حسب تعديلات الأسماء كان يفترض أن يكون اسمها (الكلاب الشرطية، بدلاً عن (الكلاب البوليسية). حيث إن (رئاسة البوليس) أصبحت (رئاسة الشرطة). الكلاب البوليسية لها أسماء وحازت تعليماً ومهارات. ولها مدربون وبرنامج غذاء. وهي متخصِّصة في مجالات متباينة مثل المتفجرات والمخدرات والأسلحة، وغيرها. في البداية كانت (الكلاب البوليسية) في بريطانيا في مطالع القرن العشرين، ثمَّ انداحت إلى العالم، كما انداحت من بريطانيا كرة القدم إلى كل أرجاء المعمورة. بدأت رحلة السودان مع الكلاب عام 1963م. الأهمية التي اكتسبتها (الكلاب البوليسية) جعلت كلابنا السودانية التقليدية كلاب (أي كلام)، بلا شخصية، لا في العير ولا في النفير. حيث لم يُبذل أي جهد لاستكشاف قدراتها لكي (تسودِن) وظيفة (الكلاب البوليسية). قد يكون السبب أن السودانيين يخافون خوفاً زائداً من الكلاب، مثل أشقائهم النيجيريين. لكن ليس أي كلب بإمكانه أن يصبح (كلب بوليسي)، فهذا يعتمد على الذكاء وقوة التحمُّل. لم يُبذل أيُّ جهد في تعليم كلابنا السودانية وتدريبها وإكسابها المهارات وتطوير مواهبها، وحُكم عليها بعدم الفائدة دون أن تُتاح لها فرصة تدريب أو تعليم لإثبات وجودها. لذلك أصبحت (أميَّة) و(غير مدربة) وعمالة غير ماهرة تتجول بلا (شغلة)، لا مبالية، تأكل كما اتفق، وتنام كما اتفق في وسط الطريق أو غيره، وأحياناً تتصرف تصرفات تنم عن الطيش، عندما تدور حول نفسها بلا سبب أو تطارد حشرة أو قطة أو فأراً أو ورقة طائرة في الهواء، في سلوك ينمُّ عن أنَّ تطورها العقلي ليس على ما يرام. كلابنا السودانية التقليدية هي من سلالة الكلب (السّلوقي) الذي ينتمي إلى جبال وصحاري شمال إفريقيا. وهي كلاب وفيّة جداً، ولا تبالي بالغرباء. (السَّلوقي) سلالة من سلالات كلاب الصيد يطارد الغزلان وغيرها، شعره خشن ناعم، له عدة ألوان، طوله (6070) سم، نحيف له عضلات، وزنه من (2027) كيلو جراماً. هناك (سلوقي الجبال) و(سلوقي الصحراء). من أسماء الكلب السلوقي الأخرى (كلب الصيد العربي) و(سلوقي الطوارق). بعض الشعوب تأكل الكلاب مثل الكوريين والصينيين. عدد سلالات الكلاب في العالم يبلغ أربعمائة سلالة. منها (كلاب الحرب) وكلاب الرعي والزراعة وكلاب الفن والتمثيل وكلاب اللذة، وغير ذلك. (الكلب البوليسي)، كغيره من الكلاب، يتمتع بحاسة شم تساوي أربعين مرة حاسة شم الإنسان. الكلب البوليسي شرس شراسة نظيره لشراسة أبناء عمومته الذئاب، واثق بنفسه، يكاد يمشي على اثنتين، تثق به المحاكم، حَكَم تُرضَى حُكومَتُه، لا جرحَ ولا تعديلَ في شهادته أمام المحاكم، لايشهد إلا بما يرى ولا يتكلم إلا بما يعلم، حتى انتشرت إشاعة أن الكلاب البوليسية تحمل رتباً عسكرية. للإنسان خمسة ملايين جُزَيء يستقبل الشم. وللكلب مائتا مليون جزيء. من سلالات الكلاب في العالم التي تقارب أربعمائة سلالة، تشتهر من تلك السلالات سلالة (بريتش بول دوق) و(روتوايلر) و (لابرادور) و(دوبرمان) و(إنكا) و(ذا قريت دين) و(أفغان هاوند) و(قري هاوند) و(سلوقي) و(دالميشين) و(بودل) و(تيريير) و(شتْسو) و(شيواوا) و(داشند) و(آيرِش هاوند) و(آيرِش سيتر)، غيرها. السودانيون الذين حضروا تحكيم محكمة لاهاي حول (أبيي) عند مغادرتهم هولندا، تمّ تفتيشهم بالكلاب البوليسية في المطار!. الكلاب البوليسية التي نعرفها في السودان هي من سلالة (جيرمان شيبارد). وما أدراك ما جيرمان شيبارد!!. (جيرمان شيبارد) كلب من أصل ألماني، قبل أن ينتشر لاحقاً في العالم ليصبح (الراعي الألماني أو جيرمان شيبارد) ماركة عالمية مثل المرسيدس (الألماني). ينتمي (جيرمان شيبارد) إلى سلالات قديمة من كلاب الرعي والزراعة. وقد استخدِم في الحرب. ثم استخدِم في مختلف الدول فيما بعد في عمليات الطوارئ والإسعاف وأعمال الأمن والبوليس والمخدرات والذخيرة والأسلحة والتمثيل والرعي والزراعة وقيادة العميان. كان وزير التعليم البريطاني الأعمى (ديڤيد بلانكيت) يقوده كلبه إلى الوزارة والبرلمان. كان(بلانكيت) وزيراً للتعليم في حكومة طوني بلير ثم أصبح وزيراً للداخلية. ارتفاع قامة (جيرمان شيبارد) 2325 بوصة. أي 57.5 62.5 سنتيمتراً. يُعتبر أطول قليلاً من ارتفاعه. وزن (جيرمان شيبارد) ما بين (3443) كيلوجراماً، شجاع مقدام ليس من صفاته أبداً العدوانية أو الخجل. أي لو كان رجلاً لأحبته البنات!. استخدم الجيش الألماني ضمن عملياته العسكرية في الحرب العالمية الأولى (48) ألف ثمانية وأربعين ألف كلب من سلالة (جيرمان شيبارد). وقد كتب محمد بن هشام الكلبي كتاب (أنساب الخيل). حبَّذا لوكان ابن هشام (الكلبي) قد كتب أيضا كتاباً عن (أنساب الكلاب).