(1 ( حزب الأمة القومي يتوعّد (باتخاذ ما يراه مناسباً من الإجراءات القانونية بما يحفظ له حقوقه المشروعة).. وعيد حزب الأمة جاء في سياق اعتراضه على اتّهام نائب رئيس المؤتمر الوطني، الدكتور "نافع علي نافع"، للحزب بالعلم والارتباط بالمحاولة الانقلابية الأخيرة.. الوعيد جاء مصاحباً بتوصيف أو تفسير من حزب الأمة لأسباب اتّهامات "الوطني" واعتبرها (فقاقيع يطلقها الحزب الحاكم لصرف الأنظار عن الأزمات الحقيقية التي تُعاني منها البلاد في كل المجالات).. إن صدق حزب الأمة في وعيده ورفع قضية في مواجهة "الوطني" فستكون ربما أول قضية من نوعها في تاريخ العمل السياسي في تاريخ السودان القريب.. (فقاقيع) حزب المؤتمر الوطني أو (وعيد) حزب الأمة القومي، كل ذلك مؤشر على تردي الخطاب الحزبي.. المنطق والعدل يقول إن موضوع المحاولة (الانقلابية) مُحال إلى العدالة أو هكذا يجب ولا سبيل لأن يكون محل تجاذبات ومماحكات حزبية.. حتى (الانقلاب) على السلطة في السودان أصبح واحداً من وسائل انتقال أو قل تبادل السلطة – وهي وسيلة مستهجنة - وفي النهاية سرعان ما يصبح الأمر (عادياً).. في أحد احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال لاحظ مسؤول عربي، وجود (4) رؤساء في باحة القصر وفيهم من انقلب على الآخر مبيّناً أن تلك ظاهرة لا تحدث إلا في السودان.. "عبد الرحمن سوار الذهب" الذي انقلب على "جعفر نميري" و"عمر البشير" الذي انقلب على "أحمد الميرغني".. تاريخياً معظم الأحزاب السودانية (تلوثت) يدها بالانقلابات، الحزب الشيوعي، حزب الأمة، الجبهة الإسلامية، حزب البعث العربي، وحتى الحركات الجهوية المسلحة.. (الإنقاذ) تحدثت عن (مبررات) انقلابها من وجهة نظرها، فما الذي يمنع حزباً آخر أن يتحدث عن (مبررات) من وجهة نظره؟.. "محمد أحمد" اليوم سئم المعارك الكلامية والتراشقات اللفظية، فارحموه يرحمكم الله ودعوا العدالة تقول قولها الفصل. (2) من قبل التقى الرئيسان "عمر البشير" و"سلفا كير ميارديت"، ولم تُجد لقاءاتهما فتيلاً.. آخر لقاء يحكي عن أطول اجتماعات – ربما في التاريخ الحديث – بين رئيسي دولتين حيث تجاوز مجموع عدد ساعات لقاءاتهما (12 – 15) ساعة.. اليوم لم يستبعد المؤتمر الوطني على لسان الناطق الرسمي باسمه أن يلتقي الرئيسان "البشير" و"سلفا" على هامش قمة الزعماء الأفارقة الشهر القادم.. وتصريحات الوطني يفهم منها ترحيب بمثل تلك القمة (طالما أن اللقاء يخدم مصلحة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة وحل القضايا العالقة بين البلدين)، حسب العبارات التي أدلى بها الناطق باسم "الوطني".. (ترحيب) المؤتمر الوطني قوبل بصد وترفع من قبل جوبا.. سفير جوبا لدى الخرطوم "ميان دوت وول" قال إن بلاده لم تُجرِ اتصالات بشأن الترتيب لعقد قمة بين الرئيسين.. وأردف السفير قائلاً: (وزير خارجية الجنوب نفى له وجود ترتيبات لذلك الشأن، وأوضح بالقول: (اتصلت بالوزير – وزير الخارجية الجنوبي - وقال لي ما في كلام زي دا).. ليس هذا فحسب، بل إن "سلفا" أشار في تصريحات صحفية عقب لقائه الرئيس اليوغندي "يوري موسفيني قبل يومين إلى أن الخرطوم تصرُّ على أن جوبا مازالت تدعم متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال بجنوب كردفان والنيل الأزرق وهو شيء مستحيل!!.. نفيدكم أن طائرة إسرائيلية قادمة من جوبا حطّت في مطار كاودا تحمل الدعم للمتمردين؟!. (3) في نفس الوقت الذي (أرعبتنا) فيه تصريحات وزير الصحة والقيادي البارز بحركة التحرير والعدالة عندما قال: (كل الخيارات مفتوحة أمام الحركة) وهو يتحدّث غاضباً عن (اعتداء) حكومي على قواتهم، كان الرجل يقوم بعملية إنقاذ لزميلنا الكاتب الصحفي "أبوبكر الزومة" الكاتب بصحيفة الوطن.. (رباطية) وزارة الصحة كونوا لجنة محاسبة للزميل الذي هو في نفس الوقت موظف بالوزارة لأنه كتب ينتقد الوزارة وبعض قياداتها.. الجماعة حسبوا أنهم يحسنون صنعاً وقدموا صورة من (إنجازهم) للوزير في انتظار أن يثني على صنيعهم.. لكن انقلب السحر على الساحر، وغضب الوزير "بحر إدريس أبوقردة" من ذلك الإجراء وألغى لجنة المحاسبة ورد الحافز الذي حُرم منه زميلنا، بل استضافه في مكتبه.. الوزير اعتبر أن ما كتبه "الزومة" رأي ومن حقه أن يبدي رأيه حتى في الوزير نفسه. • آخر الكلام: ديمقراطية "أبوقردة" نهج نفتقده كثيراً في وزرائنا ومسؤولينا.. التحية للوزير "أبوقردة".