الخرطوم : المجهر أكد الفنان "عاصم البنا" اهتمامه الكبير برحلات الصيد والقنيص التي ورثها عن أسرته الممتدة، التي اشتهرت بهذا الضرب من الرياضة والتراث السوداني القديم الذي عرف به لاحقاً الشاعر "عمر البنا" وكان يقنص بكلب شهير باسم (برميدو) وقد اشتهر بالقنيص سكان البطانة من سنوات بعيدة وعرفته عائلات كثيرة تنحدر من قبائل عربية معروفة منذ قرون سابقة وخلدت رحلاته عبر التاريخ بقصص وروايات ومؤلفات تناولت الصيد والقنيص الذي يتم في بادية السودان الغنية، إذ تحتوي البرية السودانية على (223) نوعاً من الثديات، و(871) نوعاً من الطيور ويتم القنيص عبر الكلاب (السلوقية) التي تم ترويضها قبل أكثر من (5000) سنة وهي من أسرع الحيوانات، حيث تصل سرعة الكلب الضامر إلى (80) كم في الساعة ويحافظ عليها لمسافة تصل إلى (3) أميال، وهو يقبض على الغزال حياً ولا يأكله حتى يصله صاحبه. وأبان "البنا" إلى أنه قام برحلات كثيرة للصيد والقنيص رغم ما تحمله من مشقة وجهد وسفر لكنها دائماً ما تأتي عارمة بأشعار الدوبيت والمجادعات والأغنيات، وأشار إلى الشاعر والملحن والفنان "أحمد الفرجوني" ذاع صيته في هذا المجال وسارت باسمه الركبان وهو صاحب خبرة كبيرة وتجربة لا مثيل لها خاصة في الصيد والقنيص بواسطة الكلاب، حيث عرف باقتناء السلالات النادرة ومعرفته بأسمائها وامتداداتها الأسرية من الآباء والأمهات المشهورة في البطانة، وله قصص شهيرة مع الشيخ "المُر محمد ود التوم" ناظر الكبابيش الذي طلب منه كلب أوصافه (رقيق قدوم طوال اضنيهو ماهن صر .. رهيفا جلدو زي توب السواكني الحُر .. رقيق نايبو وأبيض لونو متل الدر .. شدوقو طوال ومتل الجمرة عينو حمر). وقد اشتهر في أغنية الحقيبة كلب الشاعر "خليل فرح" الذي كان يستخدمه في القنيص وخلده في أغنية (في الضواحي وطرف المدائن) وظهر ذلك في (كلب يا جمجوم أصله خائن شوفه كيفن يبرى الملاين هبا شاله وكشح المراح). //////