في ظل التجاذبات التي يدور رحاها والتوتر بين السودان ودولة الجنوب حول النفط و الاختلاف حول رسوم تصديره جراء استخدام المنشآت النفطية من قبل الجنوب وفي المقابل فقدان الشمال العائدات النفطية التي أثرت في الموازنة العامة للدولة اتجهت الحكومة لإيجاد بدائل أخرى لسد العجز وابتداع وسائل جديدة للتوسع في الاستكشافات النفطية في الشمال لزيادة الإنتاج وفي الإطار بادرت جمعية مهندسي البترول السودانية إلى تنظيم المؤتمر الأول العالمي لبترول السودان المزمع عقده في الفترة من 30 إلى 31 من فبراير القادم لإيجاد حلول إبداعية لمشكلات النفط في البلاد. وأكد رئيس اللجنة المنظمة ونائب رئيس شركة سودابت مهندس علي فاروق في منبر «سونا» أمس أن البلاد تمر بمرحلة صعبة لإنتاج النفط وأن التكوينات الجيولوجية في الشمال صعبة التكوين والتركيب، مبيناً الحاجة للتكنولوجيا الحديثة لزيادة الإنتاج، وأكد أن نسبة الاستخلاص الحالية 23 % فقط وعالمياً وصلت إلى 70 % مشيرًا إلى بعض المساعدات من قبل الصين لرفع نسبة الاستخلاص في البترول وبذل مجهودات لتصل إلى 40% مستقبلاً ، ووصف خطوة الجنوب بقفل أنابيب النفط في المناطق التي تعمل فيها شركة النيل الكبرى والتور ويونتي بأنها خطوة غير صحيحة، وقال: نصحنا الجنوبيين بعدم قفل الآبار ووقف الإنتاج لصعوبة عودتها للعمل مرة أخرى والتأثير على البترول الموجود في الأنابيب لأن درجة التجمُّد في الظروف الحالية عالية ولكنهم سارعوا بفصل الكهرباء من الحقول وهي مشكلة تتسبب في وقف الإنتاج مستقبلاً في الآبار المعطلة. وأوضح أن الملتقى ينعقد للمرة الأولى بالسودان منبثقاً من الجمعية العالمية لمهندسي النفط التي تأسست في العام 1950 م وتضم عدداً من المراكز الإقليمية العالمية، وتبعية السودان لإقليم الشرق الأوسط بدبي بالإمارات دولة المقر والمسجلين بالجمعية عددهم 300 شخص بالإضافة للشركات النفطية وشركاء البلاد في المجال ويستعرض المؤتمر حوالى 29 ورقة علمية تتناول الحلول الإبداعية لتحديث الاستكشاف والإنتاج النفطي ويأتي برعاية وزير النفط وبمشاركة شركات النفط المتعددة، ويحتوي برامج تدريبية للمهندسين والجيولوجيين، موضحاً أن أهداف الجمعية نشر التكنولوجيا ورفع مستوى التدريس للهندسة النفطية بالجامعات السودانية، وقال سكرتير الجمعية المهندس أحمد إلياس إن المشكلات التي يواجهها السودان في مجال النفط أحد الأسباب التي دعت لقيام مؤتمر علمي للبحث عن حلول للعقبات التي تواجه الحقول العاملة حالياً بالشمال والمشتركة مع الجنوب والسعي لتطبيق التجارب والخبرات المكتسبة للمهندسين السودانيين بهدف زيادة الإنتاج النفطي، وقال إن الأوراق تناقش موضوعات بتكنولوجيا الحقول النفطية وإدارة المعلومات ومشكلات الحفر والتكلفة المالية وطرق حديثة لزيادة معدل الاستخلاص وأوراق خاصة بإدارة الحقول المشتركة بين الشمال والجنوب، ويأتي المؤتمر برعاية شركة سودابت وعدد من الشركات العاملة ويستهدف إيجاد حلول للمشكلات الفنية المتعلقة بالحقول في الشمال وتلاقح الأفكار والتجارب مع الشركات بالإضافة إلى إيجاد حلول إبداعية تمكن من تطوير تكنولوجيا استخراج النفط مبيناً ارتفاع الحاجة للبترول عالمياً ووصلت ل«35» مليون برميل في اليوم مما يستدعي مواجهة التحديات في النفط. ومن جانبه أكد مقرر اللجنة المنظمة للمؤتمر المهندس عبد الماجد مصطفى أن الهدف من المؤتمر عكس المشكلات التي تواجه الصناعة النفطية بالبلاد والبحث عن آلية لتطوير الحقول وطرق جديدة للاستخلاص والاستكشاف بما أن البلاد مقبلة على مرحلة صعبة تتطلب زيادة الإنتاج وعكس التجارب والخبرات السودانية في المجال النفطي.