حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من حدوث مجاعة جنوب السودان، وقال إن نحو سبعة ملايين يعانون من نقص حاد في الغذاء، وإن قرابة عشرين ألفا يعيشون ظروفاً أقرب إلى المجاعة. وقال المتحدث باسم البرنامج، إن ما يعيشه جنوب السودان هي مجاعة لكن ما يمنع إطلاق هذا الاسم عليها هو معايير محددة منها عدد المتضررين، وفق تقرير يرصد ظروف السكان وأسباب المجاعة وجهود الإغاثة الدولية ،مبيناً أن حوالي (2.5) مليون فروا إلى الدول المجاورة، إذ يوجد الآن مليون لاجئ من جنوب السودان في أوغندا وحدها، وهم يشكلون حوالي نصف مجموع اللاجئين في البلاد. وبين تقرير صادر عن البرنامج أن أكثر من (7.1) مليون شخص، نصف سكان البلاد، يواجهون الجوع الشديد والمميت. وبينما تستمر الحرب، يمكن أن يزداد الوضع سوءاً، كما تشير إليه بعض المنظمات الإنسانية، وكان القائمون على برنامج الغذاء العالمي ذكروا أن الوضع لم يتحسن في 2019 بل تفاقم. فرغم استتباب الأمور نسبياً، بعد توقيع اتفاق سلام أدى بشكل واسع إلى توقف المعارك في هذا البلد الغارق في النزاع منذ أواخر 2013، إلا أن تراجع فرص الوصول إلى الرغيف تستمر في التضاؤل. وقالت "هسياو واي"، من برنامج الغذاء العالمي في مؤتمر صحافي في جوبا: (في كل سنة منذ بداية النزاع، يبلغ الجوع مستويات غير مسبوقة)، وأضافت: (ملايين الناس لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية). البرنامج ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وصندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) و(بام)، ترى أن قرابة (7) ملايين شخص، أي (61%) من السكان، سيبلغون المستوى الثالث والرابع والخامس من انعدام الأمن الغذائي في يوليو الحالي، في بيان لها. ويتزامن ذلك مع الفترة الممتدة بين انتهاء محاصيل العام الماضي وقبل فترة الحصاد الجديدة، وأوضح البيان ذاته، أن الفترة بين المحصولين (بدأت بشكل مبكر هذه السنة بسبب ضعف مخزون محاصيل 2018 ،وامتدت بصفة غير عادية بسبب تأخر الأمطار الموسمية هذه السنة). كما نوه البيان بعدم الاستقرار الاقتصادي المترتب على النزاع ونزوح السكان وتزايد نسبة التضخم، وكل ذلك ساهم في تراجع فرص الحصول على الغذاء.
