الخرطوم - واشنطن - صلاح حمد مضوي رسم المبعوث الخاص للسودان وجنوب السودان "دونالد بوث"، خارطة طريق للحوار الوطني والعلاقة مع أمريكا، اعتبرها طريقاً عملياً يقود للأمام نحو حوار قومي ذي مغزى يستقطب المجموعات المسلحة إلى مائدة الحوار، ويساعد في التوصل إلى نهاية دائمة للنزاعات في السودان من ثلاثة محاور فصلها فى استئناف المحادثات الأمنية المفضية لترتيبات لوقف العدائيات وإتاحة وصول العون الإنساني في دارفور والمنطقتين بمسارين بطريقة متوازية ومتناسقة، بتسهيل من قبل لجنة الاتحاد الأفريقي برئاسة الوسيط الأفريقي "ثابو أمبيكي" مع دعم من الأممالمتحدة، معلناً دعم أمريكا لها بشكل كامل. وذكر "بوث" في محاضرة عن السياسة الأمريكية حول السودان وجنوب السودان باسم (الطريق للأمام) ألقاها أمام (المجلس الأطلسي) بالعاصمة "واشنطن"، أن المحور الثاني يتمثل في عقد اجتماع ما قبل الحوار خارج السودان يضم ممثلي الحكومة وأحزاب المعارضة والمعارضة المسلحة، والمكونات الهامة الأخرى، والذين وافقوا جميعاً على الشروط، والخط الزمني، والأهداف الخاصة بالحوار القومي. ورأى "بوث" في محوره الثالث ضرورة عمل إجراءات بناء الثقة إضافة على حسن النوايا لخلق بيئة مواتية للحوار المفتوح بما فيها إطلاق سراح الأسرى السياسيين، وتخفيف القيود على النشاط السياسي والتعبير العام، والمراقبة المشركة لوقف إطلاق النار والعدائيات. وقال "دونالد بوث" إن هذه الخطوات ستوفر الأرضية اللازمة لاستهلال حوار قومي ذي مصداقية داخل السودان، ويقوم بالتسهيل له الرئيس "أمبيكي" أو ناشط آخر، لافتاً إلى أنه من الضروري للمجتمع الدولي دعم تلك الإستراتيجية بصوت واحد، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، ودول الترويكا، وجيران السودان المباشرين. وحول العلاقة الثنائية مع السودان، أكد "بوث" أن تسوية النزاعات الداخلية المميتة ودعم الحكم الديموقراطي والقلق على السكان المهمشين، عناصر دائمة في أي علاقة أمريكية مع السودان. ونبه "بوث" إلى أنه من الممكن وجود علاقات ثنائية طبيعية مع السودان من خلال العمل معاً على المصالح المشتركة بين البلدين، والعمل على وجود سودان ديمقراطي ومزدهر، في أمن مع نفسه ومع جيرانه لتنخرط معه أمريكا في تعامل تجاري وشراكة ثنائية، والإسهام في الإمكانات اللامحدودة التي يمكن للبلدان الأفريقية والولايات المتحدة تحقيقها معاً كشركاء، معلناً ترحيبه بخطوات الحوار الوطني الجاري والتي أشار إلى أنهم سيتابعونها عن كثب.