بات مصرع المنقبين عن الذهب بشكل تقليدي أمراً مزعجاً استناداً لما وقع بولاية جنوب كردفان مطلع الأسبوع الحالي في أعقاب انهيار بئرين للتنقيب بمنجم التقولا، أوديا بحياة العشرات مما يتطلب مراجعة آليات التنقيب والبحث عن وسائل لتأمين المنقبين، لجهة أن النشاط بات يشكل خطراً على المواطن الباحث عن المال. وذهب البعض بإلقاء اللائمة على الحكومة لجهة عدم إرشادها للمواطن ورسم خريطة طريق له بشأن اتباع الطرق المثلى في التنقيب. وكانت وزارة المعادن قد أعلنت في وقت سابق عن تنظيم التعدين وفق شروط معينة، منها ألا يتجاوز الحفر عمق «10» امتار. وذات الاتجاه مضت فيه حكومة جنوب كردفان ممثلة في معتمد محلية تلودي العميد «م» المقبول الفاضل هجام الذي عزا السبب الرئيس لما وقع لتجاهل المواطنين لتوجيهات وزارة المعادن القاضية بحفر ما لا يزيد عن «10» أمتار. وقال إن المواطنين تخطوا هذا الحد، وإنهم ينقبون بالخفاء ليلاً. وطمأن هجام مواطني ولاية جنوب كردفان إلى أن عدداً من الآليات تقوم بعمليات الحفر للوصول إلى ناجين، وتم نقل المصابين إلى مستشفيات أبو جبيهة والأبيض. ولم يكن حادث التقولا الأول من نوعه، ففي أغسطس عام 2010م لقي «18» شخصاً مصرعهم في شمال ووسط السودان بسبب انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون وانهيار صخور على القتلى، ووقتها أعلنت الحكومة اتخاذها حزمة من التدابير والتحوطات لأجل عدم تكرار مثل تلك الحوادث، وهددت بإمكانية إيقاف التعدين التقليدي. ومهما يكن من أمر طالما أن البحث عن الذهب حلم راود الكثيرين بأن يصلوا إلى الثراء وبأسرع طريقة، ها هي الأحلام تصطدم بهذه الماسأة، الأمر الذي دعا البعض لمطالبة وزارة المعادن بالتعامل مع مختصين في هذه المجال.