خرجت مسرعة لتلحق بالمواصلات بعد أن فاتتها عربة الترحيل، أسرعت في خطاها من منزلها بالحارة التاسعة غرب المسجد الكبير في اتجاه محطة المواصلات بمنطقة شقلبان بالثورة، في أثناء سيرها وقفت لها عربة فارهة لم يبد على سائقها أي نوع من علامات السرقة أو الاحتيال، يتميز بالورع والتقوى، طلب منها الركوب لتوصيلها في اتجاهه، تمنعت في بادئ الأمر، ولكن إصراره وأن العربة تسير في نفس الاتجاه الذي تتجه إليه قالت: (لم أشك فيه لورعه وتقواه وتديّنه وقراءته للآيات القرآنية والأحاديث)، لم تشعر المسكينة أن الرجل قد نصب لها كميناً بالآيات القرآنية التي يسحرون بها العباد، ظلت تتحدث معه عن الدين والتدين والآيات القرآنية. قالت: (وقف لأخرى وطلب منها الركوب لتوصيلها معه ولكنها رفضت بحجة أنها تنتظر عربة أخرى).. حاولت السيدة النزول في محطة شقلبان ولكنه سألها إلى أين تتجه فأخبرته أنها متجهة إلى الشهداء فرد عليها: (وأنا أيضاً في طريقي إلى الشهداء)، قالت: (لم أحس بأي خوف تجاهه).. وواصل الرجل الحديث عن الدين والقرآن، وأضافت إنه أثناء حديثه طلب منها أن تمنحه خاتم ذهب كانت تلبسه على أصبعها الأيمن، قالت: (لم أتردد فخلعت الخاتم وأعطيته له طائعة مختارة)، ثم واصل الحديث وطلب منها خلع الدبلة، قالت: (قلت له ولكن هذا رباط شرعي)، قال لها: (ما مشكلة ما هي دبلة)، قالت: (خلعتها وناولتها له دون أن أدري وكأنما هناك قوى خفية تجبرني على الاستجابة لطلب ذلك الشخص)، وتابعت: (نزلت من العربة بعد أن منحت الرجل خاتم الذهب ومعه الدبلة.. وفجأة أفقت وكأنما كنت في عالم آخر، فلم أجد السيارة.. أحسست بالاضطراب والخوف، ذهبت إلى مكتبي ولكن سيطرت عليّ حالة من الخوف فعدت إلى منزلي). ما الذي حدث لتلك السيدة واحدة من آلاف الحالات التي تحدث يومياً بولاية الخرطوم، ولكنها لم تصل إلى الصحافة، لقد علمت من شخص أن هناك عدة بلاغات فتحت لحالات مشابهة لما حدث لتلك السيدة، فاستولوا على ملايين من الجنيهات بنفس الطريقة. حكى لي شخص أنه صرف مبلغ (15) مليون جنيه فصادف شخصاً بنفس الصورة وقال إنه أعطاه المبلغ دون أن يشعر، وهناك حالات ينبغي على الأجهزة الأمنية أن ترصدها، وكذلك على المواطنين التبليغ عنها فوراً للأجهزة الأمنية حتى يتم القبض على تلك العصابات. إن ولاية الخرطوم تشهد الآن ظواهر مختلفة لحالات من السرقات وحالات من اختطاف الأطفال، وحالات من فقدان الأطفال ورجال ونساء نقرأها يومياً على صفحات الصحف، فإذا كان هذا يحدث في وسط الولاية، فما هو حال الذين يعيشون في أطراف المدن؟! نحن ندق جرس إنذار للجهات المسؤولة، فعليها تتبع مثل هذه الجرائم الخطرة حفاظاً على أرواح وممتلكات المواطنين.