أنا وقلبي جيناك أمس... ارتدينا من الحب ما يكفي لمقابلتك ومن الصبر ما يفيض لوداعك.. لكن في منتصف الطريق إليك وفي تقاطع الذكريات.. اصطدمنا بالشوق فتبعثر كل شيء، حتى الكلمات التي أعددناها للقائك.. ثم إننا فقدنا الصبر الذي كان داخل القلب على مسؤولية حامله، فماذا نفعل بشأن الوداع، بل بأي حرف نعانقك في مراسم السلام العاطفي؟! عند أول محطة للتفكير جاء على بالي تغير مبدأ الزيارة إلى إقامة تحسباً لتبعات الفراق التي ربما تكون وخيمة بالنسبة لزول فقد الصبر، ثم تدخلت (الغتاتة) بين عصابة الأفكار فنسيت الفكرة.. اكتشفت أثناء مجيئي إليك، أن ثمة مشاكل يحرضنا عليها الشوق، فعندما أشتاقك ولا أجدك، أتشاجر معك حول لا شيء وأعاتبك على خطايا لم ترتكبها أنت وألومك على حماقاتي أنا.. وصلنا والساعة لم تزل تنبض بالضوء، ركض قلبي نحوك بينما كنت أرتب نفسي وأتفق مع ابتسامتي أن تهدأ، بيد أنها كانت مشاغبة جداً فضحتني أمامك هي وعيوني.. قرأت على بابك (ما كنا دايرنك تمشي) فبكيت وتقابلنا على كيف الدموع وضاع قلبي.. يحدث أن تزور وفي نيتك إقامة.. يحدث أن ينتابك شوق وأنت في مواقيت اللقاء.. يحدث أن تقطع إيصال ريد لأحد لم تره عيناً لعين.. يحدث أن يأتي شيك ريدك راجع، مع إنو الرصيد جواك كبير.. على صعيد قلبي: قبل رحيله بيومين اتصل بي أستاذي "سعدالدين إبراهيم" (ربنا يرحمه)، وطلب مني أن أرفق إيميلي مع العمود أو أن أسمح له بإعطاء رقم تلفوني لأصدقاء فضفضة الجمعة قائلاً (والله يا هنوية الرسائل البتخصك نصها برسلوا لي وأنا قد لا أستطيع إيصالها.. أنا ما قاعد). بالأمس كنت أراجع رسائله والمكالمات التي جمعتنا طيلة الأسبوع الماضي.. وقفت كثيراً عند هذه الكلمة. أبكتني الذكريات.. اللهم يا كريم يا عظيم أدخله جناتك. و....... سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم