أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    حذاري أن يكون خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين هو أعلى سقف تفاوضي للجيش    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    وزير الخارجية السوداني الجديد حسين عوض.. السفير الذي لم تقبله لندن!    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    شاهد بالفيديو.. بعد فترة من الغياب.. الراقصة آية أفرو تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بوصلة رقص مثيرة على أنغام (بت قطعة من سكر)    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    ترتيبات لعقد مؤتمر تأهيل وإعادة إعمار الصناعات السودانية    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة تنضم لقوات الدعم السريع وتتوسط الجنود بالمناقل وتوجه رسالة لقائدها "قجة" والجمهور يسخر: (شكلها البورة قامت بيك)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. الفنانة عشة الجبل تظهر في مقطع وهي تغني داخل غرفتها: (ما بتجي مني شينة)    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    حمدوك يشكر الرئيس الفرنسي على دعمه المتواصل لتطلعات الشعب السوداني    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة “أبكر” مع الإنقاذ…مبروك عليكم دولة إسرائيل!!
نشر في حريات يوم 07 - 11 - 2012


شوقي إبراهيم عثمان
إحدى الحقائق المستترة عن كافة الشعب السوداني هي أن فترة البطش والتنكيل وبيوت الأشباح والتمكين في أوائل تسعينات الإنقاذ تمت على يد أبناء غرب السودان أمثال المدعو أبو البشر أبكر حسب النبي الذي شارك الإنقاذ بداياتها…أي شارك وغيره في فترة التمكين “الإسلامي” في العهد البدري الأول للإنقاذ وكانت فترة التمكين خالصة لأبناء دارفور الإسلاميين الجهويين ودارفور وكردفان الجغرافيتين!! أجهزة الأمن في فترة الإنقاذ الأولى كلها من أبناء غرب السودان!! لقد بطشوا بالشعب السوداني من نظرة عنصرية بغيضة وليست من نظرة إسلامية..!! و”المرحوم” خليل إبراهيم، الذي اغتالته مخابرات قطر بالتعاون مع الموساد، كان أحد أبطال العمليات العسكرية في أطراف الجنوب، أو ما يسمى العدل والمساواة من جماعته تفاخروا باستحياء على أنهم كانوا ذراع الإنقاذ الباطشة في سحل السودانيين الجنوبيين…في خط التماس ضد الحركة الشعبية طوال التسعينيات!!
والآن نسأل المدعو أبو البشر أبكر حسب النبي…خليل إبراهيم اغتالته دولة قطر والموساد الإسرائيلي، لماذا الصمت على هذه الجريمة؟ ما الذي يغلق أفواهكم؟ إسرائيل التي تستطيع ضرب مصنع ذخيرة اعتيادي في جنوب الكلاكلة (وليس مصنع صواريخ إيراني كما تزعمون) تستطيع قطعا إزالة خليل إبراهيم من الوجود!! لماذا صمتوا يا أبناء غرب السودان عن هذه الحقيقة؟
الجواب: الغرض مرض!! هل تستطيعون انتقاد إسرائيل؟
فدولة قطر المتصهينة هي التي تمول الحركات المسلحة وغير المسلحة بدءا من مني أركواي وإبراهيم دريج وانتهاء بعلي الحاج!! دولة قطر أشترت ذمة بعض القيادات العليا في حركة العدل والمساواة فأصبح التنظيم في أثر كان..هل تنكرون؟ وربما ثلاث سنوات في فنادق الدوحة “كثيرة” على شراء التنظيم بكلياته!! فمتى يأتي الدور على ياسر عرمان ومني أركوي بعد المرحوم خليل إبراهيم؟
ودارت الأيام دورتها وتمزقت حكومة الإنقاذ في نهاية التسعينيات فتخندق أبناء غرب السودان في عنصريتهم .. فالعنصرية يا “أبكر” ليست لها علامة مثل البشرة الفاتحة، العنصرية عنصرية، حتى أصحاب الجلود السوداء يمكنهم أن يكونوا عنصريين بشكل مقزز بل من الدرجة الأولى – ولكن هي عقدة وخفة عقل أن يُدمَغ فقط أصحاب البشرة الفاتحة بالعنصرية!! بل السود في أوروبا يبتزون الأوروبيين عنصريا حتى أصبح يقال هذا المثل الطريف: أن تكون أسود الجلد مهنة!!
