(1) سارت رياح الأخبار برغبة روسيا في التدخل بشكل (إيجابي) لحل قضية أبيي، حيث عبر عن ذلك سفير روسيا الذي التقى "الخير الفهيم" الرئيس المشترك للجنة إشراف أبيي.. على صعيد آخر قال مسؤول صيني (من الحجم الصغير) أن بكين على اطلاع بالصعوبات التي تواجه السودان بعد الانفصال.. "شين شادونغ"، وهو مدير شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا بالخارجية الصينية، أكد وقوف الصين إلى جانب السودان وتقديم الدعم له.. المشفقون يقولون إن السودان يقف وحيداً في غابة المجتمع الدولي مكشوف الظهر بلا حلفاء، فيما تعربد الآلة العسكرية الإسرائيلية في العمق الأمني للبلاد.. ظاهرياً لا يبدو على أفق الحلفاء والنصراء إلا روسيا والصين، ولكن العلاقة معهما وبحث دعمهما في هذه الظروف العصيبة تناقش على مستويات متدنية لا تتناسب مع حجم الأخطار والتحديات.. سفير روسي ومدير إدارة صغير في وزارة الخارجية الصينية يملآن أجهزة إعلامنا ب(الدجل) و(كلام الشعر) ليس إلا.. عندما يتحدث شخص ويجنح إلى كلام (المطايبة) يرفع شخص آخر صوته قائلاً: (يا زول خلي كلام الشّعر ده وأدخل في الموضوع).. إلى متى نستمع إلى (دجل) روسيا والصين والبلاد يتكالب عليها الأعداء كما تتكالب الأكَلةُ على قصعتها؟. (2) أكبر خازوق يمكن أن يأتينا من الرئيس الأمريكي المنتخب ثانية "باراك حسين أوباما" تعيين المدعوة "سوزان رايس" وزيرة للخارجية خلفاً للمكلومة "هيلاري كيلنتون".. "سوزان" (48 عاماً) سفيرة الولاياتالمتحدة الحالية لدى الأممالمتحدة، امرأةٌ مشهودٌ لها بعدم القدرة على التعاطي مع وجهات النظر المخالفة لها، وكذلك جرأتها على اتخاذ قرارات صدامية خاصة إن كانت تخدم أجندتها الخبيثة.. "رايس" مستشارة "أوباما" المقربة والوفية التي تشاركه أصوله الأفريقية وولعه بكرة السلة، وقد رافقته منذ أن قرر خوض معركة الرئاسة الأولى، وحظيت بمنصب رفيع وهو مندوبة بلادها لدى الأممالمتحدة لتكون أول امرأة سوداء تتولى تلك المهمة و(تعوس عواستها).. كانت "رايس" قاتلها الله من مؤيدي الهجوم الأمريكي على مصنع الشفاء للدواء في عهد الرئيس الأسبق "بيل كلينتون" وكانت حينذاك تشغل منصب مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية.. عندما أنتُخب "أوباما" لأول مرة قبل (4) سنوات، أعترف أنني وقفت مبهوراً أمام احتفال تنصيبه يدفعني شعور بأن الرجل بسمْتِه (الأسود) وبجذوره المسلمة فيه شيء ما يجذبني إليه دون أن أملك لذلك دفعاً، وأعتقد أن ذلك كان حال الملايين من المسلمين والمستضعفين الذين ينتظرون بشغف يوماً بعد يوم منقذاً يحمل رايتهم ويتحدث باسمهم.. لقد فكان المشهد مبهراً وأحسست أن صدري يتسع ولساني على وشك أن ينطلق مهللاً وربما مكبراً!!.. كان ذلك رغم قناعتي وموقفي الثابت من الإدارات الأمريكية "الجمهوري" منها و"الديمقراطي".. كنت كمن يهيم في الأحلام لا يعقل ولا يفهم إلا أن ينتبه لواقعه المؤلم فيبكي وينشد مرثية عصماء.. عدد من المواقف التالية كانت تصب في دعم اتجاه الانبهار بالرجل، ففي خطاب التنصيب تلفظ "أوباما" باسم أبيه (حسين) وهو الاسم العربي ذي الدلالة الإسلامية، وهو اسم حفيد النبي صلى الله عليه وسلم.. "أوباما" أكد أنه يمد (يد الصداقة) إلى العالم الإسلامي.. فيما بعد قال وهو متوجه إلى تركيا وهي دولة إسلامية: (سوف نعبر عن تقديرنا العميق للدين الإسلامي، الذي ساهم في صياغة عالم أفضل، بما في ذلك بلادي، عبر قرون عديدة).. في مؤتمر قمة العشرين قبل سنوات أثارت انحناءته للعاهل السعودي كنوع من الاحترام الكثير من الجدل في أمريكا.. سيظل "أوباما" حالة مثيرة للجدل والاندهاش في آن واحد. • آخر الكلام: أستوقفني مواطن أمس قال إنه أحد الذين تضرروا من (هيصة) ما عُرف بسوق المواسير، طالباً أن لا تنسى الصحافة قضيتهم.. الرجل أشار إلى أن الرئيس وجّه بتعويض الضحايا ومعاقبة المجرمين.. المدهش و(الحديث للرجل الملتاع) أن المجرمين يتقدمون الصفوف ويترشحون لشغل المواقع المهمة..بهذه المناسبة نوجه السؤال للسيد وزير العدل (الحاصل شنو في قضية سوق المواسير؟ أم أن المسألة كلها بقت ماسورة؟).