رغم التأسيس الجيد للموسم الزراعي وتجاوز الموسم لأزمة الجازولين، إلا أن هنالك عدداً من المهددات تعترض مسيرته تمثلت في أزمة السيولة والآفات التي ظلت تحاصر نجاح الموسم في بعض المناطق.. وبالرغم التحديات التي واجهت الموسم الزراعي الحالي إلا أنه يبشر بإنتاجية عالية من المحاصيل بسبب ارتفاع معدلات الأمطار والتأسيس الجيد للموسم وانسياب عمليات التمويل وتوفير المدخلات الزراعية، وذلك في الوقت الذي توقع فيه عدد كبير من المزارعين خلال حديثهم ل(المجهر) الانتاجية العالية للمحاصيل هذا الموسم بالرغم من التحديات. { أزمة السيولة تهدد الموسم الزراعي طالب قطاع عريض من المزارعين خلال حديثهم ل(المجهر) حكومة الولاية بضرورة حل مشكلة شحّ السيولة في البنوك التي أصبحت تهدد الموسم الزراعي الحالي، وشكا قطاع عريض من المزارعين من معاناتهم في الحصول على النقود الخاصة بهم من البنوك لدفع التزاماتهم للعمال في مرحلة الكديب، وأشاروا إلى أن البنوك ما زالت تقيد العمليات بمنح المزارع (5) آلاف جنيه فقط، وأن متطلبات الإيفاء بالتزامات العمال تتطلب دفع ملايين الجنيهات خاصة لكبار المزارعين الذين يملكون مساحات كبيرة تتطلب وجود عمالة أكبر، ولفتوا إلى أن شح السيولة أدى إلى مضايقات واحتكاكات مع العمال بعد عجزهم عن دفع مستحقاتهم المالية وطالبوا الحكومة بإيجاد حلول جذرية لأزمة شح السيولة لا سيما مع اقتراب موسم حصاد محصول السمسم، الذي سينطلق مطلع أكتوبر القادم، فضلاً عن توفير منافذ لتسويق محاصيل الصادر النقدية وفتح أسواق عالمية جديدة لمحصولي السمسم والقطن بأسعار مجزية لمقابلة ارتفاع تكلفة الزراعة التي تضاعفت بسبب ارتفاع المدخلات الزراعية في المراحل الزراعية، وتوقعوا ارتفاع إنتاج محصول السمسم خاصة بعد التوسع في زراعته هذا العام بسبب ارتفاع أسعار العام الماضي. { المساحات المزروعة وحسب حديث مدير عام وزارة الزراعة والغابات المهندسة “نفيسة نوح” ل(المجهر) فإن جملة المساحات المستهدفة في الموسم الحالي بلغت (8.930) مليون فدان بزراعة (4.5) مليون فدان بمحصول الذرة و(1.5) مليون فدان بمحصول السمسم و(250) مليون بمحصول زهرة الشمس و(150) ألف فدان بمحصول القطن الذي شهد توسعاً بزيادة مساحاته بسبب جدواه الاقتصادية وارتفاع أسعاره، فضلاً عن زراعة (30) ألف فدان بمحصول الفول السوداني، ومساحة (400) ألف فدان بمحصول الدخن، وزراعة (240) ألف بمحصول (التسالي)، وكشفت عن زيادة وارتفاع نسبة التمويل التي بلغت (88365) مليون جنيه مقارنة بالتمويل لمرحلة التحضيرات في العام السابقة التي بلغت (785418) مليون جنيه، وأشارت إلى أن عدد المزارعين الممولين في هذه المرحلة بلغ (9452) ألف مزارع، مؤكدة التزام البنك الزراعي والبنوك الأخرى بتمويل مرحلة الحصاد. ورغم ارتفاع معدلات الأمطار خلال شهري يونيو وأغسطس التي تجاوزات معدلاتها (120) ملم والتأسيس الجيد للموسم والنمو الكبير الذي شهدته المحاصيل بفعل الري الجيد، إلا أن هنالك توجسات من عدد من المزارعين إزاء ظهور الآفات التي دائماً ما تظهر في المواسم التي تشهد كثافة الأمطار.. وحسب حديث المزارع “محمد يوسف” من منطقة الكفاي بمحلية القلابات الشرقية فإن مزارعي منطقة الكفاي تفاجأوا بطائرة تقوم برش أحد المشاريع الزراعية، وأضاف إن الطائرة ضلت مسارها وتجاوزت المناطق المحددة وغطت مساحة مجهولة من مشاريع بالمنطقة تتبع لعدد من المزارعين، وأرجع ذلك لعدم تحديد أهداف الطائرة لرش المشاريع المستهدفة، فضلاً عن عدم التنسيق مع إدارة وقاية النباتات بالولاية، وقال إن عدم إلمام الطيار بالمنطقة وتحديد أهدافه على الأرض جعلت عمليات الرش تتم بصورة عشوائية، مؤكداً أن عمليات الرش تسببت في إتلاف أكثر من (25) ألف فدان تتبع لأكثر من (30) مزارعاً بالمنطقة وأن المحاصيل التي أتلفت بواسطة الطائرة شملت السمسم والذرة ومحاصيل أخرى حيث أصيبت باصفرار. إلى ذلك، لم تخرج المناطق الزراعية في المفازة والحواتة من سلبيات الخريف، حيث دمرت دودة (الكرمش) التي تصيب محصول السمسم مساحات كبيرة وقال المزارع “عبد الغفار دفع الله” ل(المجهر) إن آفة (الكرمش) أتلفت أكثر من (20) ألف فدان بالمنطقة، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المزارعين أصبحوا خارج دائرة الإنتاج بعد تلف محاصيلهم. من جانبه، قال المزارع “الأمين البدوي” إنهم قاموا بإبلاغ إدارة وقاية النباتات بالولاية إلا أن الإدارة تعللت بعدم وجود مبيدات لمكافحة الآفة، وناشد إدارة وقاية النباتات بالمركز التدخل لحماية الموسم الزراعي الذي شهد نجاحاً ملحوظاً في مرحلتي التحضيرات والكديب فيما لم ينج من مخاطر السيول والأمطار التي اجتاحت محليات الرهد والحواتة والفاو، حيث غمرت السيول والأمطار أكثر من (60) ألف فدان.
