وصف وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم محمد أحمد حميدة نتيجة امتحانات مرحلة الأساس للعام الدراسي 2011م بأنها عادية وطبيعية.. وعاد وقال : إن هنالك تدنٍ في نسبة النجاح مقارنة بالعام السابق وإن البنات تفوقن على البنين في نسبة النجاح. وأكد من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بقاعة المعلم لإعلان نتيجة مرحلة الأساس لهذا العام أن التوزيع سوف يكون جغرافياً سواء للمدارس الحكومية أو النموذجية. فيما قال الأستاذ عبدالله خضر مدير إدارة التقويم والقياس بالوزارة إنه تم وضع خطة للتدريب وإقامة الورش التدريبية لتحديد أوجه القصور في بعض المواد التي أدت إلى تدني الأداء فيها، وقال إن نسبة الغياب كانت (9 و 8) تلاميذ من عدد الجالسين الذين بلغوا (112.919) تلميذاً. (آخرلحظة) رصدت المؤتمر الصحفي لقراءة النتيجة وتم تحليلها من قبل خبراء في مجال التعليم. بلغت نسبة النجاح العامة في شهادة الأساس للتعليم الحكومي (78.2)% مقارنة بنسبة نجاح التعليم الخاص الذي بلغ (73.1)% ونسبة نجاح اتحاد المعلمين بلغت (36.2)%، حيث جلس للتعليم الحكومي (56775) تلميذ نجح منهم (44423) تلميذ ورسب (12352) تلميذ بينما جلس للتعليم الخاص (29577) تلميذ ونجح منهم (21629) تلميذ ورسب (7948) تلميذ وجلس لاتحاد المعلمين (26564) تلميذ نجح منهم (16955) تلميذ. و البنات تفوقن على البنين في النجاح حيث بلغت نسبة نجاح البنات في التعليم الحكومي (84.6)% واتحاد المعلمين (38.2)% والخاص (73.6)% بينما أحرز البنين نسبة (71.6)% من التعليم الحكومي و(34.5)% من اتحاد المعلمين و(72.7)% من التعليم الخاص. ونجد أن الذين أحرزوا الدرجات الكاملة في المواد: (4639) تلميذاً في القرآن الكريم، و(1252) تلميذاً في مادة الفقه والعقيدة، و(15) تلميذاً في التربية المسيحية، و(11) تلميذاً في مادة اللغة العربية، و(748) تلميذاً في مادة اللغة الإنجليزية و(1180) تلميذاً في مادة الرياضيات و(2598) تلميذاً في مادة العلم في حياتنا، و(612) تلميذاً في مادة نحن والعلم المعاصر و(1207) تلميذاً في مادة الغذاء والصحة. وجاءت المقارنة بنسب النجاح بالعام الماضي في المواد الدراسية حيث كانت في مادة القرآن الكريم (81.5)% العام السابق و(84.6) من العام الحالي، وفي مادة الفقه والعقيدة (70.3)% العام السابق و(83.2)% العام الحالي، وفي التربية المسيحية (78.5)% في العام السابق و(81.9)% من العام الحالي، وفي اللغة العربية (74%) في العام السابق و(71.2)% العام الحالي، وفي اللغة الإنجليزية بنسبة (33.5)% العام السابق بينما العام الحالي كانت (29.9)% وفي الرياضيات نسبة النجاح كانت (27.4)% في العام السابق بينما هذا العام جاءت (29.4)% وفي مادة العلم في حياتنا كانت (72.4)% في العام الماضي و(71.4)% هذا العام وفي مادة نحن والعلم المعاصر كانت (64)% العام السابق، وجاءت هذا العام (62.1) وفي مادة الغذاء والصحة كانت في العام الماضي (75.5)% وجاءت هذا العام (85.9)%. تفوقت محلية الخرطوم على باقي الملحيات بأعلى نسبة نجاح، حيث بلغت نسبة النجاح في التعليم الحكومي (86.4)% واتحاد المعلمين (39)% والتعليم الخاص (88.2)%. بينما أحرزت محلية شرق النيل المركز الثاني بنسبة نجاح (84.5)% للتعليم الحكومي و(39.4)% اتحاد المعلمين و(65.8%) التعليم الخاص. وتليها محلية أمدرمان بنسبة نجاح (83.2)% للتعليم الحكومي و(40)% لاتحاد المعلمين و(84.6)% للتعليم الخاص.. ثم تأتي محلية أمبدة بنسبة نجاح (75.3)% للتعليم الحكومي و(31)% لاتحاد المعلمين و(60) للتعليم الخاص ثم محلية كرري بنسبة نجاح بلغت (73.5)% واتحاد المعلمين (47.2) والخاص (72.9)%.. وأتت محلية جبل أولياء في الموخرة بنسبة نجاح بلغت (72.8)% للتعليم الحكومي و(37.3)% لاتحاد المعلمين و(63.8)% للخاص. وبالرغم من أن (21) تلميذاً وتلميذة اشتركوا في المرتبة الأولى بإحراز (279) درجة و(33) تلميذاً وتلميذة أحرزوا المرتبة الثانية بمجموع (278) درجة إلا أن الذين رسبوا بلغوا (37255) تلميذاً مقارنة بالذين نجحوا بلغوا (85661) تلميذاً.. وبإقرار من الوزير هناك تدنٍ في نسبة النجاح في مادتي اللغة العربية واللغة الإنجليزية بالمقارنة مع العام السابق، وبالرغم من أن هنالك ارتفاعاً في نسبة النجاح في مادة الرياضيات التي بلغت (29.4)% مقارنة بالعام السابق التي كانت (27.9)% إلا أنها لم تصل إلى (50%). من خلال ما تم تحليله نجد أن هنالك عدداً من التساؤلات تقفز إلى الذهن: ما هي أسباب الرسوب العالية؟! وهل اعتمد الامتحان على الحفظ دون الفهم؟! ورغم أن الوزارة في كل عام تعلن عن تدريب المعلمين خاصة معلمي المواد الأساسية إلا أنه ما زال هنالك تدني في هذه المواد.. فأين يوجد الخلل؟ في المعلم؟ أم في طريقة التدريس؟ أم في المنهج؟ أم في عدم جدوى الدورات التدريبية؟! هذه التساؤلات وغيرها طرحتها (آخرلحظة) على خبراء في مجال التعليم.. دكتورة إخلاص عشرية الخبيرة التربوية قالت: إن كل البحوث التربوية العلمية تعترف بأن هنالك فروقاً فردية بين الطلاب، وهذه الفروق ظاهرة بوضوح في نتيجة امتحانات الشهادة لمرحلة الأساس وإنها مؤشرات عملاقة لتطوير العملية التعليمية، فبروز المدارس الخاصة عن المدارس الحكومية دعوة صريحة إلى مزيد من الاهتمام والمتابعة بالتقويم المستمر للمدارس الحكومية وتقديم الجديد والمواكب لمستجدات العملية التعليمية. وترى أن الضعف مع إحراز الطلاب للعلامات الكاملة في اللغات مؤشر خطير يعود إلى طريقة تدريب الأستاذ في تعليم الطلاب مهارات اكتساب اللغات خاصة (الإنجليزية والعربية) فالأمر يحتاج إلى تكاتف الجهود بين مهم النظريات الحرية في التعليم وكيفية تدريب المعلم عليها وطرق تقويم المعلم في آلية تنفيذ تعليم اللغات، المؤشر الأهم والذي اتضحت قراءاته في هذه النتيجة، وهي مهارات التدريب التي تواكب صياغة الامتحانات وفق الأهداف التعليمية المتقدمة ويبدو إحراز كم هائل من الطلاب وتقاسم المركز الأول يفسر أن