ظاهرة تغير المناخ Climate change: ستخرج (DERAIL) الخطة الكبرى لدولة إثيوبيا لتوليد 15,000 (MW) ميقاواط من الكهرباء من سد الألفية الإثيوبي مع جملة سدود أخرى بطاقات توليد أقل حيث يدور جدل علمي وبيئي حول هذه السدود مثير للغاية من عدة جهات ذات اختصاص. هذا وقد هبط وخيّم السكون على الدعاية المفعمة ببلاغة الإعلام والإشهار التي صاحبت الترويج للخطة الإثيوبية التي كان متوقعاً أن تمضي قدماً إلى الأمام في تنفيذ هذه السدود ولا سيما السد المسمى بسد الألفية الإثيوبي العظيم والذي يُعتبر من أضخم السدود الواقفة على مجرى نهر النيل الأزرق لكن تلك الخطة الطموحة لم تراوح مكانها للآن بسبب التكلفة المالية العالية التي لا تتناسب مع إمكانات إثيوبيا الاقتصادية والتي كانت ترى أن تنشئ كل سد على حده إضافة إلى سد الألفية الذي تم تحديد موقعه على بعد «30» كيلومتراً في إقليم بني شنقول المتاخم للحدود السودانية والذي كانت تأمل إثيوبيا بموجب تشييده إنتاج 5000 (MW) ميقاواط في المرحلة الابتدائية تكتمل إلى 15,000(MW) ميقاواط في العام 2015 ويلاحظ أن الدولة الإثيوبية وفي محاولتها هذه في أن تقوم بإرجاع الماء القوي المندفع من نهر النيل الأزرق نحو السودان ومصر بهدف تقوية اقتصادها ببيع الكهرباء وعلى حساب هذين البلدين معاً دون أن تأخذ في الاعتبار العامل المهم للكفاية ألا وهو عامل ظاهرة تغيُّر المناخ التي ستبدِّد كل أحلام إثيوبيا التنموية المرجوة وقد اتضح ذلك جلياً لكل المراقبين لموضوع إنشاء هذا السد خصوصاً بعد الدراسة التي قدمتها إثيوبيا وهي دراسة تقييم الأثر البيئي لبناء سد أخر يعرف بسد (GIBE III) فقد كانت هذه الدراسة مجرد دراسة بيئية متصدعة للغاية. (FLAWED) ولا تفي بالغرض المطلوب في الموافقة على تمويل هذا السد وهو الأمر الذي دفع بنك التنمية الإفريقي وبنك الاستثمار الأوربي أن يضع نهاية لا رجعة فيها لموافقتهما على تمويل وإنشاء ذلك السد هذا حسب ما أورده التقرير الجغرافي الأهلي (National Geographic Report). هذا السد (GIBE III) سيؤدي إن تم بناؤه إلى تقليل مستوى سطح الماء في بحيرة تركانا (Lake Turkana) ويزيد من طعم ملوحة الماء فيها هذا حسب التقارير التي وردت من جامعة كاليفورنيا الأمريكية موضحة أن المنطقة ستكون عرضة لكي لا تكون مناسبة لشرب الماء منها سواء كان ذلك لاستهلاك الإنسان أو الحيوان. وهنالك أيضًا من الاحتمالات التي تفيد بأن هذا السد سيقوم بدفع البحيرة على جوانبها الأمر الذي يهدِّد حياة أكثر من 500,000 نسمة من المواطنين حول البحيرة تجدهم مسبقاً على حافة المجاعة، كما أن هذا المشروع يضع مخاطر عدة تواجه الحياه البرية هناك. وعليه أرى أننا مواجهون بأسباب قاهرة لكي نشكك في جدوى سد الألفية الإثيوبي والذي يتعاطى مياهه للتوليد الكهربائي/المائي من بحيرة تانا والذي سيؤدي إلى قيام بحيرة جديدة اصطناعية تسع «63» بليون متر مكعب من الماء ستترتب عليها نفس العواقب والتبعات البيئية التي ذكرناها أعلاه من زيادة في طعم ملوحة هذه البحيرات والمخاطر البيئية التي ستواجه الكائنات الحية حولها أياً كان نوعها. كما أن ظاهرة تغير المناخ ستواجه إثيوبيا بمشكلة أخرى تحتِّم عليها فحص جدوى هذا المشروع على المدى البعيد، فحسب الدراسات البيئية التي أجرتها جامعة كاليفورنيا الأمريكية فإن ظاهرة تغير المناخ يتوقع منها أن تقوم بتبديل الدورة الهيدرولوجية (Hydrological cycle) في المرتفعات الإثيوبية الرطبة مما يؤدي إلى تقليل معدل هطول الأمطار بنسبة 20 % وهو الأمر الهام الذي يجعلنا نتساءل إن كانت دولة إثيوبيا قد قامت حقيقة بالانتباه إلى ظاهرة تغير المناخ ومخاطرها بل آثارها السالبة على مستقبل التوليد/ الكهربائي في إثيوبيا.؟؟ عبر السدود التي سيكون مصيرها أيضًا الإطماء الممزوج بنسبة من الأملاح «Salting». أحمد الرفاعي اختصاصي علم الوقود وحماية البيئة