ينطلق في الخرطوم غدا الأحد منتدى، الملتقى الثقافي الحضاري السوداني المصري الثاني، تحت عنوان "مسارب الود"، الذي يستضيفه مركز "راشد دياب" للفنون، ضمن المبادرة الشعبية لتعزيز العلاقات السودانية المصرية. ويشارك في الملتقى من مصر الفنانان التشكيليان جلال جمعة، ومحمد عبد العظيم، كما يشهد عرض عدد من أعمال الفنان خالد حافظ، ويُنظم خلاله معرض فني لأعمال الفنانيين المصريين، كما يُعقد منتدى يُديره الفنان السوداني الدكتور راشد دياب، فضلا عن ورشة تشكيلية مشتركة في فنون التلوين والنحت، إضافة إلى محاضرة عن دور الثقافة والفنون في تعزيز العلاقة بين السودان ومصر. وقال الفنان الدكتور راشد دياب، في لقاء اليوم السبت مع عدد من الصحفيين، في إطار التمهيد للملتقى، إن المبدعين يقع على عاتقهم دور مهم جدا في تعزيز الروابط بين السودان ومصر، لافتا إلى أن الشعوب لا تعيش بفكر واحد طوال تاريخها. وأضاف أن الانسياب الطبيعي للنيل من السودان إلى مصر فيه حكمة إلهية، وفهذا النيل يجب أن يوحد الأفكار، لافتا إلى أنه لا يوجد سبب لعدم وجود تعاون وثيق في المجال الثقافي بين البلدين. ودعا إلى طرح رؤى لمشاركة إعلامية كثيفة بين البلدين، عبر انتاج برامج إعلامية مشتركة، والتبادل في مجال التدريس الجامعي، وسن تشريعات ثقافية جديدة تربط البلدين. وأشار إلى وجود توافق في الأفكار في تلك المرحلة، يجب البناء عليه من أجل الوصول إلى مشروع عن علاقة ثقافية مستمرة بين البلدين. وأكد ضرورة الاستمرارية في هذا الصدد من أجل الوصول إلى نتائج، مقترحا تنظيم منتدى شهري دوري يُعقد بالتبادل بين البلدين عن ثقافتهما، مشددا على أن هناك رغبة واضحة للتعاون بين البلدين في المجال الثقافي، لكنها تحتاج إلى البلورة في مشروع مؤسسي مستمر. من جانبه، قال الفنان جلال جمعة، إنه حريص على التعرف على الثقافة السودانية الثرية، وتعريف السودانيين بالثقافة المصرية، مشيدا بالعمق والثراء الذي وجده في أروقة مركز راشد دياب بالخرطوم. وأعرب عن أمله في رؤية معارض مستمرة للفنانيين المصريين في السودان، وكذلك للفنانيين السودانيين في مصر، من أجل إحداث تبادل ثقافي بين القطرين في الفن التشكيلي والثقافة عموما. وأشار إلى أنه يشارك في المعرض الفني، الذي يعرض ضمن أعمال الملتقى، ب 13 قطعة فنية نحتية، تُعطي فكرة عن مراحل تطور أدائه التشكيل بالأسلاك. من جهته، قال الفنان محمد عبد العظيم، إن الأمنيات كبيرة جدا بخصوص التعاون الثقافي بين البلدين في تلك المرحلة، ما يتسدعي تكثيف التواصل بين الفنانيين في البلدين، لتحقيق الالتقاء الفكري والثقافي المطلوب. وأشار إلى أنه شارك في معرضين بالسودان في السنوات الماضية، منها تجربة من الدكتور راشد دياب، وأنه فوجئ برد الفعل لتلك المشاركة، لذلك يجب تكثيف تلك النوعية من التعاون. وأضاف أن هناك نية صادقة لصناعة تواصل حقيقي في المرحلة الحالية، وهناك رغبة في تعميق التعاون الثقافي بحيث يكتسب صفة الاستمرارية، لافتا إلى ترتيبات لتنظيم "بينالي كبير" بين الفنانيين في البلدين، بحيث يُقام بالتبادل بين العاصمتين. وأوضح أن هذا الملتقى، يؤكد النظرة الإيجابية إلى الجنوب والاهتمام به وضرورة التفاعل معه، لما لهذا التفاعل من جوانب مهمة كبيرة جدا. وقال إنه يشارك في المعرض المُقام ضمن فعاليات الملتقى بأعمال مشتركة مُنفذة من وحي أعمال الدكتور راشد دياب، باستخدام تقنيات الطباعة. المصدر