(قطوعات بلا صيف)!! نجل الدين ادم ابتداءً من مطلع الشهر الجاري سرت الزيادة الجديدة في تعرفة مياه ولاية الخرطوم التي جاءت تحت مبررات إنشاء مشروعات تعزز خطة الولاية ليكون (صيفاً بلا قطوعات)، وحسب ما بررت الولاية بأن تكلفة معالجات مشكلة المياه وإدخال كل محليات الولاية في خدمة المحطات النيلية هي كبيرة للغاية، لذلك فإن الضامن الوحيد لاستمرار الخدمة هو زيادة التعرفة ومساهمة المواطن في ذلك. المواطنون قبلوا على مضض بهذه الزيادة التي مرت في مجلس تشريعي الولاية مرور الكرام، بل دعموها بكل ما أوتوا، وساهموا دون رضاهم، لكن الآن وبعد تمرير القرار بتنا في انتظار (صيف بلا قطوعات) حسبما وعدت الولاية وأكدت على ذلك، لكن المؤسف حقاً أن الواقع بات يكذب الاحتمالات والوعود وأصبحت (قطوعات بلا صيف) هي واقع الحال وعدد من الأحياء بالولاية بدأت منذ الآن في دوامة مشكلة المياه. مديرة إدارة المعامل بهيئة مياه الولاية بشرتنا أول أمس بأزمة في إمداد المياه خلال الفترة القادمة بالرغم من أن الأمر واقع الآن، اللهم إلا أنها تريد أن تهيئنا لما هو أسوأ.. ذكرت السيدة المديرة فيما ذكرت خلال حديثها في ندوة أقامتها الزميلة صحيفة (التغيير) أن السبب في ذلك هو توقف بعض محطات المياه بالولاية وعلى رأسها محطة أم درمان، ووجود تسرب في أخرى، ومضت إلى أبعد من ذلك وهي تقول إن المياه ستواجه بمشاكل (ما عندنا يد فيها)، لكننا نقول إن المشكلة فيكم وأنتم تبشروننا لتأتوا مرة أخرى لتحبطونا. بمثلما قبل الناس الزيادة التي طرأت في بعض الخدمات والسلع فإنهم لن يمانعوا في نهاية الأمر في زيادة تعرفة المياه إذا كانت هناك تأكيدات وضمانات بحل المشكلة وأنهم سينعمون بالفعل بصيف بلا قطوعات، وكذلك يضمن أولئك الذين يشربون من الآبار الارتوازية أنهم سيشربون من مياه النيل، لكن المشكلة تتعقد وتطرأ علينا بذات السيناريو من جديد.. وربنا يهون ويسهل وكضب الشينة. مسألة ثانية.. رأيت عدداً من عربات النفايات اليابانية الصنع التي قدمت كهدية لعدد من محليات الولاية وهي تطوف وتجول في شوارع ولاية الخرطوم، إلا أنني للأسف لم ألحظ بعد أي تقدم في معالجة مشكلة أو أزمة النفايات.. ذات الوضع المتردي ماثل الآن أمام أعيننا، يبدو أن المشكلة ليست في الإمكانيات المادية التي حلت بتوفير قدر لا باس به من العربات كبيرة الحجم وإنما في إدارة الكادر البشري ومتابعة العمل، وهذه هي الحلقة المهمة المفقودة في كثير من مشروعاتنا الحيوية، فبغياب عنصر المتابعة والمراقبة سيكون الحال هو الحال.. محليات تحفها جبال من النفايات والأوساخ وعربات تجول دونما فائدة.