الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين ورابع العشرة المبشرين بالجنة.. وزوج السيدة فاطمة البتول ريحانة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأحد أصحاب الكساء.. هذا الصحابي الفذ له مواقف ومآثر لا تنحصر ولا تعدُّ. ومن ألطف ما يمكن أن يُطلع عليه من مآثره هذه ذلك الموقف المشهور من بني أمية.. مع أنه قاتلهم وقاتلوه.. ونازعهم ونازعوه وقاولهم وقاولوه.. إلا أنه رغم ذلك كانت له بصيرة نافذة ومتفتحة.. تحسن تقييم الأمور وتنزل الأحداث والأشخاص منازلهم.. لا تشتط ولا تحيف ولا تميل.. وكان الناس يتقربون إليه بإظهار عداوتهم لبني أمية.. ويظنون أنهم لو وقعوا في بني أمية أمامه ربما زاد ذلك من حظوتهم عنده فكانوا يتداولون هذه المسألة لا يكاد يفارق واحدًا ألا دخل عليه واحد.. ولا يكاد يغادر وفدًا إلا دخل عليه وفد حتى ضاق بهم ذرعاً فقال قولته الشهيرة: «لقد أكثرتم على بني أمية.. ووالله لو كانت مفاتيح الجنة في يدي لأدخلت إليها بني أمية» لله أبوك من قائل. ولله هذا من قول!! من يستطيع أن يعدد الدلالات الإيجابية والخلقية والسياسية والدعوية والتربوية في هذا القول الذي لا يعدو بضع كلمات وسطراً أو سطرين.. ولوددت لو أننا أستطعنا أن نقول ذات القول للذين يكثرون علينا في الإنقاذ. يرون أننا ننقد الإنقاذ.. وننصح الإنقاذ.. ونغلظ القول للإنقاذ.. وفي مرات قليلة نلين القول بعض الشيء للإنقاذ فينبري من قرائنا من يسفِّه أحلامنا .. ويتهم مواقفنا.. وينسبنا إلى المداهنة.. والممالأة.. ونحن الحمد لله في حالة لا تسمح بمزيد من الاتهامات.. وهذا من فضل الله علينا. ولهؤلاء نقول والله لو كان الرشد والسداد بأيدينا لأفضنا منه على الإنقاذ حتى تنضح به مسامات جلد الإنقاذ.. فالإنقاذ تكاد تكون آخر دفاعات المجاهدات والنضالات التي استمرت لأكثر من نصف قرن من الزمان لإرساء أركان شريعة الرحمن في بلاد السودان أملاً في أن تنداح منها إلى مشارق إفريقيا ومغاربها.. وإلى صعيدها الأدنى والأقصى وكنا لنا في جوانحنا عظيم الرجاء في أن هذا الانتشار لا يقف إلا عند رأس الرجال حيث يقف أحد رجالات الفتح مخاطبًا المحيط للمرة الثانية في تاريخ الدنيا: أن لو كنت أعلم أن وراءك بشرًا وأرضًا لخضت لجتك حتى أخلص إليها.. ولكن وبعد عشرين عاماً وأكثر تأبى الإنقاذ أن تشب عن الطوق. ولكن عمرو بن عدي شبّ عن الطوق في سنوات قليلة.. وكانت أمه رقاش أخت جذيمة الأبرش من الحكمة والدهاء بحيث استطاعت أن تستر عارها وخطيئتها من أخيها جذيمة الأبرش ومع ذلك فالحركة الإسلامية تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى «عَمْرَها» لا يشب عن الطوق بل ترى أن الطوق الوحيد البادي للعيان هو الطوق الذي يضربه أعداء «المشروع الإسلامي» حوله بنجاح حتى أصبح اسم الشريعة «المشروع الإسلامي». تستطيع أن ترى أن «عمرو» الإنقاذ لم يشب عن الطوق إذا نظرت إلى الطوق الذهبي الذي كسته إياه أمه الحركة الإسلامية وإذا نظرت إلى خطواته وكيف يتعثر «ويقوم ويقع» والخوف أن يقع فلا يقوم بعدها أبداً انظر إلى هذه الخطوات. تشكيل القيادة العسكرية لتحالف حركات دارفور وقطاع الشمال خبراء قانونيون: قطاع الشمال يفتقر لشروط تسجيل الأحزاب بعد انقضاء العشر الأوائل: استمرار أزمة السكر واختفاء الجوال زنة 50كلم انتقاد لوزارة التنمية بسبب توزيع الزكاة عودة 25 ألف مواطن شمالي من الجنوب إلى النيل الأبيض واشنطون تعلن عن مبادرة لإدارة حوار بين الحكومة وحركة العدل والمساواة تلقي شكاوى من المزارعين الشماليين في الجنوب. هذه بعض عثرات «عمود الإنقاذ» الذي يرفض أن يشب عن الطوق.. ولو أنه شب عن الطوق لما تعثر ولاختفت هذه الأمور بل هذه العثرات تلك كانت بني أمية.. وهذه هي الإنقاذ.. وذلك كان قول سيدنا علي وقد ضاق ذرعاً ببني أمية وبأعداء بني أمية.. وهذا هو قولنا نحن وقد ضقنا ذرعاً بالإنقاذ وبأعداء الإنقاذ.