نُُشر في أحد المواقع الإسفيرية أن عملية الغش والخداع وصلت إلى غرة الصلاة، وفي أطراف المدينة هناك متخصصون في وضع علامة الصلاة على جبهة الشخص، ولها عدة استخدامات منها ما هو مطلوب لبعض المعاينات التي تتطلب الوقار، ومنها ما هو مطلوب للسفر إلى خارج أرض الوطن، ومنها ما هو مطلوب للعمل في إحدى المؤسسات التي تطلب نوعاً معين من الموظفين وهكذا، وقيل إن البصمة أو غرة الصلاة لا تكلف الشخص أكثر من خمسة جنيهات حتى (اللوتري) له علامة. لقد تفنن المواطنون في عمليات الغش والخداع، ولم تسلم غرة الصلاة من هذا الغش، ولا ندري من يغش هؤلاء، هل يغشون المولى عز وجل أم يغشون أنفسهم أم يغشون الوزراء والمسؤولين؟، وأهلنا يقولون (حبل الكضب قصير) ولا بد أن ينكشف أمر هؤلاء، وهل بعد أن ينكشف أمرهم إذا كانوا حقاً نالوا تلك الوظيفة بهذا الخداع سيظلون في المؤسسة المعنية أم سيطردون منها؟. إن عمليات الخداع والغش والنفاق عمرها قصير؟، ولن يصل صاحبها إلى غاياته لأن الذين يعرفون أمره سيكشفونه للمجتمع وللأصدقاء والجيران، وهؤلاء أيضاً أدرى بأفعال المخادعين، فغرة الصلاة وحدها لا تكفي دليلاً على صلاح الشخص ولا اللحية ولا الدقن السوداء ولا العمامة البيضاء ولا الملفحة أو مركوب النمر أو الأصلة. كلها لن تدخل الطمأنينة في قلوب الآخرين، وكم من شخص حاول أن يخدع الناس بهذه الصفات، ولكن في النهاية انكشف أمره وأصبح مكان تندر عندما يشاهده الآخرون أو يتغامزون أو يتهامسون عندما يرونه في مجتمع من المجتمعات الكبيرة أو المناسبات الصغيرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم)، فالله سبحانه وتعالى ينظر إلى هذا القلب المليء بالإيمان والتقوى والورع والخوف من عقابه. والدنيا ضل ضحى يفارقها الإنسان في أي لحظة، فكم من سليم مات من غير علة، وكم من سقيم عاش سنين طويلة.. فالغش والخداع وحب المال وحب المظاهر دفعت المواطنين لأن يفعلوا كل شيء، فلجأوا إلى هذه الحيلة التي تعتبر جديدة (لنج) في عالم الغش والخداع في السودان.. فالوقار يظهر على الإنسان ولا يحتاج إلى أي أدوات لإبرازه من الحلاق الذي يذهب إليه هؤلاء الشباب أو الكبار الذين يطلبون الدنيا بهذه الحيلة لصبغ الجبهة بهذا اللون الأسود الذي يدلل على كثرة الصلاة وإذا لم تكن هذه الغرة موجودة، هل هذا يعني أن الشخص لا يقوم بعباداته. لقد دخلت علينا أساليب عديدة بغرض الحصول على المال فأذكر في إحدى الإشارات بولاية الخرطوم كان شاب يزحف على رجليه مدعياً عدم المقدرة على النهوض، ويقوم ويطرق زجاج السيارة طالباً إعانته، ولكن من كنت أركب معه عندما شاهده رفع زجاج السيارة فجاء الشاب يطرق الزجاج فلم يعره التفاتة، وعندما تحركت السيارة نهض الشاب على رجليه وأسرع نحو عربة أخرى، وكثير من هذه الحيل التي دخلت على المجتمع السوداني وبرع فيها شباب ورجال ونساء وأطفال، كلها من أجل المال.