* المتأمل لما يجري في الساحة السياسية الداخلية قد لايستوعب التداعيات الماثلة التي نشطت عمليا عقب انجاز اتفاقية نيفاشا التى اوقفت الحرب الأهلية فى الجنوب وانتقلت بالعمل السياسي خطوة متقدمة نحو الاعتراف بالآخر. * الخطوة غير المسبوقة التى قد تحير البعض ليس فقط التعامل الظاهر من جهاز الأمن والمخابرات الوطني واللقاءات التى ينظمها الجهاز علانية مع مختلف الفعاليات والرموز السياسية والثقافية والفنية والصحفية والاعلامية، وانما هي خروج الحزب الشيوعي السوداني للعمل السياسي المعلن. * ظللنا ندعو ونبشر بأهمية الاعتراف المتبادل بالآخر على هدى حقوق المواطنة التى هى حقوق أصيلة اعتمدت فى الدستور ووثيقة الحقوق وتنزلت تدريجيا فى الساحة السياسية التى مازالت فى حاجة إلى مزيد من المرونة الضرورية للاعتراف بالآخر وبكامل حقوقه العضوية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعدلية والامنية...الخ * الحوار الذى كان قد انقطع بين المؤتمر الوطني والحزب الشيوعي السوداني عاد مرة اخرى حسب افادة امين الاتصال السياسي بالمؤتمر الوطني د.مندور المهدي الذي اعلن عن وجود ترتيبات لعقد لقاءات مع الحزب الشيوعي السوداني فى غضون الايام القادمة. * نحن نثمن هذه الخطوة التى ينبغي ان تكون ضمن حوار اوسع لايستثني احدا خاصة حزب المؤتمر الشعبي، ولكننا ايضا لا نعول على حزب المؤتمر الشعبي وحده كما يزعم البعض، وانما لابد من استصحاب الأحزاب التقليدية ذات الثقل الجماهيري مثل حزب الامة القومي والحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادتيهما المعروفة للقاصي والداني وليس عبر أحزاب التوالي التى استغلت اسمي الحزبين للمشاركة فى السلطة والثروة. * ان المرحلة الانتقالية وما يحيط بها من متغيرات وتداعيات وتحديات لا تحتمل الإنفراد بالقرار وتبعاته واستحقاقاته والتزاماته وانما لا بد من اشراك الآخرين الذين يشاركون الحكومة الهم الوطني، دون ان يعني ذلك اشراكهم فى الحكم وانما من اجل الوصول الى الاتفاق القومي حول مختلف القضايا المصيرية بما فيها تأمين السلام واستكماله وتعزيز الحريات وبسط العدل والتنمية المتوازنة وتعميق ثقافة السلام والتعايش الاجتماعي بين كل مكونات الأمة. كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1138- 2009-1-13