أضحى بديلاً ل(الكارو) وسحب البساط من(البكاسي) المجهر - عامر باشاب بعد أن تزاحمت الشوارع في معظم المدن والقرى السودانية ب(الركشات) التي استخدمت كبديل اقتصادي في نقل وحركة المواطنين، ظهرت في الآونة الأخيرة (ركشة نقل البضائع) التي عرفت بين الناس ب(التوك توك) والتي دخلت سوق العمل من أوسع أبوابه، وصارت واحدة من أهم وسائل النقل والمواصلات في الشارع السوداني، وبات الكثيرون يعتمدون عليها كوسيلة لنقل البضائع وعرض المنتجات وحمل الاحتياجات الأسرية. وظل الإقبال عليها بكثافة وذلك لخفتها وسهولة حركتها وتنقلها بين الشوارع والأزقة في الأسواق وداخل المجمعات والمناطق السكنية .. وخلال جولة قامت بها (المجهر) في عدد من الأماكن بدأت بمدينة الحصاحيصا التي انتشرت فيها (التوك توك) بصورة لافتة للانتباه، وانتهت جولتنا بالخرطوم التي كثر فيها عرض وبيع مواتر (التوك توك). تحسين الوضع الاقتصادي كانت بدايتنا من مدينة (الحصاحيصا) (حي أركويت) مع الشاب المكافح "رياض إسماعيل عثمان" صاحب وسائق (توك توك)، ومن خلال حديثه معنا اكتشفنا بأنه يعتبر من أوائل الذين أدخلوا (توك توك) إلى مدينة الحصاحيصا، وذلك قبل ثلاث سنوات. وقال إنها كانت فأل خير عليه وحملت عنه هم المعيشة حيث أنها ارتفعت بمستوى دخله اليومي، وساعدته كثيراً في معالجة وتحسين الوضع الاقتصادي له ولأسرته الصغيرة والكبيرة، وحققت لهم الاستقرار المعيشي. وأشار "رياض" إلى أن أغلب مواتر (التوك توك) في الحصاحيصا ناجحة خاصة تلك التي يعمل عليها أصحابها بأنفسهم، والأخرى بها مشاكل كثيرة. وعن نفسه قال إنه يعمل بها في مجال نقل (أسطوانات الغاز). في ختام حديثه أمن على أن ال(توك توك) ساعدت في سهولة نقل البضائع والاحتياجات اليومية في السوق، وساهمت في عكس المظهر الحضاري لمدينة الحصاحيصا التي كانت تكثر فيها عربات الكارو.
الأثر الإيجابي والمظهر الحضاري فيما قال السيد "محمد عوض" (تاجر بسوق الحصاحيصا صاحب محلات عوضين للتوابل)، إن مواتر (التوك توك) أصبح لها أثر إيجابي في حل مشكلة العاطلين عن العمل، كما أنها ساهمت في حل أزمة ترحيل البضائع ونقلها من وإلى الأماكن التي يصعب على السيارات دخولها أو العبور عبرها. وقال إنهم كتجار قطاعي ساعدهم كثيراً في كسب الوقت في ترحيل بضائعهم، كما ساعدت المواطن العادي في توصيل كل ما يحتاجه بسعر مناسب. وقال في حديثه إنه يناشد السلطات المعنية بالأمر بتمليك أصحاب الكوارو (توك توك) بالأقساط المريحة، لسرعة حركته وحفاظاً على المظهر الحضاري بالمدينة . ظهور في الوقت المناسب !! ومن جانبه أوضح الشاب "صلاح علي النور" صاحب (توك توك) يعمل ما بين السوق المركزي والسوق المحلي بالخرطوم، ومجرد أن سألناه عن تجربته مع (التوك التوك) قال إن هذا الموتر حقاً ظهر في الوقت المناسب ليحل الكثير من المشاكل وعلى رأسها مشكلة العمل، حيث أن الكثير من الشباب صاروا يعتمدون على (التوك توك) كمصدر دخل أساسي يتكسبون منه، حيث يدر عليهم شيئاً من المال ساندهم في تسيير أحوالهم المعيشية خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد. وأضاف قائلاً: ومن ناحية عملية وحسب تجربتي أرى أن (التوك التوك) ساعد في سهولة حركة ونقل البضائع داخل الأسواق وكذلك في الأحياء، وهناك من استفاد منها في نقل وعرض الخضروات والفواكه والبعض يستخدمونها في توصيل (الثلج) من مراكز التوزيع إلى جميع الأماكن في السوق، وغير ذلك من الاستخدامات في النقل والعرض . أثبتت فعاليتها وتفوقت على الركشة أما العم "عبد الرحمن طالب مصطفى" صاحب (مجوهرات العقلي) سوق جبل أولياء .. أكد خلال حديثه أن مواتر (التوك توك) بجانب أنها ساهمت بشكل واضح في رفع المستوى المعيشي لكثير من الأسر الفقيرة، نجد أنها أثبتت فعاليتها في السوق لسرعة حركتها التي تمكنها من نقل البضائع وتوزيع وعرض المنتجات، بالإضافة إلى توصيل الأغراض والاحتياجات الأسرية. ومن مميزاتها أنها ساعدت في تحسين البيئة وعكس المظهر الحضاري خاصة بعد انتشارها الكبير الذي بدوره أدى إلى تلاشي واختفاء عربات (الكارو)، وإني أرى أنها عملية أكثر من الركشات التي أحدثت أزمات في حركة المرور وزحمة داخل الأسواق، وتسببت في كثير من الحوادث وساهمت في تلوث البيئة .. أخيراً أقول إن (التوك توك) عملياً وبيئياً تتفوق على (الركشة).