أنهت اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان أعمالها أمس (الثلاثاء) بالعاصمة الأثيوبية "أديس أبابا" . ووقع وفدا البلدين في ختام اجتماعات اللجنة المشتركة بحضور رئيس لجنة الوساطة الأفريقية السابق "ثابو أمبيكي" على اتفاقية لفتح عشرة معابر حدودية بين البلدين، واتفاقاً آخر شمل إنشاء آلية جديدة لمراقبة المناطق الحدودية خارج ال(40) كيلومتر من خط الصفر الفاصل للبلدين، واتفقا على استئناف أعمال اللجنة في الثاني والعشرين من مايو المقبل بجوبا على أن يتوالى عقد الاجتماعات الدورية للجنة في المرحلة المقبلة بالتناوب بين عاصمتي البلدين. واتفق السودان وجنوب السودان على نقل المفاوضات بينهما من العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" لتُعقد دورياً في "الخرطوم" و"جوبا"، وحُدد الاجتماع الأول بين الطرفين في الثاني والعشرين من الشهر المقبل في "جوبا". وكشفت مصادر رفيعة ل(المجهر السياسي) عن اتفاق السودان وجنوب السودان على استحداث (3) آليات من خلال التوقيع على حزمة جديدة من الاتفاقات. وتخاطب الآليات الثلاث القضايا الأمنية بين البلدين، واتفق الطرفان على أن يتم تكوين الآلية الخاصة بمتابعة تنفيذ الاتفاقات الأمنية ومعالجة إيقاف الدعم والإيواء للحركات المسلحة والسياسية المعارضة من قادة أجهزة المخابرات في البلدين، وتضم قادة من أجهزة الأمن والشرطة، فيما تختص اللجنة الثانية بقضايا مراقبة الحدود بين البلدين، وتختص الآلية الثالثة بفض النزاعات ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات كمرجعية لمعالجة المشكلات كافة التي تطرأ على تنفيذ الاتفاقيات، والتحقق من وجود الدعم السياسي والعسكري للمجموعات المتمردة في المنطقة ما بعد (40) كلم شمال وجنوب المنطقة الآمنة منزوعة السلاح على حدود البلدين. وقالت المصادر إن تلك الآلية تبدأ في تكوينها من رئيسي البلدين والمستوى الوزاري والمستويات الأخرى، وتختص الآلية الثالثة بمتابعة تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة في الثاني من فبراير من العام 2012م، والخاصة بمعالجة قضايا دعم وإيواء الحركات المسلحة والسياسية للطرفين في أراضي البلد الآخر، وأكدت المصادر اتفاق رئيسي الوفدين "إدريس" و"باقان" على مرجعيات تلك الآلية وطريقة عملها والهدف من تكوينها. ونصت الاتفاقيات الموقعة بين رئيس وفد الحكومة المفاوض "إدريس محمد عبد القادر" ورئيس وفد الجنوب "باقان أموم"- وحصلت (المجهر السياسي) على نسخة منها- على فتح ثمانية معابر من بين المعابر العشرة المتفق على فتحها على حدود البلدين، وأرجأ الجانبان افتتاح المعبرين الآخرين لبعض الإجراءات الخاصة، فيما أمنت اجتماعات الأمس بين الوفدين بحضور الوساطة على تقرير قائد قوات (اليونيسفا) الذي أكد على تفعيل لجنة المراقبة على الحدود وتكوين المنطقة الآمنة منزوعة السلاح على حدود البلدين.
