ترى فيم يخطط ويفكر أهل شمال كردفان وهم يستقبلون الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب؟؟. نافع يزور تلك الديار ويلتقي أولئك الصابرين لتهنئتهم أولاً بكل المواقف النبيلة التي أظهروها في تاريخهم لا سيما وقفتهم مع المؤتمر الوطني في الانتخابات الأخيرة وأكدوا أنهم أصحاب بصيرة وعقل ثاقب يثق بقيادته رغم العوز والحاجة للتنمية التي اتخذها البعض من بقية أجزاء السودان الأخرى مسوغاً ومبرراً للتمرد على السلطة واستخدام معاول الهدم والدمار.. أهل ود بندا شأنهم شأن بقية أهل شمال كردفان لم يستغلوا خطاب نقص الخدمات والتردي لأجل التكسب الرخيص فهم في انتظار التكريم.. وهذه الزيارة مهمة وجاءت في توقيت مناسب جداً قد تتاح للدكتور نافع علي نافع الذي يزور هذه المنطقة لأول مرة الفرصة كاملة حتى يقف على مجمل الأوضاع الاقتصادية والسياسية والتنموية، وأحسب أنه سيزور المنطقة ولديه أهم طاقيتين هما طاقية رئاسة الجمهورية وهي رأس الهرم في الجهاز التنفيذي وبمقدوره أن يستمع إلى الإشكالات التي تعاني منها المنطقة ممثلة في المحليات الغربية لشمال كردفان عموماً والتي تمثل نسيجًا اجتماعيًا متآلفًا ومتجانسًا ولديها موارد ضخمة بيد أنها تعاني مشكلات تنموية وأخرى تتعلق بآليات تطوير النمط التقليدي في الزراعة والثروة الحيوانية بجانب ذلك أن المنطقة تمتلك بيئة وأرضًا خصبة بمقدورها استيعاب كل أنواع التقانة الزراعية والحيوانية المتعلقة بتحسين وتطوير الإنتاج ورفع القدرات الإنتاجية لإنسان المنطقة، لذلك الجميع يتعشم في أن تكون هذه الزيارة نقطة تحول خاصة أن د. نافع رجل زراعي وبمقدوره الدفع بأفكار ويسندها بجهود عملية يمكن أن تسهم في تغيير واقع الزراعة والمزارعين في ولاية شمال كردفان التي يقابل إنسانها هذه الزيارة بآمال عراض ونظرات متفائلة. د. نافع يزور هذه المنطقة التي يعاني شبابها البطالة مثلهم وبقية أنحاء السودان لكنهم أكثر حاجة من غيرهم لأن مشروعات استقرار الشباب والتمويل الأصغر وبنك الأسرة وغيرها من التدابير والإجراءات التي ابتدعتها الحكومة لتخفيف حدة الفقر واستيعاب الشباب العاطلين عن العمل، كل هذه المشاريع قد تخطت هذه المنطقة ولم يوجد لها أثر حتى، فالجميع ينظر لهذه الزيارة على أنها خطوة ربما تعالج المسير لهذه الآليات والمؤسسات بذات قوة شخصية د. نافع وتأثيره ووقوفه مع قضايا واحتياجات الشباب. د. نافع رجل نافذ بلا شك في دوائر صناعة القرار بل مركز مهم نظراً لصفته التنظيمية والملفات التي يديرها والتي يحمل طاقيتها في هذه الزيارة وهو نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، وفي هذا نهمس في أذنه ونقول إن النشاط السياسي للمؤتمر الوطني في تلك الأصقاع ضعيف جداً وبالكاد نقول لا صدى ولا أثر محسوس لمؤسسات الحزب على المستوى القاعدي فلذا نأمل أن تجدد الزيارة الخطاب وتعيد أولئك الشخصيات القوية والمؤثرة في مفاصل الحزب للعمل بحيوية وقوة بعد أن انزوى بعضهم وأُبعد البعض الآخر خاصة في محلية ود بندا.. هناك من تعلمنا على أياديهم ومجالسهم العمل الإسلامي والسياسي هم الآن خلف الحيطان والخيول يمتطيها من لا خلاق له، هناك رجال وشخصيات زهد في العمل أمثال شيخ الحركة الإسلامية الأستاذ محمد علي الشريف وكذلك محمد آدم مكين والصادق عثمان علي وفضل عبد الرحمن الزين، هؤلاء وغيرهم قائمة طويلة هم الآن يقفون مع التنظيم في كل القضايا والهموم الكلية والقومية لكنهم مبعدون بأمر أصحاب الذات من الذين يمسكون بتلابيب النشاط ضعيفي القدرات والمواهب.. الشيخ معتصم ربما لم تصل إليه هذه الحقائق التي يُفترض أن تصل إليه عبر المؤسسات إذا كان هناك صدق وأمانة لكنهم لا يوصلونها له ويُخفون عنه الكثير لأنهم متورطون في تفاصيلها وصناعتها، ولذلك نهمس في أذنه ولا بد من مراجعة الأوضاع ودراستها عبر آليات نزيهة وأمنية لأجل إعادة الأمور وأن يشارك كل أبناء الحزب من الذين شاركوا في بنائه طوبة طوبة ولديهم الاستعداد للعمل داخل هياكله بتجرد ووفاء حتى لا تضطر للجوء للعمل عبر وسائل مخالفة للوائح وموجهات الحزب ونظامه الأساسي. معظم إداريات ود بندا تجد رئيس المؤتمر الوطني ومكتبه التنفيذي هم على هذا الموقع لأكثر من عشر سنوات والحال ينطبق على بقية المحليات الغربية وأصبح العمل السياسي غير مأمون ولم يكن محل رضا للقواعد نظراً للمخالفات والتجاوزات التي ارتكبها هؤلاء باسم الحزب والحزب براءة منهم، بعضهم يتدخل حتى في نشاط المحليات الإداري ويرتكبون بذلك مفاسد، لذلك الجميع ينتظر نتائج واستجابة لرغبات الأغلبية واحتجاجاتها بما يفتح الآفاق ويجدد الدماء والعزائم لأجل المستقبل.. أهم منشط في زيارة الدكتور نافع هي الندوة السياسية الكبرى التي سيخاطبها في مدينة النهود وما أدراك ما النهود، المدينة التي استهدفها إبراهيم الشيخ بنشاط كثيف لصالح المعارضة المتهالكة وبلا شك قد أحدث خلخلة تحتاج لجهود تعيد التوازن السياسي لحزب المؤتمر الوطني ومعلوم أن النهود تعتبر مركزية التأثير والقرار السياسي لكل المحليات الغربية لولاية شمال كردفان.. على كل مرحباً بالدكتور نافع علي نافع في عمق دار حمر بكل تشكيلاتها الاجتماعية ومبروك لولاية شمال كردفان..