السودان ضمن (6) دول متطورة في خدمات القلب تقرير - فاطمة عوض تزايدت معدلات الإصابة بأمراض القلب وسط الشباب وصغار السن خاصة النساء والأطفال، في ظل ارتفاع تكلفة العلاج ونقص في الاختصاصيين مما أدى لارتفاع قائمة انتظار عمليات جراحة قلب الأطفال، وبالرغم من ذلك فإن البلاد في الفترة الأخيرة شهدت تطوراً في عمليات القلب والتشخيص مما أدى لتوطين العلاج بالداخل. السكرتير الأكاديمي لجمعية أمراض القلب السودانية د."أحمد علي" كشف أن عدد الاختصاصيين بلغ (100) اختصاصي قلب، قاموا بإجراء خمسة آلاف عملية قسطرة قلبية تشخيصية، واثنين ألف علاجية وألف عملية قلب مفتوح، لافتاً إلى أن هناك تزايداً كبيراً في أعداد مرضى القلب بسبب التطور في التشخيص والتوعية والتغيير في نمط الحياة، فضلاً عن النزوح للمدن، ونوه "أحمد" إلى أن السودان مصنف ضمن ست دول أفريقية حدث بها تطور في خدمات القلب، مشيراً إلى أن الدولة تساهم ب(50%) من تكلفة أمراض القلب، وأن هناك أدوية مجانية والأدوية المنقذة، وأضاف أن أدوية القلب تدخل في التأمين الصحي وأن الفئات الضعيفة تحتاج إلى معالجات خاصة القطاع الحر، وأردف أن تكلفة عمليات القلب تتراوح بين (80) إلى (120) ألف جنيه، وكشف د."أحمد" عن انعقاد القمة الأفريقية من العاشر إلى الحادي عشر من أكتوبر الحالي، لوضع السياسات مع مقدمي الخدمة ووزراء الصحة، بجانب منظمة الصحة العالمية، ووضع الأوليات والخطط لمكافحة أمراض القلب وتحديد الملح المضاف للطعام والخبز، لافتاً إلى أنه يتسبب في معظم الإصابات بضغط الدم، وأضاف أنه سيتم تحديد الكميات المضافة للخبز، بجانب مناقشة وضع ضريبة على المشروبات الغازية التي تؤثر سلباً على الصحة، خاصة مشاكل السمنة والضغط والسكري. ومن جانبه كشف مدير المركز القومي لأمراض وجراحة القلب د."صلاح الباشا" ل(المجهر)، عن تطور كبير شهدته خدمات أمراض القلب وتشخيصها وعلاجها خلال العشر سنوات الماضية، مشيراً إلى أن السودان ليس ببعيد عن التطورات التي حدثت في مجال علاج أمراض القلب وتشخيصها، وتوقع "الباشا" حدوث انفراج كبير في استجلاب المعدات وأجهزة القلب بعد رفع العقوبات الاقتصادية، وأضاف أننا قمنا باستيراد جهاز استغرق عامين ونصف للوصول إلينا، وذلك بسبب العقوبات التي كانت مفروضة علينا، ولفت "الباشا" إلى أن اجتماع استشاريي واختصاصيي أمراض القلب الأفريقي فريد من نوعه، ضم كبار استشاريي القلب في العالم، ورواد البحوث العالمية مثل العالم "جينت كليمنت" من فرنسا، ورواد القسطرة القلبية من كندا، لافتاً إلى أن المؤتمر مثمر من الناحية العلمية والبحثية والإدارية للاستفادة من الإمكانات لتطوير علاج أمراض القلب، ويصاحب المؤتمر ورش علمية وتدريبية للنواب الاختصاصيين والتقنيين من الكوادر الطبية المساعدة، واختصاصيي الباطنية، وأضاف أن الورش تم تمويلها من وزارة الصحة الاتحادية ومركز جراحة القلب، وزاد أن المؤتمر ناقش آخر التطورات في مجال أمراض الشرايين وروماتيزم القلب وما تقدمه الصحة العالمية من بروتوكولات وتطبيقها على الواقع، وأغلب التطورات التي حدثت عالمياً في مجال شرايين القلب والقسطرة التداخلية والتصوير داخل الشرايين من خلال أجهزة حديثة تصل للتشخيص دون قسطرة، وطالب مدير المركز بأهمية الالتزام السياسي من قبل الدولة وإيجاد آلية للتطوير، بجانب خلق آلية موحدة لتطوير جراحة أمراض القلب. ومن جانبه قال الدكتور "سعد صباحي" نائب رئيس جمعية القلب الأفريقية إن المؤتمر إضافة حقيقية للجهود التي يقوم بها السودان في مجال تطوير أمراض وجراحة القلب بالسودان، لافتاً إلى أن المؤتمر يعتبر تشريفاً كبيراً للسودان، حيث تشارك به شخصيات عالمية مرموقة، وكل الأقطار الأوربية والعربية والأفريقية، بجانب كندا وأمريكا، هذا وقد قدم المؤتمر دراسات موسعة في المشاكل الصحية القلبية التي تواجه العالم خاصة المشاكل القلبية المزمنة في أفريقيا، ويعتبر المؤتمر فرصة لتدريب الأطباء في مجال تشخيص وعلاج أمراض القلب. وقال "صباحي" إن السودان من أكبر الدول الأفريقية التي تقدمت في هذا المجال وتوفرت فيه بعض الأجهزة الخاصة بتشخيص أمراض القلب ووسائل العلاج، ويأتي السودان في المرتبة الثانية بعد جنوب أفريقيا جنوب الصحراء في مجال تقديم الخدمة الطبية الحديثة، منوهاً إلى أنه تم تدريب عدد كبير من الأطباء لنيل زمالة القلب، بجانب تخريج أكثر من (30) اختصاصي قلب، فضلاً عن تدريب عدد من الكوادر الطبية المساعدة في التخصص، وأضاف أن المؤتمر شهد نقاشاً مستفيضاً حول تشخيص وعلاج والوقاية من مرض الحمى الروماتيزم الذي يفتك بصمامات القلب ويصيب الأطفال من سن خمس إلى (15) سنة. ومن جانبها كشفت بروفيسور "سلافة خالد" استشاري القلب ومنسق برنامج مكافحة روماتيزم القلب السودانية، أن مرض الروماتيزم يمثل (50%) من أمراض القلب في أفريقيا، لافتة إلى أنه يمكن منعه وعلاجه، ودعت إلى التركيز على علاج روماتيزم القلب من خلال الورش والبرامج المتكاملة.