وحين دار الزمان دورته وانفرط عقد الإنقاذ رأينا العجب – أبناء غرب السودان سلموا انتمائهم وقضهم وقضيضهم لكل المخابرات الدولية بدءا بالموساد، ومرورا بواشنطون وباريس وألمانيا الخ وثم انتهاء أيضا بقطر!! أصبحت قضيتكم مثل قضية السلفيين المرتزقة تعطون ولاءكم لمن يدفع..!! أبناء غرب السودان سلموا قضيتهم لإسرائيل في بضعة أيام بينما عجز الغرب بكامله في تركيع الراحل الدكتور جون قرنق..التحية له في قبره!! وبدلا من أن يكون الراحل جون قرنق تابعا لهم، أكتشف الجميع بما فيهم أمريكا وإسرائيل إنهم تابعين لقرنق – لذا تم إغتياله!! هل تنكرون هذه الحقيقة؟
قصة “أبكر” مع إيران قصة طريفة ومسلية…!! لقد شهد بنفسه أن إيران بريئة من دم أهلنا في جنوب السودان، فلنا شهادته وله بدعته!! وأتحدى “أبكر” أن يثبت براءة الدارفوريين وأبناء غرب السودان من دماء أبناء السودان الجنوبيين في طوال التسعينيات؟! أو أمنجية بيوت الأشباح تلك في فترة التمكين..كلها تحسب على أبناء غرب السودان!! أيها الجاهل لأن عقلك صغير لم تفهم لماذا رفضت إيران عمل طريق “ربك” “الجبلين”…فالواضح من قصة “أبكر” أن إيران غيرت رأيها من بناء هذا الطريق لأسباب سياسية وأخلاقية وتحجج السفير الإيراني كما قال “أبكر” أو ذلك الوزير الأبله بتصليح الآليات التي مكثت في مخازن الخرطوم إلى يوم يبعثون ولم تبني إيران طريق “ربك” “الجبلين” – ووضع “أبكر” علامات التعجب (!!) لأنه لم يفهم.
لماذا غيرت إيران رأيها ولم تبني طريق “ربك” “الجبلين”؟ طريق مثل طريق “ربك” “الجبلين” وقتها كأن يصبح مسفلتا يساعد على سرعة العمليات العسكرية..في الجنوب!! ولم ترغب إيران أن تحشر نفسها في قضية عسكرية أقل ما توصف أن جزءا من شعب يبيد جزأه الآخر..وهي الخارجة لتوها من حرب!!
يبدو أن إيران في بداية التسعينيات بعد خروجها من حرب مدمرة 1980-1988م فرضتها وأشعلتها السعودية عبر عميلها صدام حسين لم تفهم تفاصيل الواقع السوداني بشكل جيد، فما وافقوا عليه إبتداءً غيروا رأيهم فيه لاحقا.. ولا عيب في ذلك. لقد رفض الإيرانيون بناء طريق ربك الجبلين بدبلوماسية – وواضح فوائد بناء الطريق العسكرية – فهل يعتقد عاقل بعد رفضهم بناء طريق ربك الجبلين إنهم بنوا مصنع الذخيرة الذي يسمى اليرموك؟ الحقيقة التي يغمض عنها الجميع عينه لمآرب في نفس أبناء يعقوب أن عراق صدام حسين هو الذي بنى مصنع اليرموك!!
ولتنذكر!! عداء دول الخليج للسودان بدأ من أول يوم لانقلاب الإنقاذ، وفي ذلك الوقت لم تفكر الإنقاذ بعد في علاقاتها الخارجية – لا شرقية ولا غربية، ففي زمن الإنقاذ الأول سحبت أمريكا سفنها التي كانت تحمل القمح من الموانئ السودانية، ولا دولة عربية أو خليجية واحدة مدت يدها للشعب السوداني الذي كان يعانى من المجاعة. أمريكا منعت كل الدول الخليجية من مد يد المساعدة للسودان والسودانيين!! أمريكا منذ وقت مبكر عملت حصارا على السودان، وحرمت السودان من استيراد أي تقنيات غربية، والسودان لا يمكن ينتظر طويلا رضا أمريكا وأذنابها الخلايجة، لذا توجه السودان وقتها إلى الحلف الآخر الصين وروسيا وماليزيا!! الرائد يونس محمود بدأ حديثة السياسي الناري ضد عدد من دول الخليج بعد الحرب الأمريكية ضد العراق عام 1991م وليس قبل ذلك، بسبب وقوف السودان مع عدم ضرب العراق، ومع مرور الزمن اتضح أن نظرة السودان كانت هي الصائبة من الناحية النظرية حيت تم تدمير اكبر دولة عربية من حيث القوة العسكرية لصالح إسرائيل – ولكن صدام حسين يستحق نهايته الذليلة!!
دَعَمَ نظام صدام حسين البعثي الجيش السوداني منذ عهد الصادق المهدي (الديمقراطية الثالثة) …ولولا ذلك الدعم البعثي العراقي لدخل الدكتور جون قرن الخرطوم….والكل يعلم حال الاقتصاد المزري في ذلك الحين..ووقتها أرسل رئيس الوزراء الصادق المهدي الوفود تلو الوفود لدول الخليج طلبا للقروض ولم تأتي إلا بخفي حنين!!..من أتى بالسلاح العراقى (الراجمات) لوقف زحف جون قرنق هو الشريف الهندي ومحمد عثمان الميرغنى ووقتها خيل لنا أن الوطني الاتحادي وحزب البعث العراقي أصبحا شقيقان!! وما مجلة الدستور اللندنية إلا عنوان ذلك التحالف “العروبي” على أشلاء أهلنا الطيبين في الجنوب!!
استمر دعم صدام حسين والعراق للجيش السوداني حتى بعد قيام انقلاب الإنقاذ فظهر أثر هذا الدعم جليا في معارك مثل صيف العبور!! دعم تسليحي ضخم كيف ينكر احد حدوثه؟ هل ينكره علي كرتي رئيس الدبابين؟ أم أمين حسن عمر الذي أفتخر عام 1993م بصدام حسين في مركز ميونيخ الإسلامي – وذم تلك “الدولة” التي رفضت أن تعطيهم السلاح إلا بالكاش وفورا!! ولم تكن هذه الدولة سوى إيران!!
العلاقة بين نظام الإنقاذ وصدام حسين كانت قوية جدا “يدفنونها” الآن ويستحون منها، من ينسى أو يتناسى هذه العلاقة فهو مدلس ومفتري!! وقام الرئيس العراقي صدام حسين (وقتها) بمد الإنقاذ بكميات من الأسلحة والذخيرة المنهوبة من الكويت بعد الغزو أغسطس 1990م، وقام صدام حسين أيضا بحل أزمة الطاقة الحادة التي عاني منها نظام الإنقاذ في عام 1990م، وقام صدام حسين بمنح النظام الإسلامي في السودان عام 1990م هبة مالية كبيرة لدعم ميزانية النظام. ولان العراق وقف مع الإنقاذ وساندته كثيرا، قام الترابي (الرئيس الفعلي للبلاد وقتها) بإنهاء العلاقة مع الكويت وسحب اعتراف نظامه بها، وطلب من السفير الكويتي وطاقم سفارته الرحيل من السودان وإغلاق السفارة، وبالفعل تم طرد السفير الكويتي، وهو الأمر الذي مازال أهل الكويت يتذكرونه عن (السودان الجاحد للجميل) – بحسب كلامهم!! فما دخل إيران بذلك؟
ما الجديد يا “أبكر”؟ الشيعة موجودون في كل دول الخليج وكمواطنين أيضا، كل دول الخليج لها علاقات قوية بإيران، وعلاقات قوية مع أمريكا، ومؤخرا علاقات قوية مع إسرائيل. وهل لامهم احد لأنهم على علاقة بإيران أو بأمريكا أو بإسرائيل؟ وأمريكا هى اكبر دولة إستكبارية في الكون وأيضا أمريكا دولة مسيحية وعلمانية، وهل عندما نريد الحكم على العلاقة الأمريكية بدول الخليج علينا أولا الإشارة إلى ديانة الدولة الأمريكية؟ أم ننظر إلى المصالح المتبادلة بينهما؟ دول الخليج لها أكبر ميزان تجاري ومصالح تجارية ثابتة مع إيران على الإطلاق!!
