خطى الموسم الزراعي بولاية القضارف خطوات مهمة نحو النجاح في ظل توالي هطول الأمطار التي غَطّت جميع أنحاء الولاية وبمعدلات عالية فاقت كل المواسم السابقة فتحت شهية المزارعين للتوسع في زراعة مساحات محاصيل الذرة، السمسم، زهرة الشمس، القطن المطري والفول السوداني، واستبشر مزارعون من القضارف بهذا الموسم الذي أعتبروه عام تعويض لتلك الخسائر التي تَكبّدوها في المواسم السابقة خاصة موسم العام 2011 الذي تَعرّض فيه مزارعو القضارف لخسائر كبيرة جراء شح الأمطار، في الوقت الذي تبذل فيه وزارة الزراعة بولاية القضارف جهوداً مقدرة لإنجاح الموسم بتشجيع المزارعين على تطبيق التقانات الزراعية وتجويد العمليات الفلاحية، فضلاً عن مساعيها المتصلة لمكافحة الآفات وتجنيب المحاصيل خطر انتشار أية آفات خصوصاً آفة الماسح التي يتوقع كثير من المزارعين ظهورها بسبب تساقط الأمطار المستمر، بيد أن الوزارة وعلى لسان د. محمد عثمان محمد نور وزير الزراعة بولاية القضارف بعث بتطمينات قوية لقاعدة المزارعين، داعياً لعدم التخوف من انتشار الآفات، مبيناً أن وقاية النباتات تحسّبت مبكراً وأعدّت نفسها جيداً لأية آفات والتعامل معها في الوقت المناسب، قاطعاً بخلو الموسم في القضارف حتى الآن من أية آفات زراعية، ومضى الى أن الموسم الزراعي تَميّز هذا العام بهطول الأمطار في وقت مبكر مما حفّز المزارعين للتوجه لمشاريعهم وتحضيرها بصورة جيدة، وقال إن الأمطار الجيدة كانت من عوامل نجاح وتميز الموسم الزراعي حتى تاريخه، مبيناً أن معدل تساقط الأمطار كان أفضل بكثيرٍ من المواسم السابقة خصوصاً في المناطق الجنوبية التي غطّتها أمطار غزيرة منذ بدايات شهر يوليو جعلت المزارعين يقبلون على زراعة المحاصيل النقدية بشهية مفتوحة، وذكر د. محمد عثمان ان تقديرات مساحة الذرة في المسح المبدئي تشير الى زراعة (3) ملايين فدان والسمسم (500) ألف فدان وبلغت مساحة الدخن المزروعة (100) ألف فدان و(50) ألف فدان تمت تغطيتها بزهرة الشمس وغطى الفول السوداني مساحة (25) ألف فدان، بينما تجاوزت مساحة القطن المطري (6800) فدان، وتوقع وزير الزراعة ارتفاع المساحة التي ستُزرع في هذا الموسم ل (7) ملايين فدان، مبيناً أن التمويل الزراعي بلغ (70) مليون جنيه مُقارنةً ب (46) مليون جنيه في العام السابق، وتوقع الوزير أن تُواجه المزارعين معضلة وحيدة تتمثل في قلة الأيدي العاملة لحصاد المحاصيل خاصةً السمسم الذي لا يَتَحَمّل الانتظار، لكنّه بشّر بوصول حازمات جديدة لحصاد السمسم والذرة في الأيام القليلة المقبلة مموّلة من البنك المركزي سيوردها البنك الزراعي، وتوقع وصول (60) من إيطاليا في غضون الأيام المقبلة لتعين المزارعين على الحصاد وتقليل تكلفة الإنتاج في إطار دعم الدولة لمشروع الزراعة من أجل الصادر، وكشف وزير الزراعة بولاية القضارف عن موافقة الدولة على رفع سعر تركيز السلم من (90) جنيهاً الى (150) جنيهاً للجوال الواحد للذرة، منوهاً الى أن السعر يعد أكثر من الذي طالب به المزارعون أنفسهم، في المقابل أعلنت وقاية النباتات بالولاية تأهبها لأيِّ طارئ يتعلق بظهور آفات خلال الموسم، وأوضح جمال عثمان مدير وقاية النباتات أن إدارته قامت بجهدٍ واضحٍ في مكافحة جيوب آفة القبورة التي ظهرت في مساحات محدودة وتعاملت معها بالشكل المطلوب وقضت عليها في أطوارها الأولى، مؤكداً في ذات الوقت خلو المحاصيل من أية آفات، قائلاً: إن الوقاية لم تتلق أية بلاغات عن وجود آفات في الوقت الحاضر. الى ذلك, عبر إتحاد مزارعي الزراعة الآلية بولاية القضارف عن بالغ ارتياحه لمسار الموسم الزراعي الحالي في الولاية، وقال نائب رئيس الإتحاد عمر حسن فاضل إنّ كل المؤشرات والدلائل تؤكد نجاح الموسم الزراعي من واقع هطول الأمطار في معظم المناطق الزراعية التي غمرت المشاريع الزراعية بمعدلات جيدة أدت لإنبات محاصيل السمسم، الذرة، زهرة الشمس، القطن المطري والفول السوداني بصورة جيدة، مشيراً الى أن المزارعين أقبلوا على الزراعة بنفسٍ توّاقة لتحقيق إنتاجية عالية رغم الفشل الذي لازم الموسم السابق الذي تكبّد فيه المزارعون خسائر جمة، وأضاف عمر فاضل بأن الزراعة تمضي على نحو جيد وهناك رغبة كبيرة من مزارعي الولاية للتمدد في أكبر المساحات الزراعية بهدف مضاعفة الإنتاج وزيادة غلة محاصيل الصادر، وكشف عمر فاضل عن ظهور بعض جيوب آفة الجراد في الفترة السابقة، مُطالباً إدارة وقاية النباتات لتكثيف جهدها للقضاء على هذه الجيوب حتى يخرج الموسم الزراعي بأقل خسائر، وشدد على ضرورة تدخل الدولة بشكل إيجابي لتوفير آليات حصاد محصولي الذرة والسمسم، مبيناً أن الزراعة ستواجه مشكلة في العمالة اليدوية مما يَتَطلّب الاحتياط بآليات لحصاد المحاصيل تكون في متناول يد المزارعين بأقساط طويلة الأجل.