يرفع منتخبنا الوطني الأول راية التحدي في محاولة للتفوق على نفسه في بداية مسيرته ببطولة كأس الأمم الإفريقية الثامنة والعشرين حيث يلتقي نظيره الإيفواري اليوم الأحد في افتتاح مباريات المجموعة الثانية بالبطولة المقامة حاليا في غينيا الاستوائية والجابون بإستاد مالابو الدولي. ورغم نجاح كل من المنتخبين في الفوز بلقب البطولة مرة واحدة سابقة، تباين مستوى وظروف الفريقين كثيرًا في السنوات الماضية وخاصة في العقدين الماضيين لتكون المباراة بينهما بمثابة مواجهة غير متكافئة من الناحية النظرية وإن كان كل شيء ممكناً من الناحية العملية ولم يكن المنتخب الوطني صقور الجديان يتمنى بالطبع أن تكون بداية مسيرته في البطولة أمام أفيال كوت ديفوار المرشحة بقوة لإحراز اللقب. ورغم صعوبة المواجهة والفارق الهائل في الإمكانات بين كتيبة الأفيال التي تعتمد على مجموعة من المحترفين في أكبر الأندية الأوربية وقافلة صقور الجديان التي تعتمد على مجموعة لاعبين جميعهم من المحليين بالدوري المحلي، يدرك كل من الفريقين أنه من الصعب التسليم بأن النتيجة محسومة خاصة وأن الحماس والرغبة في تحقيق الفوز يجب أن تكون في أعلى درجاتها مع بداية مسيرة كل من الفريقين في هذه المجموعة الصعبة. وربما يكون المنتخب الايفواري لكرة القدم من بين المنتخبات صاحبة الحظوة والسمعة الرائعة على الساحة الإفريقية، ولكن مشكلة الفريق تكمن دائماً في أن الإنجازات لا ترتقي دائما إلى حجم التوقعات التي تصاحب مشاركته في البطولات، ومن ثم لم يحرز المنتخب الإيفواري المعروف بلقب الأفيال لقب كأس الأمم الإفريقية سوى مرة واحدة على مدار 18 مشاركة سابقة له في النهائيات. وتوج الأفيال بلقب البطولة الإفريقية عام 1992 بالسنغال بينما فازوا بالمركز الثاني في بطولة 2006 بمصر بعد الهزيمة أمام أصحاب الأرض بضربات الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية للبطولة. وشهد المنتخب الإيفواري في السنوات الأخيرة الجيل الذهبي الثالث له بعد جيل الستينيات وجيل أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي وأصبح هدف الفريق الحالي هو تتويج تألقه على الساحة الإفريقية وفي رحلة احترافه بالأندية الأوربية الكبيرة بلقب إفريقي ثانٍ للأفيال. ويضاعف من رغبة هذا الجيل في إحراز اللقب أن بعض عناصره وفي مقدمتهم المهاجم الشهير والخطير ديدييه دروجبا قائد الفريق قد لا تتاح لهم فرصة جديدة للمشاركة في الكأس الإفريقية مع اقترابهم من سن الاعتزال ومع غياب عدد من المنتخبات الكبيرة عن نهائيات البطولة القادمة، تبدو الفرصة سانحة أمام الأفيال للمنافسة بقوة على اللقب بل إن الفريق الإيفواري سيكون مع نظيره الغاني وصيف بطل النسخة السابقة وهما أقوى المرشحين للفوز باللقب. ويضاعف من قوة الفريق الحالي أن كل نجومه من اللاعبين المحترفين في أوربا مثل دروجبا وسالومون كالو وكولو توريه ويايا توريه وديدييه زوكورا باستثناء لاعب واحد فقط هو عبد القادر كيتا المحترف في السد القطري حامل لقب دوري أبطال آسيا وصاحب الميدالية البرونزية في كأس العالم للأندية 2011م. وبالتالي، يخوض الفريق البطولة بعقلية المحترفين ويستطيع لاعبوه مساعدة مديرهم الفني الوطني فرانسوا زاهوي وتبدو الفرصة سانحة أمام كتيبة المحترفين للاستفادة من فارق الخبرة في مواجهة نجوم الدوري السوداني الذين يشكلون قائمة صقور الجديان. ولكن الأفيال يدركون تماماً أن المفاجآت واردة خاصة في ضربة البداية لاسيما وأن لاعبي المنتخب السوداني يمتلكون المهارات الفنية الكبيرة كما يتميزون بالتماسك الشديد والانسجام في ظل اعتماد الفريق بشكل كبير في تشكيلته على نجوم المريخ والهلال السودانيين. وكان المنتخب السوداني هو آخر المتأهلين للبطولة حيث صعد للنهائيات من الباب الضيق وبعدما احتل المركز الثاني في مجموعته ووقف الحظ بجواره ليصبح ثاني أفضل الفرق التي احتلت المركز الثاني في جميع المجموعات بالتصفيات علما بأنه فاز في جميع مبارياته بالتصفيات ما عدا مباراتيه أمام المنتخب الغاني العنيد حيث تعادل معه سلبيا في لقاء الذهاب وخسر صفر/2 إياباً. ويدرك صقور الجديان أن استعادة هيبتهم الإفريقية يتطلب بداية قوية في البطولة وهو ما لم يتحقق إلا بنتيجة إيجابية في لقاء الغد الذي يمثل عنق الزجاجة للفريق. ويضم المنتخب الوطني مجموعة طيبة من اللاعبين هم الأفضل في تاريخ الكرة السودانية منذ جيل عام 1970 ومنهم هيثم مصطفى قائد الفريق بجانب المعز محجوب ونجم الدين معاوية وبلة جابر وبدرالدين قلق وعلاء الدين يوسف ومدثر كاريكا ومهند الطاهر وكرنقو وبقية الكوكبة.