تصريح السيد/ الدابي واتهامه للسيد/ مالك أنور المنسحب من فريق المراقبة العربية في سوريا بأنه لم يكن في الميدان وأنه ظل في الفندق لمدة ستة أيام مدعياً المرض، ونذكر الدابي بقصة سيدنا إبراهيم الخليل حينما دعاه قومه للاحتفال بعيدهم وأصروا عليه في الذهاب معهم وهم لا يعلمون إيمانه بالله الواحد الأحد، وحسب رواية القرآن الكريم كان أن رفع الخليل رأسه إلى السماء ونظر نظرة في النجوم وقال إني سقيم، كان تفسير العلماء أنه أراد أن يقول إنه سقيم مما يفعلون وما يعتقدون في الأصنام، ففهموا أنه مريض وتركوه وذهبوا لممارسة الباطل، وكذلك مالك أنور كان سقيماً مما يجري في سوريا العرب من فظائع حيث تسيل الدماء أنهاراً ليس بآلة الصهاينة ولكن بمدافع النظام الثقيلة المستوردة من الروس «يا للخزي ويا للعار».. أخي الدابي.. أتمنى أن يخرج تقريرك المنتظر من كل العالم العربي، وأتوسل إليك أن تكون صادقاً لتؤكد قول الحق عزَّ وجل «من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» وتُقر بصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم حين قال « كلُ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» وقرر بأن «سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر».. لأن ما رأيناه في كل وسائل الإعلام حتى المعادية للإسلام تؤكد قذارة الانتهاكات وإذلال كرامة الإنسان في أبشع صورها «إجبار الناس على السجود لصورة الطاغية وتقبيل الحيوانات» .. لعمري لم تفعل اسرائيل مثل هذا، بل إنها ستتعلم من الطغاة العرب صنوف التعذيب وإذلال الإنسانية.. تذكرون عندما اعتقل الاحتلال مراسل الجزيرة سامر علاوي.. كيف سمحوا له بمقابلة محاميه وأسرته وكل ما يعزِّز إنسانيته.. أخي الدابي.. إن القلم أمانة فأدِّها بحق، واستحضر حين تكتب موقفاً من مشاهد القيامة حين يأتي كل غادر وخائن بلواء يحمله على رؤوس الخلائق مكتوب عليه: هذه غدرة فلان بن فلان، فاعمل يا أخي على ألاَّ يكون لك لواء مكتوب عليه: هذه غدرة ابن الدابي خيانة الشعب السوري، تذكَّر يوم يقف الخلائق ترهق وجوهم قترة وغبرة حين يقول الحق عزَّ وجل «أين الملوك.. أين الجبابرة، لمن الملك اليوم، فلا يجيب أحد، فيجيب تبارك وتعالى بنفسه: لله الواحد القهَّار».. أبعد كل هذا لا يقشعرُّ البدن، والعالم الغربي يا أخي يعلم تماماً ما يحدث في سوريا، ولا يحتاج إلى تقرير مراقبين، ولولا حسابات المصالح « وهذا ديدنهم وهم كفرة لا يعتقدون إلا في المصالح» لاقتحم الناتو المشهد من شهور سابقة ومسح ليث سوريا من الوجود مسحاً.. والسؤال الذي يفرض نفسه لم الدفاع عن النظام السوري وهو نظام بعثي في المقام الأول.. إذا كان الأمر أمر ممانعة فهي والله مناعمة وليست ممانعة لأن ما أطلق على صدور الشعب السوري الأعزل من مدافع لم يطلق ربعه على إسرائيل التي إذا رأينا اليوم على القنوات الفضائية صاروخًا صغيرًا أُطلق على غزة لن تقشعرَّ أبداننا ولن تطرف لنا أجفان بعد ما رأينا تمزيق أجساد الناس في الشوارع العربية نتيجة جنون العظمة والسلطة والجاه.. وبعد... وللمفارقة العجيبة وصحيح ما قيل أن منفِّر سوريا هو بشارها، وأن قبيح تونس هو زينها، ومدمر ليبيا هو معمَّرها، وطالح اليمن هو صالحها، وملعون مصر هو مباركها.. ليت أمهاتهم لم يلدنهم يومها.. ليتهم ماتوا جميعاً لكان استراح منهم العباد والبلاد والشجر والدواب.. أستغفر الله العظيم، لكن قدَّر الله وما شاء فعل، اللهم عليك بالطغاة فإنهم لا يعجزونك، اللهم شتت شملهم وفرِّق جمعهم.. و وا وجعي على الشعب السوري.. وحسبي الله ونعم الوكيل!!..