حملة قوية في السودان انطلقت ضد تصريحات مدير شرطة الخرطوم، وسط مطالبات بإقالته من منصبه واتهامات للشرطة بالقمع وانتهاج نفس سياسات نظام البشير. العرب اللندنية – أثارت حملة تحمل اسم السوط لجلد البنات تدعو إلى عودة قانون النظام العام الذي أقره نظام عمر البشير في السودان جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. ودخل مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق عيسى آدم إسماعيل على خط دعم الحملة وهو ما زاد الجدل والاستياء. وقال الفريق السوداني، وفق مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل "قانون النظام العام الذي يضرب الزي للفتاة السودانية تم إيقافه ولكن الواجب أن تكون المرأة محتشمة وأن نحافظ على بناتنا". مشيراً إلى ضرورة عودة النظام لبسط الأمن وحفظ عادات المجتمع. وطالب إسماعيل بعودة قانون النظام العام، ونوه إلى أنه قانون ضبط اجتماعي لسلوك المجتمع في الشارع في لبسه وتعامله. موضحاً أنه يمكن تغيير اسم القانون على أن يُطبق وفق شعارات الثورة. وألغي قانون النظام العام في نوفمبر 2019 بعد الإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير. وانطلقت حملة قوية في السودان ضد تصريحات مدير شرطة الخرطوم، وسط مطالبات بإقالته من منصبه واتهامات للشرطة بالقمع وانتهاج نفس سياسات نظام البشير. وتصدر هاشتاغ #إقالةمديرشرطة_الخرطوم الترند على تويتر في السودان. وكتب حساب: [email protected] نستنتج من تصريح الفريق عيسى وتحسره على إنهاء قانون النظام العام أن حملة السوط لجلد البنات هي ليست من محض الصدفة وإنما هي حملة ممنهجة يقودها جهاز الأمن الكيزاني بحماية الشرطة وبعلمهم.. #إقالةمديرشرطة_الخرطوم. وأعلنت وزارة الداخلية السودانية، عدم اتجاهها لإعادة إنتاج تشريعات توافق الشعب على رفضها. واعتبرت الوزارة أن على رأس هذه التشريعات قانون النظام العام وأكدت أنه لن يعود بأي صورة من الصور. وأوضحت أنه تم رصد أصوات تنادي بفرض بعض الأحكام وتنفيذها بواسطة أفراد أو جماعات، مؤكدة رفضها لهذا الأمر باعتباره نهجا مرفوضا. وأكدت وزارة الداخلية السودانية، أنه تم التوجيه بضبط الخطاب الإعلامي وفقا اللوائح الصادرة من الداخلية ورئاسة الشرطة. وأكد بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أن التهديدات تحولت إلى حقيقة، وأنهم شهدوا وقائع منفردة للاعتداء على النساء بالسوط (الكرباج) أو ما يسمى باللهجة المحلية ب"سوط عنج". وقالت فتاة تدعى شيماء على موقع تويتر إن هناك حملة أطلقها من وصفتهم ب"الهمج" تحت شعار ضرب أي فتاة ب"سوط عنج" إذا لم تكن ترتدي زيا محتشما بحسب معاييرهم. وكتبت: [email protected] السودان فيه حملة بدأها شوية همج اسمها سوط عنج لجلد أي بنت مش لابسة الزي المحدد معرفش بداية اللي حصل ده إمتى. وهل ستتم محاسبتهم ع التحريض ده ولا لا، لكن فيه بنت سودانية أميركية كانت قالت إنه شباب راكبين عربية خبطوها وضربوها بالسوط لأن لبسها مش عاجبهم. وأوضحت شيماء في سلسلة تغريدات أن فتاة سودانية تحمل الجنسية الأميركية أخبرتها أن شبابا ترجلوا من سيارة قبل أن يجلدوها بالسوط بحجة أن ملابسهم لم توافق هواهم. ونوهت إلى أن تلك الفتاة تمكنت رغم تعرضها للضرب من حفظ رقم لوحة سيارتهم لتتقدم لاحقا ببلاغ ضدهم إلى السلطات المختصة، غير أنها تعرضت لضغوط قوية لتتنازل عن القضية بحجة عدم وجود إمكانيات مادية لدى المعتدين لتعويضها، على حد قولها. ولفتت شيماء إلى أنه بسبب تلك الحادثة انتشر لاحقا وعلى تويتر هاشتاغ يدعو إلى ضرب أي بنت "مطلوقة" (أي غير محتشمة) إذا أقدمت على "سلوك شائن" في الأماكن العامة. وكتب مغرد: حملة "السوط لجلد البنات"، كل يوم مجتمعنا يبهرك بشيء جديد ويثبت لك أنه متجه إلى الانحطاط. واعتبر آخر:في السودان أطلقوا حملة لجلد غير المحجبات بعنوان "السوط لجلد البنات" ويوجد مؤيدون من جميع البلدان العربية! وإلى الآن هذا أكثر شيء مخز قام به المسلمون في هذه السنة، وكالعادة الذكور من سيء إلى أسوأ. الإسلام بريء. في مقال للإعلامي حيدر الشيخ هلال، نشر في موقع الراكوبة قال إن "هؤلاء المنبوذين الذين انتظموا في حملة ضرب البنات هم خريجو نفس المدرسة الكيزانية (الإخوانية) الموتورة التي ربتهم على إطلاق لحاهم وأحكامهم على نوايا الناس واستصدار أحكام انطباعية عليهم وتنفيذ العقوبة مباشرة إذا ما وجدوا إلى ذلك سبيلا". يذكر أن الخرطوم قد شهدت على مدار الأيام الماضية احتجاجات وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي تدين انتشار العنف ضد المرأة، على خلفية مقتل الطفلة سماح "التي قتلها والدها بسبب تمردها".