(1 ( على العكس من القول المأثور (الله يكضّب الشّينة)، نقول (الله يصدّق السّمحة).. و(السمحة) هي أن مسؤول الاتصال التنظيمي بالمؤتمر الوطني "حامد صديق" قال: (إن أي قيادي وأياً كان موقعه بالحزب وأكمل دورتين لن يجدد له مرة أخرى).. لقد هرمنا حتى أكل علينا الدهر وشرب لأجل هذه اللحظة التاريخية.. هل نحن في حلم أم في علم؟.. هل سنفاجأ بتغيير اللوائح لأنها لن تقوى على مقاومة (الكلابيش) التي (تكلبش) بها البعض بكراسي القيادة؟ لأن المؤتمر العام للحزب سيقام حسب الروزنامة المعلنة في نهاية العام الحالي وعندها (يحلها ألف حلال).. هل سيذهب "عمر البشير" رئيس الحزب؟.. هل سيذهب "علي عثمان" نائب رئيس الحزب للشؤون التنفيذية؟.. هل سيذهب "نافع علي نافع" نائب رئيس الحزب لشؤون الحزب؟.. هل سيكون ذلك واقعاً حقاً ونعيش تجربة صينية في السودان؟.. حزب المؤتمر الوطني يفاخر بعلاقته بالحزب الشيوعي الصيني ويعدد إنجازاته، لكنه يتجاهل تجربته في تجديد قياداته وفقاً لنظام دقيق ولوائح صارمة.. فيما يعمل "حامد صديق" على طلاء التجربة الإسلامية في الحكم لتغطية الصدأ الذي علاها، يحاول "غازي صلاح الدين عتباني" وهو القيادي المخضرم في التجربة، كشف المزيد من المثالب لأغراض الإصلاح الذي يتبناه.. "غازي" عبر عن عدم رضاه عن ما حققته خلال (23) عاماً وهو يعقد مقارنة لصالح التجربة التركية التي تصغر التجربة السودانية بعدد وافر من السنوات.. أخطر ما قاله "غازي" هو تدني روح الحركة الإسلامية لدى الإسلاميين في العمل العام.. "غازي" أكد كذلك أن مذكرة العشرة لم تحقق أهدافها الإصلاحية لأن البعض تعامل معها بانتهازية.. إن صدق تشخيص الدكتور "غازي" وصدق في نفس الوقت المؤتمر الوطني والتزم بكلمته فإن تجديد القيادات سيأتي بعد خراب سوبا!! (2) موقف واضح لحزب المؤتمر الشعبي يحتاج لوقفة وإشادة.. الحزب هدد بالانسحاب مما يعرف ب(تحالف قوى الإجماع الوطني) إن لم تتراجع وتتبرأ قياداته من وثيقة (الفجر الجديد) الموقعة في كمبالا مع الجبهة الثورية.. السبب هو أن الوثيقة، حسب نائب الأمين العام للحزب "إبراهيم السنوسي"، بها مسعى واضح لفصل الدين عن الدولة واستبداله بنظام علماني.. كان الحزب في السابق عندما يتهم بالتحالف مع الأحزاب العلمانية لا يبالي ولا يهتم بنفي التهمة عنه لأنها جاءت من غريمه المؤتمر الوطني.. "السنوسي" قال إن (الوثيقة أدرجت مصطلحات ومسميات تبدأ بإقامة دولة مدنية علمانية وهو ما لن نوافق عليه البتة). (3) شعب كامل يقيم في السودان المبهول الحدود، أكثر من مليون أجنبي يقيمون في البلاد بطريقة غير شرعية.. هذا ما قال به مدير الإدارة العامة للجوازات والهجرة اللواء "أحمد عطا المنان".. الوجود الأجنبي المشروع فقط (50) ألف أجنبي!! هل تخيلتم حجم المصيبة؟ إنها حقيقة مُرّة تفوق الخيال والتصور.. الظواهر السالبة التي يئن من هولها مجتمعنا هي بسبب هذا الوجود المخيف.. القتل، السرقة، الاغتصاب، عصابات النقرز، التسول، وهلم جراً حيث تطول القائمة السوداء.. ما يقلق في موضوع طغيان جرائم الأجانب الذين يدخلون البلاد بطرق غير قانونية، أن إمكانات الشرطة ربما ضاقت وتضاءلت أمام حجم الجرائم والإشكالات التي يتسببون فيها.. مصدر قريب من وزارة الداخلية يقول إنه بإمكان أي قسم شرطة بالعاصمة أن يشن حملة في دائرة اختصاص وسيخرج بحصيلة هائلة من المخالفين، لكن المشكلة تكمن في أين يتم حجز تلك الأعداد المهولة؟.. أحد الضباط الكبار ذكر لي ذات مرة أن مواطناً أبلغ عن حافلة كبيرة تحمل أجانب نزلوا في بيت قريب منه، وعندما تحركت قوة لمكان الحادث لاستجلاء الأمر وجدت أن الأجانب في حالة يرثى لها من الإعياء بسبب عدم تناول الأكل طيلة مسافة التهريب، وبدلاً من مباشرة الإجراءات القانونية ضدهم انهمكنا في إغاثتهم وإسعافهم بالأكل والشرب!! آخر الكلام: لن يكتمل العرس في شارع النيل ما لم يتم (كنس) الكافيتريات الموازية للنيل الأزرق في المنطقة من كوبري توتي وحتى متنزه المقرن العائلي، لأنها تحتكر النيل، وفي كل العالم الشواطئ ملك عام.. متى تتخذ ولاية الخرطوم القرار الشجاع بإزاحة تلك الكافيتريات واستبدال شكلها الحالي بشكل يسمح بالتمتع بمنظر النيل؟!