مرض نقص المناعة المكتسبة أو الإيدز هذا الداء الذي يتسبّب فيه فيروس يصيب الجهاز المناعي في جسم الإنسان وأصبح مهدداً للعالم بأسره صحياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً من خلال صرف أموال طائلة لوقاية المجتمعات من خطره ولذا نشطت الكثير من المنظمات الطوعية في الوقاية من هذا المرض الفتاك، وفي ولاية سنار نشطت منظمة جسمار للأمن الإنساني التى تعمل بالتضامن مع وزارة الصحة والبرنامج القومي لمكافحة الإيدز ويرى وزير الصحة بالولاية دكتور شرف الدين هجو إن أمر السيطرة على مرض الإيدز خطير وجلل مشدداً على ضرورة تكامل الأدوار لحماية المجتمع من خطر الفيروس فهو فتاك ومزعج وأشكاله متنوعة وأكد أن التحدي الأكبر هو اكتشاف حالات جديدة وأن الفقر وعدم العفة من أكبر مخاطر الإصابة بالفيروس مشيراً في حديثه لورشة نُظِّمت لهذا المرض إلى أن العلم لم يصل حتى الآن إلى اكتشاف العلاج الناجع لهذا الداء كما أشار إلى أن أكثر الإصابات تأتي عن طريق الممارسات غير الأخلاقية الطبيعية منها وغير الطبيعية بالإضافة إلى المعدات الطبية غير المعقّمة والأدوات الثاقبة داعياً إلى إقامة مجتمع الفضيلة لمحاصرة المرض وإعطاء المتعايشين الرعاية والأمان ووضع منهجية واضحة لاكتشاف المصابين، مؤكداً أن الإعلام هو القاسم المشترك والأعظم للتبصير وحمل رسالة التوعية. فيما انتقد بعض الحضور في الورشة توزيع العازل الذكري دون رقابة ودون إستراتيجية واضحة مما يساعد على ارتكاب المعاصي بالرغم من أن الكثير من ذوي الاختصاص يقولون إن الكندوم قابل للتمزيق وغير واقٍ من الإيدز حسب الدراسات الحديثة بل هو وقاية لتنظيم الأسرة أو تنظيم النسل، وقال البعض الآخر إن الكندوم يمكن أن يكون واقياً ويمكن أن يكون نفسه حاملاً للفيروس في شكل مواد حافظة، وأضاف آخرون أن المرأة هي مربط الفرس في نقل الفيروس لذلك ندعو للتشديد على ضرورة الاحتشام والتوعية والمراقبة الذاتية ومراقبة البيت والشارع والمدرسة وندعو إلى ضرورة رفع الوعي والتشجيع على الفحص الطوعي وعدم نبذ المتعايشين مع الفيروس في المجتمع ولا بد من أن نتذكر الله ونحن ننوي عمل الفاحشة.. وكفى بالله رقيباً. وأكد مدير المنظمة دكتور فاروق سليمان بكوري أن المنظمة ومنذ افتتاح فرعها بالولاية شرعت في إنفاذ مشروعاتها وبرامجها للحد من انتشار الإيدز عبر جمعيتي الهلال الأحمر السوداني وتنظيم الأسرة، وقال إن المنظمة وبدلاً من الاحتفال باليوم العالمي للإيدز الذي يصادف الأول من ديسمبر من كل عام احتفلت المنظمة بأسبوع كامل بالولاية، وتضمن الاحتفال ورش عمل عن البسمة بدل الوصمة، بجانب المحاضرات التي نُظِّمت للفئات الأكثر عرضة بكل من محليات سنجة وسنار وأبوحجار.. وأضاف ل «الإنتباهة» أن جسمار تعمل في مختلف ميادين الأمن الإنساني بما فيها الحد من انتشار مرض وفيروس الإيدز.. وأبان أن المنظمة تتواصل في برامجها عبر المحاضرات، وبث حلقات توعوية عبر هيئة إذاعة وتلفزيون الولاية من خلال الشراكة بينهما.. وكانت الهيئة قد عملت على تنظيم ورشة بقاعة الجهاز القضائي بالولاية بالتعاون مع جسمار بعنوان معاً من أجل تحقيق البسمة بدل الوصمة، واستهدفت الورشة الإعلاميين والدعاة وأئمة المساجد وغيرهم ممّن لهم علاقة مباشرة بالمجتمع. واشارت تقارير الجهات المختصة الى أن عماد التنمية وقلب الأمة النابض ورواد المستقبل «الشباب» هم من أكثر الفئات عرضة للإصابة لانغماس الكثير منهم في هوى النفس وضعف الوازع الديني وعدم العفة، إلا أن الدكتور سيف اليزل إبراهيم منسق البرنامج الولائي لمكافحة الإيدز أكد ذلك حينما قال إن الإيدز مرض خاص من نوعه وأصبح يصنَّف من الأمراض المزمنة بعد أن كان قاتلاً، وإن الغالبية العظمى من المصابين هم الشباب ومتوسطو العمر «15 39»عاماً وأكثر من 90% من الإصابات تأتي عن طريق المتنفَّس الطبيعي للإنسان لإشباع الغريزة الجنسية عبر آلية التكاثر والتناسل وحفظ النوع... واستعرض سيف اليزل الجدول التراكمي للحالات من تقارير الرعاية والعلاج والخدمات المقدَّمة على مستوى الولاية وتحريك المجتمع والتقصي المرضي والسيطرة على العدوى والمتابعة والتقييم وبناء القدرات والتحديات التي تواجه البرنامج والتي من بينها قلة الكوادر وضعف الميزانيات ومعينات العمل، وقال إن عدد الحالات الإيجابية الحاملة لفيروس المرض بالولاية حتى نهاية عام 2011حوالى 380 حالة مشيراً إلى اكتشاف «5» حالات في كل شهر أو «15 16» حالة في كل «3» شهور مشيراً إلى أن من التحديات التي تواجه البرنامج قلة الكوادر على مستوى المحليات والوحدات الصحية والحاجة للتدريب وضعف الميزانيات ومعينات العمل. ويبقى الأمل في انتظار قوانين تحكم زواج المتعايشين بجانب تضافر الجهود الرسمية والشعبية في عملية الرقابة للحد من تفشي الفاحشة منعاً لتفشي هذا الداء العضال المدمر القاتل لا محالة، وأخيراً نقول إن الحياة حلوة فلا تدمرها أيها الشاب في دقائق وربما ثوانٍ اندفاعاً وراء شهوات وملذات الدنيا ونأمل أن تسخَّر الطاقات إلى البناء والإعمار والتنمية، ونأمل أن تدعم الدولة الشباب وتحضُّهم على فعل الطاعات من أجل خلق مجتمع الطهر والعفاف.