عجبي للنفاق!! السودانيون تخلجنوا أكثر من الخلايجة!!
وما زيارة رفسنجاني للسودان عام 1991م ليست سوى شكر للشيخ حسن الترابي والصادق المهدي اللذان حاولا جهدهما في الديمقراطية الثالثة التوسط لوقف تلك الحرب المدمرة المجنونة التي أشعلها آل سعود!! وكما قلنا سابقا كانت علاقة السودان ودول الخليج في عام 1990م في درجة الصفر لوقوف السودان ضد دخول الجيوش الغربية والدولية للحجاز وهي جيوش ثلاث وثلاثين دولة لتحرير الكويت!! إذن ما هو دخل إيران بتعكير العلاقة ما بين الخليج والسودان في قضية الكويت؟ وأذكر قرأت بنفسي صحيفة الشرق الأوسط كيف المخنث عبد الرحمن الراشد وصحيفته سخرا من الصادق المهدي ووصفاه بالرئيس (رئيس الوزراء) الحالم وسخرا من الشيخ الترابي المنحرف عن الثوابت العربية، وشنا هجوما لاذعا على الرجلين لأنهما فقط حاولا من رؤية إسلامية وأخلاقية التوسط لوقف تلك الحرب المجرمة التي استمرت ثمان سنوات!!
من يدعو نفسه دكتورا يسمى معاوية محمد عمر قلب كافة الحقائق التاريخية وحمل إيران كل مساوئ الإنقاذ بدءَ بحرب الجنوب وسفك دماء الجنوبيين، وحملها وذر فتنة السودانيين بالمسيحيين، وفتنة تحرير الكويت وتدمير علاقة السودان بالخليج!! ولم أرى أسخف مما كتب هذا الشخص المزعوم الذي يسمى نفسه معاوية وقطعا هو بعثي ما زال يؤمن بشبح المقبور صدام حسين!!
ليس “أبكر” وحده الذي أعترف ببخل الإيرانيين بل حقيقة أيضا قالها سعد أحمد سعد – رجل السعودية والإنتباهة والمسئول عن صندوق الدعم المالي لتطبيق الشريعة!! ولقد أثبت “أبكر” أن الإيرانيين لا يشترون عقائد المسلمين وأنه لا خير في مسلم يباع ويشترى..ونقول له ما الذي حرفك من التشيع لآل بيت نبيك وأنت الذي تعترف بلسانك: (وقد قرأت للأخير (لعلي شريعتي) كتيبا صغيرا عن فلسفة شعائر الحج بدا لي كأنه يعادل آلاف مؤلفات أهل السنة حول هذا الركن من الإسلام)..هل لأن إيران لم تبل فمك؟ ويبدو أن مرادك من التدين والتأسلم قبض الأموال باليمين واليسار، وهذا مرض قديم منذ أيام معاوية يجيده آل سعود اليوم!! كان غيرك أشطر!! فقد عرض وليد جنبلاط على إيران عام 2006م أن يتشيع ويشيع الدروز معه مقابل أثنين مليار دولارا، ورفض الإيرانيون، كان جوابهم له: التشيع لآل بيت الرسول وحبهم لا يشترى ولا يباع!! وهذا صحيح، خاطب الله تعالى نبيه (قل (لهم أي لقريش) لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى* ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا * إن الله غفور شكور). والحسنة في قوله تعالى “من يقترف حسنة” هي أن يحب المرء أهل البيت حبا صادقا ويعرف فضلهم وينحاز لهم ولقضية مظلوميتهم!!
أما قضية سجاجيد الحصاحيصا نحيلها للسفارة الإيرانية لكي ترد عليها..!!
