وجهنم درجات.. ومعركة استخبارات العالم التي تدور في الخرطوم مثلها. والأخبار التي تتفجر الآن عن البترول والجنوب.. وسوريا والدابي و»العلماء«!! و... و... كلها فقاعات تطفو فوق سطح البركان الحقيقي. بركان الاستخبارات التي تتعارك في الخرطوم »المخابرات السعودية والخليجية والإيرانيةوالأمريكية والسودانية واليوغندية والإريترية والإسرائيلية و... و«. والرعب حتى الآن يزلزل المخابرات الأمريكية والإسرائيلية. ... والشهر الماضي نحدث هنا عن أن مخابرات دولة أوروبية تلمح مدير استخبارات دولة كبيرة يخرج من فندق في الخرطوم. والبحث يجري في ذعر عما جاء به إلى السودان.. وعما إذا كان يبيع أو يشتري شيئاً لأطراف المعركة السورية »أمريكا، لبنان، السعودية، إسرائيل، روسيا«. ... وإيران تحدث الخرطوم الشهر الماضي عن شراء »سلع معينة« بعدة مليارات. ومخابرات دولة عربية يركبها شيطان المخابرات الأمريكية.. وتأتي جرياً إلى السودان تعرض شراء السلعة ذاتها / بالمناسبة الدولة الثانية ما كانت تعرف ما هي السلعة/ وكل ما في الأمر هو أنها كانت تريد من السودان أن يقول لا لإيران«. والسودان والله العظيم يقبل بالعرض الثاني.. ويعتذر لإيران. وتلميحاً بطرف العيون كان السودان بالرفض هذا يطلب من إيران أن تتحدث معه باحترام يقول صراحة ماذا يريد أن يشتري.!! وإيران كانت تعرض شيئاً مثل من يشتري التمر ليجعل منه خمراً. وأمريكا بعض معركتها كان ما يقوده هو أنها كانت تعرف ما تريده إيران. خصوصاً أن معركة مذهلة تتناقل حكايتها مخابرات العالم كانت تجري الأسبوع الماضي بين إيران وأمريكا. وفي الأسبوع الماضي وكالات الأخبار تطلق خبراً عن إسقاط إيران لطائرة تجسس بدون طيار. خبر صغير تحت دخان معركة الخليج الآن بين أمريكا وإيران. لكن ما تتناقله مخابرات العالم مذهولة كان هو : الطائرة الأمريكية مصممة »وملغمة«... كل بوصة فيها بحيث تنفجر إن هي أهبطت على الأرض أو إن هي تاهت أو إن مسها شيء أي شيء. وتتفجر بحيث لا تبقى منها بوصة مربعة للفحص. لكن إيران أنزلت الطائرة سالمة وفحصتها. والمخابرات الأمريكية تكتشف أن المخابرات الإيرانية نجحت في اختراق الصلة بين الطائرة وبين القمر الذي تديره مخابرات أمريكا. والجهاز المصمم لتفجير الطائرة يصاب بهبوط في القلب. وإيران تجعل الطائرة تهبط. وأوباما يعرض خمسة مليارات دولار لإعادة الطائرة. »والأسبوع الماضي الصراخ حول قاعدة متحركة أمريكية في الخليج كان سببه الحقيقي هو هذا«. و... (2) ومعركة صغيرة عن رفض الخرطوم الأسبوع الماضي استقبال المندوب الأمريكي معركة ترتدي ألف ثوب. لكن الثوب الحقيقي كان هو.. أن أمريكا تطلب من السودان أن يتوسط لها عند إيران معشوقته الفارسية. والسودان يرفض. والرفض هذا كان هو ما يجعل سلفا كير الذي ينحني للتوقيع على اتفاقية جديدة مع البشير الأسبوع الماضي يتلقى هاتفاً وبعده يرفض التوقيع. و.... لكن أمريكا تجد السودان »ينزل« طائرة البترول الملغمة هذه بأسلوب يشبه المسألة الإيرانية. فأمريكا .. ومنذ الانفصال كانت حساباتها تصل إلى.. »انفصال ثم فقدان الشمال للبترول الجنوبي ثم معارك في الشرق والغرب ثم انهيار اقتصادي ثم انهيار الإنقاذ« أشياء هي سلسلة حتمية. ولكن أمريكا تفاجأ بالسودان ما يزال يفطر جيداً ويدخل مباريات كأس الأمم الإفريقية ويجلد التمرد.. ويرفض استقبال مندوب أمريكا. (3) لكن فقاعات أخرى تلمع وتضج ولها أبخرة سامة.. سامة. والأسبوع الماضي معركة في المولد بين الصوفية وأنصار السنة.. معركة دينية. هل وجد أنصار السنة والصوفية هذا العام وحده؟! ومعركة دينية بين الصادق المهدي ومن يكفرونه.. معركة دينية. هل تحدث الصادق المهدي هذه الأيام فقط؟! ومعركة بإشعال ضريح الشيخ الأرباب في العيلفون.. هل بنيت القبة هذا العام؟! و.... »وعلماؤنا« يختارون الأيام هذه لينصبوا مشنقة للدابي لأنه في سوريا نقل ما يراه وليس ما تراه قناة الجزيرة ومن يستخدمونها!! و.... والمعارك لا تلتقي أنهارها لأن دعاشاً دينياً هب.. المعارك تلتقي لأن الجهة التي تدمر السودان تنظر. وتجد أن ما يقود السودان هو »الدين«. والجهة هذه »تزيد« الناس ديناً.. لكن الجهة هذه وبدلاً من سكب الدين في خزان عربة الدولة تسكب البنزين فوق جسم الدولة. ثم تعطي »خالد بن الوليد« من الصوفية وأنصار السنة عود الكبريت. والسيد وزير المالية الذي يذهب إلى الخليج لإلغاء عقود المطار.. فقاعة تتساءل عما إذا كان هناك من يسأله وهو يتخطى رئيس الجمهورية. فالعقود مع الدول هذه تحمل توقيع رئيس الجمهورية. والمادة »51« تجعل إلغاءها مستحيلاً. والوزير يلغيها. ولا أحد يسأل الوزير!. لكن الناس يسألون الدولة. والسؤال يذهب إلى ما إذا كان السيد معتمد جهة في كردفان يهاجمها التمرد أخيراً كان يعلم بالهجوم هذا. وعما إذا كانت جهة تتلكأ لثلاث ساعات قبل أن تهب لنجدة المجاهدين. وثمانية شهداء هم وحدهم عند ربهم من يعرف الإجابة. و... فقاعة تسأل عما إذا كان وزير الصحة وبدعوى الإصلاح »هل أحد في الأرض يقول إنه يعمل للخراب؟«.. الوزير هذا ينهي خدمات »10في المائة« من أطباء الامتياز بدعوى غريبة. ويسهم سيادته في طوفان العطالة.. وكل ما تنتجه العطالة. وفقاعة تسأل عما إذا كان المعتمد ووزير المالية ووزير الصحة وآخرون من دونهم يعملون بغباء. الإجابة.. على العكس إنهم يعملون بذكاء لأهدافهم.