* تلاحظ في الآونة الأخيرة تزايد اهتمام الإمام الصادق المهدي برد الاعتبار للثورة المهدية، وهو أمر مشروع نقدره وواجب تفرضه عليه إمامته للأنصار، ولكن من حقنا عليه أيضا أن نحتفظ بموقفنا من المهدية التي لا ننكر دورها الديني والوطني ونعلن أن حكم الخليفة عبدالله حفل أيضاً بمجموعة من الأخطاء والانتهاكات لا تختلف كثيراً عن الأخطاء والانتهاكات التي نسعى في زماننا هذا لمحاصرتها وعلاجها. * نحمد للإمام الصادق المهدي انه أعطى للجميع الحق في الاحتفاظ برأيهم في المهدية، وهذه ميزة يتميز بها الإمام الذي نشهد بأنه انتقل بكيان الأنصار بقيادة هيئة شئونها وأمينها العام الشيخ عبدالمحمود أبو إلى آفاق التنوير المعرفي والعرفاني وجعل أفئدة من الناس تهوى إليها دون عصبية أو انغلاق. * الذين استمعوا أو قرأوا خطبة الإمام الصادق المهدي في عيد الفطر لابد أنهم وقفوا عند القضايا الدينية والسياسية التي تناولها وهي قضايا تستحق في رأينا التفاكر حولها لأنها تتضمن خارطة طريق ظل يبشر بها من أجل الإصلاح الديني والسياسي والاقتصادي في بلادنا. * إذا وقفنا عند إشاراته المتعلقة بالإصلاح الديني والسياسي نجد انه نبه إلى تفرق الأمة الإسلامية إلى مذاهب وفرق تقيدها نصوص باعتبارها جوهر الدين مع إنها اجتهادات بشرية يحرسها حكام يمارسون على شعوبها إرادة الفرد المطلقة ودولها في الغالب تعاني من التسلط الأجنبي. * لذلك جدد الإمام الصادق المهدي دعوته للمشروع النهضوي الإسلامي الذي يقوم فكرياً على التوفيق بين التأصيل والتحديث, وسياسياً يقوم على الحكم الراشد الذي يكفل المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون وحرية الأديان والمساواة في حقوق المواطنة، ويقوم اقتصادياً على التنمية والعدالة الاجتماعية, ويقوم في سياسته الخارجية على التحرر من الاستيطان والاحتلال والاستغلال ويلتزم بالسلام العادل والتعاون الدوليين. * هذا البرنامج النهضوي يصلح للعمل على هديه في معالجة شأننا الداخلي لإستكمال العملية السلمية وتأمين وحدة الوطن أرضاً وشعباً ودفع استحقاقات التحول الديموقراطي. * إمام مسجد السيد علي ورد في كلام الناس يوم الخميس الماضي تحت عنوان (التاريخ ليس حكراً لحزب) اسم إمام وخطيب مسجد السيد علي الميرغني خطأ والصحيح أنه الخليفة عبد العزيز محمد الحسن لذا لزم التنويه والاعتذار للخليفة والقراء. * وكل عام وانتم بخير كلام الناس - السوداني - العدد رقم 1039 - 2008-10-04