* تستهويني، إلى جانب القراءة والكتابة، كل الأعمال الإبداعية والفنون الجميلة والتطبيقية، خاصة الرسم والتلوين وجميع أشكال الأعمال التشكيلية التي ظلت مكان اهتمامي منذ أيام معارض التخرج التي كانت تتحول إلى مهرجانات للثقافة والفنون نحرص على ارتيادها بانتظام. * تابعنا تطور الأعمال التشكيلية في بلادنا منذ ان ظهرت المدارس التي كنا نراها غريبة مثل المدرسة السريالية، إلى ان ظهرت المدارس السودانية مثل مدرسة (الخرطوم) ومدرسة (الواحد)، على سبيل المثال لا الحصر، وما زلنا نحرص، بقدر ما يتيسر لنا من زمن، على متابعة المعارض التشكيلية التي تقام في محاولة لاستكشاف هذه العوالم الجمالية البديعة. * الفنان التشكيلي الأسترالي الجنسية السوداني الأصل غسان عباس محمد سعيد فاجأنا في معرضه الثاني الذي قدمه بالمركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم بتجربة جديدة مزج فيها بين التشكيل والتصوير الفوتغرافي، وقدم أعمالاً مركبة تركيباً لا يخلو من غرابة، نذكر من بينها عمله الذي وضع فيه سمكة كاملة في موضع رباط العنق(الكرافتة). * أخبار عاصمة استراليا سيدني أفادت، حسب ما نشرناه أمس بالصفحة الأخيرة في خبر خاص ل(السوداني)، ان الفنان التشكيلي غسان سعيد قدم لنيل درجة الماجستير عبر أطروحته التي اختار لها عنوان (الواقع المقلوب). * المعرض الذي قدمه غسان ضمن مشروعه لنيل الماجستير كان أيضاً نقلة في عالم الفنون الجميلة استكمل بها ما بدأه في المركز الثقافي الفرنسي ولكن عبر تقنية جديدة استفاد فيها من فن التصوير الرقمي وتكنولوجيا السينما والفن التنصيبي ليقرب بعض الظواهر الطبيعية البعيدة عن ادراكنا الحسي ويجعلها في متناول أعيننا تمشي على الأرض. * لن نخوض في رؤيته الفلسفية التي استند عليها في تقديمه لهذا المعرض، الذي أدهش جمهرة المشاهدين ونال استحسانهم، ولكننا فقط نعبر عن سعادتنا بهذا النجاح الفني الذي حققه ابن من أبناء السودان في دنيا الفنون الجميلة والتطبيقية. * صحيح ان الأعمال التي تضمنها المعرض لا يمكن حسابها بالمعايير الديموغرافية، وبالتالي لا يمكن قولبة هويتها، إلا أنها تبقى إنتاجاً سودانياً خالصاً في فضاءات العولمة الفنية التي توظف مختلف التقنيات للتعبير عن مضمون الرسالة الفنية لمختلف المشاهدين في أرجاء العالم. كلام الناس - السوداني - العدد رقم 945 - 2008-07-01