أما الشيعي العراقي (أحمد الكاتب) الذي شيع ثلاثة ألف سوداني في ثلاث سنوات (بمعدل ثلاثة أشخاص في اليوم) فهي قصة من اختراع “أبكر” الذي أنغمس في مساجد الوهابيين في لندن وتعلم منهم كيف “يقبض” الريالات وكيف يكذب بفقه الحسبة، هل هؤلاء السودانيين روبوتات؟ يحمل كل شخص فيهم “زر” ما أن يدفعه أحمد الكاتب حتى يتشيع الواحد منهم..يا رجل أحترم عقلنا!!
أما قولك أن الهيئات الإيرانية في السودان تدفع بأموال طائلة للمتشيعين فهي من كذباتك!! فهل دفعوا لك وكنت قاب قوسين من التشيع؟ كذبتك ليست سوى استدراكك لاحقا لأكاذيبك فكيف يكون الإيرانيون بخلاء ثم فجأة يصبحون ويدفعون أموالا طائلة؟! أليس هذا تناقض؟ أنت تعلم وغيرك أن هذه الهيئات الإيرانية هي ثقافية وتحوي كتب دينية ومراجع إسلامية مفيدة على اتساع الإسلام وليس حصرا على بن تيمية وحده لا شريك له، وكل هذه الكتب والمراجع لا تفوت عن عين الرقيب السلفي الذي يجلس في مفاصل الدولة السودانية التي تسميها بالغبية، فهنالك سلفيون يسيطرون على كل معرض الكتاب الدولي ببري، وهنالك سلفيون جالسون في مطار الخرطوم يراجعون كل كتاب يحمله القادمون للسودان، وهنالك سلفيون في المصنفات الفنية وسلفيون ومرتشون يتابعون كل كتاب يطبع..الخ!!
ويتضح أن من تشيع في السودان فقد تشيع عبر كتب الانترنيت بقناعته الذاتية والفكرية وليس عبر الأموال الطائلة!! الرجل “أبكر” المسكين يسقط تجربته الوهابية في لندن على المتشيعين لبيت رسول الله!! عليك الله كم تدفع السعودية لكم في لندن؟ وكم دفعت السعودية وقطر في سنتين فقط لكي تسقط النظام السوري؟ تقديرا نصف تريليون دولار (500 مليار دولار!!). أما كم أنفقت السعودية لنشر عقيدة بن تيمية وحده لا شريك له منذ عام 1974م وحتى اليوم حوالي 100 مليار دولار!! ومع ذلك فالتشيع في ازدياد ولن توقفه أكاذيب أمثالك عن إيران!!
كلامك عن الشيعة في القصيم والقطيف والبحرين يعكس جهلك ولا يستحق الرد عليه..كله يعكس أنك شخص عنصري حاقد وعميل لآل سعود في لندن ومستأجر، ومن أين تفهم أيها الغبي أن آل البيت غرسوا غرسهم في المغرب وشمال وغرب أفريقيا منذ الدولة الأموية؟ وماذا تعنى لك الدولة الفاطمية؟ ومن هم المرابطون؟ ومن أسس الأزهر الشريف؟ وإلى قبل ثلاثة عقود فقط كان أئمة المساجد في تمبكتو يعقبون في صلاة الجمعة بالدعاء لآل البيت حتى أرسل آل سعود كلابهم أمثالك لمالي وغرب أفريقيا لمطاردة الدعاء لأهل البيت!! استغرابك أن في نيجيريا شيعة لآل البيت يدلل على جهلك الفظيع!! وأنظر إلى ذلك الفيلم الوثائقي أنتاج 1961م في سيرة الإمام موسى الصدر الذي قتله الملعون القذافي!! أثناء زيارة الإمام الصدر للسنغال عام 1961م كيف فرشوا له الأرض بالورود لكونه حفيد النبي (ص) وكادوا أن يقبلوا تراب رجليه!! ولكن يا “أبكر” مشكلتك مشكلة – ويبدو أنك غير سوداني فقضية اللون والجنسية تلعب دورا ضخما في عقلك، وبما أنك لا تضع صورة لشخصك يعني ذلك أن اسمك مستعار..مثل الدكتور معاوية محمد عمر!! هذه لازمة يجب أن ينتبه لها القراء – كل من لا يضع صورته فأسمه مستعار وإلا كشف حاله، لأنه لا يستقيم وضع الصورة الحقيقية للشخصية والاسم المستعار فهما لا يتماشيان لأن المعارف سيفضحون الكذبة!!
