بحضور الخليفة "الطيب الجد" خليفة "الشيخ العبيد ود بدر" بأم ضواً بان، أقامت المنطقة الليلة الختامية التأبينية لابنها العالم الصيدلاني البروفيسور "إدريس بابكر" مدير مصنع (الشفاء) السابق للأدوية، وأحد علماء الصيدلة السودانيين الذي تخرج على يديه عدد كبير من حملة الدرجات العلمية الكبرى في الدكتوراة والماجستير من دول مختلفة بما فيها بلده السودان. وتبارى قادة سياسيون ودينيون ورموز مجتمع في الحديث عن الراحل المقيم الذي قدم لبلاده السودان الكثير، حيث تميز الفقيد منذ صغره بالنبوغ المبكر، والتفوق الأكاديمي الذي خدم به بلاده. وشهدت أم ضواً بان انطلاق فعاليات تأبين العالم الراحل عميد كلية الصيدلة الأسبق بجامعة الخرطوم والتي استمرت لأسبوعين، أقيمت خلالها أيام علاجية ووضع حجر الأساس لمجموعة من المشروعات باسم الفقيد الذي ساهم في تأسيس جامعة (الملك فيصل) ب(الدمام – كلية المنطقة الشرقية)، وأشرف على أكثر من (30) رسالة دكتوراة وماجستير في علم الأدوية والعلاج، وله أكثر من (70) منشوراً في مجلات عالمية مرموقة، والرجل عضو بعدد من اللجان الأكاديمية والمهنية العالمية، وعضو أول لجنة تأسيسية لاتحاد كليات الصيدلة العربية، وكان رئيساً لمجلس إدارة مصنع (الشفاء) للأدوية، ولعب دوراً رئيسياً في تبرئة المصنع من الادعاءات الأمريكية ما أدى إلى موافقة حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية على تعويض مالك المصنع، كما نال عدداً من الجوائز العالمية. وعددَّ زميل الفقيد البروفيسور "الخاتم الياس" مستشار المجلس الطبي في ليلة التأبين الأولى التي شهدها (النادي الأهلي) الذي كان الفقيد من مؤسسيه، عددَّ مآثر الراحل ونبل صفاته وجميل خصاله شهد له بها أساتذته من بينهم البريطانيون، وقال إننا فقدنا واحداً من أنبل وأصدق الرجال، وأعلن عن تخصيص جائزة سنوية تمنحها كلية الصيدلة – جامعة الخرطوم باسم البروفيسور "إدريس"، فيما ثمنَّ عدد من طلاب وتلاميذ الفقيد الفكرة، حيث شكلوا حضوراً بارزاً. وتسلم فريق (الحويلة) كأس بطولة الدورة الرياضية في الليلة التأبينية الكبرى والميداليات الذهبية وجائزة مالية، كما تسلم وصيفه فريق (المديمر) كأساً آخر خصصته اللجنة المنظمة تقديراً لتفوقه، إلى جانب الميداليات الفضية ومبلغ مالي آخر مقدمة من الدكتور "بشير مختار". خليفة ود بدر الخليفة "الطيب الجد" شكر الجميع ومن تكبد مشقة الحضور من داخل وخارج السودان، وتمنى أن يتم جمع الكلمة، وقال إن العدد الهائل الذي شيع الفقيد بقلوب حزينة لا تقول إلا ما يرضي الله يرجى أن تقبل شفاعتهم ودعاءهم للراحل، وطلب من حضور الليلة التأبينية قراءة سورة (الإخلاص) والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) ووهبها إلى روحه ففعل الحضور الكثيف. الأستاذ "بشير حسن الهادي" الذي ألقى كلمة اللجنة المنظمة عدد الأهداف التي من أجلها أقيم التأبين، كما تحدث من العراق الشقيق الدكتور"حسام الدين النجار" الأستاذ بجامعة (تكريت) وأحد طلبة الفقيد "إدريس" حيث نال الدكتوراة من كلية الصيدلة – جامعة الخرطوم قال اليوم افتقدت أبي في السودان، وأخذ يحكي ذكرياته حينما أراد القدوم للسودان فقالوا له سوف تذهب إلى أستاذ يحب العراق والعراقيين، وقال لقد قدم لي الكثير. القيادي الاتحادي "السماني الوسيلة" تحدث عن الراحل "إدريس"، وحيا أهله الكرام، وأضاف لقد انبثقت روحه وما كان لها إلا أن تكون متأدبة بالآداب السامية وهو وأن خرج من أم ضواً بان فكان ضواً في خلقه وعلمه وتواضعه، ولاغرو في ذلك فالأسر التي نذرت نفسها لخدمة الناس فكانوا قدوة رفيعة نستذكر ذكراها اليوم، وأضاف لقد كان الراحل محبوباً لكل من عرفه فكان لا طعاناً ولا لعانا ولا فاحشاً إنما جماع صدق عمل لله مخلصاً فبوأه الله تلك المكانة السامية، حيث زين العلم بالأخلاق، جاء من انجلترا بشهاداته، فكان ابناً باراً بجامعة الخرطوم التي ابتعثته فسكب فيها عصارة علمه. وكذلك تحدث في حق العالم "إدريس" السفير "هاشم عبد الرازق" بما عرف عنه من جزالة اللغة وسعة الثقافة فأبان، وطاف بالناس إلى عوالم أرحب، مذكراً بأن الفقيد من أسرة لها من ارث العلم والاقتصاد، طرحت فيه البركة التي اكتسبها من جذوره الممتدة ما بين (البادراب) و(الرازقية) و(الأعراك)، داعياً إلى الاستفادة من سيرته الذاتية الأجيال المقبلة. وكانت ليلة الختام التأبينية التي جاءت تحت شعار (إدريس القيمة والقدوة) شهدت إنشاداً دينياً قدمه الشيخ "الطيب الغزالي" وحضرها عدد كبير من القيادات الرسمية والشعبية من بينها الأستاذ "صديق الهندي" والأستاذ "أبو بكر وزيري" والدكتور النور عباس كنين" والدكتور "الخاتم الياس". "