(المجهر) تتحصل على تفاصيل حول أسباب التحاق الطلاب الأردنيين بالشهادة السودانية!! تدني نسبة النجاح إلى (40.2%) والطلاب يطلقون حملة "ذبحتونا" رسوب كامل لطلاب (324) مدرسة في امتحانات التوجيهي بالأردن (624) طالباً تقدموا لامتحانات (التوجيهي) لا يقرأون ولا يكتبون خبراء أردنيون يدعون لبرنامج وطني لمعالجة "كارثة" نتائج التوجيهي إعداد – عماد الحلاوي لعشرين عاماً مضت ظلت قضية تدني نسب النجاح في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة الأردنية (التوجيهي) ، تثير الكثير من التساؤلات والانتقادات والمخاوف، لآليات التعليم الوطني عامة، وعلى امتحان "التوجيهي" خاصة. وتداعى خبراء تربويون ومعنيون للتصدي لهذه القضية، بعد أن كشفت نتائج (التوجيهي) للعام 2013-2014م أن عدد الذين أقدموا لامتحان الشهادة العامة الأردنية بلغ (123,733) طالباً وطالبة، جلس منهم للامتحان (86,048)، نجح منهم (22,974) بنسبة نجاح (40,2%)، وعن رسوب كامل لطلاب (324) مدرسة حكومية و(7) خاصة، وتدني نسبة النجاح بشكل لافت في أكثر من (50 %) من مدارس خاصة شارك طلابها في الامتحان. وأرجع الخبراء التدني إلى عدة أسباب، منها ضعف نوعية التعليم في تلك المدارس، لا سيما في تدريس مناهج الثانوية العامة، وكثرة التغيب عن المدرسة، وضعف التأسيس عند الطلاب كونهم نجحوا في الصفوف السابقة تلقائياً، وأكدوا ل"الغد" أن علاج ذلك يتطلب إيجاد برنامج وطني يعالج مشاكل المدارس ذات الأداء الضعيف، وزيارتها للتعرف على أسباب ضعف كل مدرسة، لوضع حلول تمكن من مواجهته، وتعزيز دور الإشراف التربوي في المدارس. وقال وزير التربية والتعليم وقتها فايز السعودي ل (صحيفة الغد الأردنية)، إن علاج هذه المشكلة يتطلب إعادة النظر في بنية مدارس الثانوية العامة، وإعادة تجميعها في مدارس مركزية، وتعيين معلمين أكفاء وأصحاب خبرة لتدريس طلاب الثانوية العامة، فضلاً عن تدريب المعلمين وإعطائهم دورات تزيد من خبراتهم وكفاءاتهم، وإعادة النظر في المناهج وإزالة الحشو منها، داعياً إلى ضرورة إعادة النظر في النظام التعليمي بكل مكوناته. وشكلت نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي"، "صدمة" لعدد كبير من الطلاب وأولياء أمورهم الذين أبدوا استياءهم من مستوى العلامات ونسب النجاح، ما أشعل احتجاجات في العديد من المحافظات. وأثارت ردود فعل وغضب الأهالي مطالبين بتدخل الحكومة لإيجاد استثناءات ليتم بها قبول أبنائهم ورفع معدلهم، ولكن هذا المطلب وجد الرفض من قبل رئيس الوزراء الأردني "عبد الله النور"، كذلك وزير التربية والتعليم الدكتور "محمد الذنيبات". وبالمقابل حتى الآن لم تتضح خطة وزارته ل (342) مدرسة لم ينجح فيها أحد في (التوجيهي) وكيف سيعالج مشكلة (624) طالباً تقدموا لامتحانات (التوجيهي) لا يقرأون ولا يكتبون. وناقش مشاركون في ورشة عمل متخصصة عقدت بمدرسة الحصن المهنية الشاملة للبنات باربد، أسباب تدني نسب النجاح لطلاب الثانوية العامة (التوجيهي) في امتحان الدورة الحالي. وعزا المشاركون الأسباب إلى تغيير نمط الامتحان، وعدم ملاءمة زمن الامتحان في بعض المواد وخاصة العلمية، وضعف تأسيس الطلاب في الصفوف ما قبل التوجيهي، وعدم التزام الطلاب بالدوام الرسمي، وتأثير الإجراءات الأخيرة عليهم وعدم تفعيل أسس النجاح والرسوب والإكمال، وتأثير أسس توزيع الطلاب بعد الصف العاشر والتحويلات إلى الفروع الأكاديمية، وضعف الاعتماد على الكتاب المدرسي والمعلم داخل الحصة الصفية. ودعوا إلى ضرورة إعادة أدوات التقويم في المدارس وتمديد زمن الامتحان لبعض المباحث كالفيزياء والرياضيات، وتفعيل أسس النجاح والرسوب والإكمال وتعليمات الدوام والانضباط المدرسي في جميع الصفوف الدراسية وبخاصة الأساسية، ووضع سقف لمعدلات الطلاب عند توزيعهم على الفروع وإيقاف التحويلات. وبيّن