وتفضح مقالتك “الانقلاب الديموغرافي وال( سودو-فوبيا)” شخصك العنصري الهش الضعيف!! مشكلتك أنك تفكر بجلدك الأسود!! ولو كنت تفهم في الإسلاميات حقا لاكتشفت أن الدين الصحيح هو ما يخطه أدبيات أئمة آل البيت وعلماء الشيعة الذين يسمونهم الروافض!! فماذا يعني لديك أن تضع الأمم المتحدة وصية الأمام علي لمالك الأشتر في شارتر حقوق الإنسان؟ لا شيء. وهل سألت نفسك لم صمت العالم السني الجاهل عن هذا الحدث الضخم الذي يفتخر به كل مسلم حقيقي عرف دينه؟ وبعدها تحدثنا بالأحرى “تثقفنا” عن النصيرية والعلوويين؟ العلويون ثلث سكان تركيا أيها الأخرق!! وتحدثنا عن مصطفى الدابي – ما هي قضيتك بالضبط؟ وليس أدل من جهلك بالدين مثل عدم تمييزك ما بين السنة الاشعرية وكلاب آل سعود السلفيين على عقيدة بن تيمية الحراني!! ولن أستغرب أن تكون أنت أحد كوارث السودان عضوا “إنتهازيا” في موجة انقلاب الإنقاذ عام 1990م، ولم يكن زبانية بيوت الأشباح إلا أمثالك الجهلة العنصريين الذين نكلوا بالسودانيين النيليين باسم الإسلام!!
بربك يا “أبكر” هل مقالك هذا مقال أم قائمة دعاية “بروباجاندة” سلبية ضد إيران يعجز كلاب آل سعود أنفسهم من كتابتها!! ونكررها “لأبكر” وأمثاله ألف مرة من يرفض للإنقاذيين “رغبتهم العسكرية” في بناء طريق ربك الجبلين لدوافع ظاهرها تنموي مدني – لا يمكن أن يكون هو نفسه الذي بنى مصنع اليرموك!! واقعة هذا الطريق أكدها “أبكر” لصالح إيران شهد بها بنفسه وهو جاهل أبعادها التحليلية، ونقبل شهادته ونترك بقية كلامه الهراء!! ونكرر إنما الذي بنى مصنع اليرموك صدام حسين، ولكن رؤساء “أبكر” البقية الباقية من الإنقاذيين لا يرغبون في قول الحقيقة أمثال علي كرتي رئيس الدبابين، وأمين حسن عمر مدير مكتب الشيخ الترابي وقتها، وهذا الأخير يعرف جيدا إنه صدام حسين لا غيره، وأفتخر بذلك كما قلنا سابقا في مركز ميونيخ الإسلامي في أبريل من عام 1993م وقالها نصا: “أن الوحيد التي سلحنا هو صدام حسين”!! أمين حسن عمر حي يرزق، والصحفيون من أبناء غرب السودان في الصحف الحكومية على قفا من يشيل، ليذهبوا لأمين حسن عمر ويسألونه من الذي بنى مصنع اليرموك!!
وأعجب من “أبكر” ياسر عرمان الذي أصبح من مواطني “دول الخليج”، ومني أركواي الذي يهنئ محمد بن نايف بن عبد العزيز بترقيته وزيرا للخارجية!!
قال ياسر عرمان بلفظ الصحفي مصطفى سري: (هم –من الهموم- السودانيين حاضراً وتاريخاً ليس إيران بل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية وبلدان الخليج الأخرى، معتبراً أن ما حدث من قصف لمصنع اليرموك وزيارة السفن الإيرانية للسواحل السودانية قبل أسبوع من شأنه أن يهدد الأمن القومي السوداني، وقال (علينا الضغط وبكافة الوسائل ضد هذه التحالفات التي تهدد مصالح بلادنا!!).
