطرفان فى الدفع بعلاقات تؤكد وتدعم موقف هذا الرجل لقيادة التحالف الجديد.