قال الله تعالى في محكم تنزيله «إن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون» سورة الأنعام الآية «82». قال سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: «عندما نزلت هذه الآية شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.. وقالوا: «أينا لم يظلم نفسه!! فقال صلوات الله وسلامه عليه: «ليس كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه: «يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم».. وظلم الناس أنواع.. أظلم الظلم هو الشرك بالله تعالى والعياذ بالله منه.. وظلم الناس لأنفسهم فلا يعطوها حقها.. كأن يصوم أحدهم فلا يفطر.. ويقوم الليل كله ولا ينام.. هذا فضلاً عن ارتكاب المعاصي التي تقود إلى المرض والضياع.. وظلم الإنسان لغيره كالاعتداء عليه بالضرب أو القتل أو الأذى أو أخذ ماله وحقه وما إلى ذلك فمن سلم من هذه الأنواع الثلاثة كان له الأمن التام في الدنيا والآخرة.. والأمن التام يكون بالاهتداء والسلامة من الذنوب والمعاصي فمن لم يسلم من ذلك كان أمنه ناقصاً كمن يرتكب جريمة أمن الخلود في النار وغير آمن من العذاب ويبقى تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى الذي قال «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء» سورة النساء الآية «116». أما الهداية في الدنيا فتكون بالاهتداء إلى شرع الله بالعلم والعمل وتكون في الآخرة بالاهتداء إلى الجنة.. وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية «إن الذين أخلصوا العبادة لله وحده ولم يشركوا به شيئاً هم الآمنون يوم القيامة المهتدون في الدنيا والآخرة».. وعن عبادة بن الصامت قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح نبيه.. والجنة حق.. والنار حق.. أدخله الله الجنة على ما كان من العمل» «متفق عليه». ولنقل في هذا الشهر المبارك: «اللهم اغسلني فيه من الذنوب وطهرني فيه من العيوب وامتحن قلبي فيه بتقوى القلوب يا مقيل عثرات المذنبين». ولنقل فيه أيضاً: «اللهم ارزقني فيه الذهن والتنبيه وباعدني فيه من السفاهة والتمويه واجعل لي نصيباً من كل خير يتنزل فيه بجودك يا أجود الأجودين».