أنظروا للغة العبيد هذه..يتحدث ياسر عرمان باسم السودانيين جميعا!! وماذا قدمت لكم دول الخليج سوى أنكم أجراء ومستأجرين في بلادهم التي تعتمد على ورقة الدولار الأمريكي؟ ولقد لمحت في كذا مقالة أنه من العي والعيب العقلي أن تساوق ما بين ثروات بلادك الحقيقية وما بين ورقة نقدية مطبوعة – حتى ولو أسمها الدولار!! الشيء الغريب أن “اليسار السوداني” هو الذي أستوطن دول الخليج منذ عام 1973م (طفرة فيصل البترولية) بعد إعدامات مجموعة هاشم العطا، وأصبح اليسار السوداني هو المدافع عن النظم المتخلفة الأوتوقراطية العشائرية لدول الخليج!! وتلح على ذهني طرفة الشقي عبد اللطيف البوني التي تقول أن أحد أبناء اللعوتة ويعمل معلما مات والده فورث هو وأشقاؤه ورثة، فكان نصيب المعلم حواشة زراعية، فأحتج فحصلت تسوية فأعطوه نصيبه كاش فدفعه لعقد عمل بالخليج وأغترب معلما لعشرين سنة، ثم حين رجع إلى اللعوتة بمدخراته مرة أخرى بعد عشرين سنة لم يجد ما يعمله سوى أن يشتري بها حواشة زراعية!! هنا قال الشقي البوني: طيب لزومو شنو اللفة الطويلة دي!! هذا هو حال المغتربين – وربما حال هذا المعلم أفضل منهم!!
متى يفهم السودانيون أن أحد كوارث السودان هي دول الخليج!! متى يفهم ياسر عرمان أن النفاق السياسي لن يوصله إلى شيء!! ومتى يفهم أن من يرغب أن يقود السودانيين لعمل كبير يجب أن يكون موهوبا، وهذه تنعدم في ياسر عرمان الذي لم يمر بذهنه أن ينشي حزبه ويرتب أوضاعه قبل انتهاء الفترة الانتقالية، حتى أنه أو أنهم فشلوا أن ينقذوا صحيفة “أجراس الحرية” بإعادة ترتيب وضعها قبل انتهاء الفترة الانتقالية وتركوها أنفسهم هكذا وحتى التاسع من يناير وحينها تفاجئوا بهجمة قانونية من المؤتمر الوطني!! قس على هذين المثالين ماذا يمكن أن يعمل ياسر عرمان أو مني أركوي للمعارضة السودانية؟ أو كيف يمكنهم ترقية السودان وصيانة استقلاله وهم يتمرمغون مثل المؤتمر الوطني في تراب دول الخليج وأمريكا وإسرائيل!! ألم يقل علي كرتي لبشار الأسد: يجب عليك أن تتفاهم مع الدول الغربية!! ما هو الفرق ما بينكم وما بين المؤتمر الوطني؟ ماذا يعني الأمن القومي في نظر ياسر عرمان، ومن هو الذي يهدده فعلا؟ أنتم أم المؤتمر الوطني أم معا؟
الشيء الطريف في قضية مصنع اليرموك أن الجميع حكومة ومعارضة يعرفون أنه لا علاقة لإيران بهذا المصنع، وأنه مصنع ذخائر تقليدي واعتيادي جدا أسسه عراق صدام حسين في فترة الإنقاذ الأولى، وأن السودان لا يهرب الأسلحة لمنظمة حماس ولا يحزنون وهذا كله هجص إسرائيلي، وهجص من قبل صحفيين سودانيين عملاء لدول الخليج، وكل عمليات القصف الجوي التي مارستها إسرائيل سابقا على السودان هي لتقزيم نفسية السودانيين وترويضهم لتبني عقلية أنظمة دول الخليج المتصهينة!! وتأتي ضربة اليرموك الأخيرة أيضا لرفع معنويات الشعب الإسرائيلي التي انخفضت للصفر، فلأول مرة منذ 2006م تشعر إسرائيل أنها مهزومة ومأزومة أمام إيران وحزب الله وسوريا، وأن أية حرب إقليمية قادمة هي هلاك لدولة إسرائيل – وتأتي طائرة “ايوب” لحزب الله التي اخترقت الأجواء والقبة الحديدية الإسرائيلية صفعة للكيان الصهيوني - وأنهت ما تبقى للإسرائيليين من معنوبات كاذبة على أنهم قوة لا تقهر كما روجوا لعدة عقود!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.