مدير تربية محافظة لواء بني عبيد الدكتور "فواز التميمي" أن الوزارة ماضية في سعيها لتطوير مختلف الأدوات والوسائل الخاصة بامتحان الثانوية العامة، إذ من المرجح قيام الوزارة بإجراءات أخرى ستطبق في امتحان الدورة الصيفية من ضمنها عقد الامتحان لطلاب الدراسة الخاصة في قاعات مركزية في الجامعات على مستوى كل محافظة بمعزل عن الطلاب النظاميين الذين ستخصص لهم قاعات مركزية أيضاً حسب سعة المكان، بحيث لا يقل عدد الممتحنين في القاعة الواحدة عن (300) طالب وطالبة. *قرار إعادة الهيبة وأصدر وزير التربية قراراً بإعادة الهيبة إلى امتحانات التوجيهي وقال إن الأزمة أعمق من الغش في الامتحانات، وأضاف أن معالجة هذه "الكوارث التربوية" ينبغي أن تكون من خلال تبني حزمة متكاملة من الإجراءات، والتعليمات الناظمة للعملية التربوية والتعليمية والمتمثلة في تعليمات الرسوب والنجاح الحالية، وتعليمات الانضباط (التسيب) المدرسي، والتي تسلب من المعلم دوره في الغرفة الصفية وأدت إلى أن يتقدم طلاب أميون للامتحان "معتمدين على الواسطة في التقدم للامتحان والغش في النجاح". وقال وزير التربية والتعليم الأسبق "إبراهيم بدران"، إن عدم نجاح أي طالب في (324) مدرسة يتطلب من كل مدرسة على حدا أن تدرس هذه النتائج لمعرفة الأسباب، التي لم تمكن طلابها من الحصول على العلامات اللازمة للنجاح. وأضاف أن هذه المدارس تعاني من مشاكل خاصة بها، منها نقص المعلمين، وكثرة الغياب عن المدرسة، وضعف أساسي في الطلاب كونهم نجحوا في السنوات السابقة من خلال الترفيع التلقائي. وفى حوار مع وزير التعليم العالي الأردني السابق الدكتور "وجيه عويس" أجرته معه صحيفة (العرب اليوم).. قال فيه إن أزمة (التوجيهي) أدخلت التعليم العالي في مرحلة خطرة جداً قد تؤدي إلى ثورة اجتماعية. وقدم الوزير تصوراته العلمية والعملية لحل المشكلة، وكان أبرزها إعادة النظر في أسس القبول في الجامعات، ووقف الاستثناءات بكافة أشكالها، ولكن الوزير أقيل بعدها بأشهر، فذهب ومعه خياراته. *السودان وامتحانات الشهادة أمام الوضع التعليمي المزري في الأردن والسمعة الممتازة للشهادة السودانية، جلس بعض الطلاب الأردنيين لامتحانات الشهادة الثانوية السودانية، وأنهم حاولوا ممارسة ذات أساليب الغش في الامتحانات المتفشي في بلادهم بالسودان، وبعد كشفهم حاولوا النيل من الشهادة الثانوية السودانية ولكنهم فشلوا في ذلك. تحظى الشهادة الثانوية السودانية باهتمام متعاظم مما جعلها ذات سمعة طيبة معترف بها في كافة الدول، ويرتكز السودان في تجربته مع امتحانات الشهادة الثانوية على مقومات وضع لبنتها خيرة الخبراء التربويين والمختصين، ويعود ميلادها إلى العام 1954م حيث أنشئت أول لجنة لامتحانات السودان تختص بالجوانب الفنية والمهنية لهذه العملية بالتعاون مع جامعة كمبردج، وفى عام 1962 تحولت لجنة الامتحانات إلى مجلس امتحانات السودان تتبعه سكرتارية لتنفيذ قراراتها برئاسة وكيل الوزارة. وفى عام 1970م تم تعطيل لجنة امتحانات السودان بقرار وزاري وأوكلت الامتحانات إلى خبير أجنبي، وفى ذلك العام حدثت تغييرات في السياسات (السلم التعليمي في عهد محيي الدين صابر). وفي العام 1972م أعيدت مهام الامتحانات للجنة امتحانات السودان. وتستعين وزارة التربية ببعض الوزارات ذات الصلة (المالية- الإعلام- الدفاع- الداخلية - جهاز الأمن والمخابرات الوطني - جهاز شؤون العاملين بالخارج -الخارجية) لأداء مهامها على الوجه الأكمل. *مسميات الشهادة أطلق على الشهادة الثانوية (شهادة التعليم العامة لدخول جامعة كمبردج) من 1938-1954م، والشهادة المدرسية السودانية من 1956-1970م، والشهادة الثانوية من 1980م وحتى الآن. وحتى العام 1972م كانت نتيجة الطلاب تستخرج حسب النظام التسارعي (قريد-1-2-3) لتحسب بعدها بالنسبة المئوية.