هذه المدارس عملت على إستراتيجية متقدمة في طرق التفكير تمكن الطالب من إحراز المرات الأولى بلغة إيجابية أكثر من سلبية، فإذا كنا نغتنم الفرص لنعين الناجحين والتنافس الهائل في العلامات فإننا نناشد أن تتضافر جهود الجهات الحكومية والخاصة ووزارة التربية وكليات التربية لأن تعمل بروح الفريق الواحد لتتجاوز نقاط الضعف الموجودة في أداء الطلاب الذي يعتبره علم النفس التربوي شيئاً طبيعياً لمزيد من الجهد التربوي يمكن تجاوزه.. إلا أن دكتور إبراهيم عثمان خبير المناهج والأستاذ بجامعة الخرطوم كلية التربية يقول: ظهر تدني في نتيجة الامتحانات بالرغم من أن هنالك بعض الزيادات في بعض المواد، ولكن المؤشر الخطير هو التدهور في الرياضيات والإنجليزي، وأنا اعتقد أن جزءاً من الحلول هو علاج مشكلة التدريب للمعلمين. وهاجم دكتور إبراهيم الامتحانات قائلاً: إن غالبية الامتحانات صور مكررة عن بعضها البعض في جميع المواد دون استثناء ولا تشجع المادة لاستيعابها وفهمها، وأصبح هم التلميذ الامتحان وليس التدريس والتدريب مما هزم المنهج وأهدافه وأصبح التلميذ فارغاً، لأن جل الاهتمام منصب على الحفظ للامتحان وليس للمعلومات الأساسية للمادة مما يتسبب في نسيان المعلومات بعد الامتحان، ونلاحظ ذلك جلياً في أي مدرسة ثانوية في نتائج الصف الأول ونجد أن نسبة الرسوب عالية جداً بالرغم من التفوق في الصف الثامن وهذا مؤشر على أن الامتحانات لا تقيس مقررات التلاميذ وهي تكون للتلاميذ الذين يحفظون دون الاهتمام بالمقررات.. وكثير من الطلاب الذين درجاتهم مترتفعة يعتمدون على التفكير، لكن الامتحان لا يشجع على التفكير.. ولابد لوزارة التربية والتعليم أن تسعى إلى وضع الامتحانات وفق جدول مواصفات يقسم المادة إلى مستويات عليا ودنيا وأن يكون الامتحان يراعي كل هذه الجوانب حتى يكون مقياس للتعليم.. ومن الأخطاء التربوية التي تمارس في التعليم العام هو تصنيف الطلاب في المدرسة- متفوقين وأقل تفوقاً- وهذه مسألة تربوية غير صحيحة لأن كل النظريات التربوية تنادي بدمج ذوي الحاجات الخاصة مع الطلاب العاديين، فيكف أن تعزل الطلاب العاديين عن بعضهم البعض وهذا مما يقلل من روح المعزولين ويخرج مجتمع ملي بالحقد حتى أن وجود مدرسة نموذجية ومدرسة عادية هذا غير عادل، ولابد للوزارة أن تتصدى لهذه الظواهر قبل أن تتفاقم، وأرى أن تلغي الوزارة فكرة المؤتمر الصحفي للوزير لأن هذا جعل المدارس تمارس ممارسات غير أخلاقية وتربوية لكي تنافس للوصول للمراكز الأولى مما أظهر المغالاة في الرسوم. فيما قال خبير تربوي فضل حجب اسمه: إن تحليل النتيجة يعتمد على إجراء دراسات ووضع مقياس عام.. وهنالك عوامل تدني عديدة لابد من معالجتها وإن النتيجة في بعض الأحيان تركز على طبيعة الامتحان الذي يركز على أن كون الأسئلة في اتجاة الفهم لمعرفة وقياس مدى فهم التلميذ وقدرته على الاستيعاب وليس الحفظ وتكرار ما تلقاه، وبالتالي ضمان أن التعليم انتقل إلى تربية وسلوك شخصية التلميذ.