خلاص وصلت الطيران الله يستر، وجدت نفسي اقول هذا وبصوت مسموع رغم انني كنت وحيداً عندما سمعت تصريح الاستاذ علي الصادق الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الذي يقول فيه ان سلاح الجو التشادي قصف منطقة سندو شمال الجنينة بغرب دارفور، ان يكون الرد من وزارة الخارجية فهذا نوع من ضبط النفس السوداني ولكن الامور لا تبشر بخير كثير، فالعداء المباشر بين البلدين ما هو الا رأس جبل الجليد المكون من بلاوي كثيرة. اذا العالم الخارجي (القريب والبعيد) أراد ان ينزع فتيل الحرب بين البلدين يمكن ان يفعل ذلك في (رمشة عين) لأنه لا يوجد صراع حدود أو صراع وجود بين البلدين، فالسودان وتشاد كانا أكثر البلدين تعايشاً في الدنيا. كي نوضح وجهة نظرنا هنا دعونا نأتي من الآخر، السودان لديه مشاكل في غربه المتاخم لتشاد، فهو صراع سلطة وثروة (مافي داعي للتفاصيل لأنها معروفة)، تشاد لديها مشاكل في شرقها المتاخم للسودان فهو الآخر صراع سلطة وثروة، تطور هذا الصراع ووصل مرحلة حمل السلاح في البلدين للظروف الجغرافية والاثنية، استجار أي من حملة السلاح في البلدين بالبلد الآخر. لحدي هنا الامر متفق عليه، كان السودان يأخذ حملة السلاح من أراضيه ويسلمهم انجمينا ولعل آخرهم كان ادريس ديبي الرئيس الحالي، تشاد لم تفعل نفس الشئ لأنه لم تكن هناك جماعة مسلحة لها (ذراع طويل) الوضع تغير الآن، فلم يعد السودان قادراً ان يفعل ما فعله مع ديبي كما ان تشاد لن تستطيع اسقاط الخرطوم بطريقة (الذراع الطويلة). الوسطاء بين البلدين (قطر وليبيا ومصر وامريكا وفرنسا وبريطانيا والصين) يعملون في جبهة واحدة وهي اصلاح الحال بين حكومة السودان والمعارضة المسلحة في دارفور (كلام طيب) ولكن ماذا عن اصلاح الحال بين نظام انجمينا ومعارضيها المسلحين في شرق تشاد أو غرب السودان؟ لاتوجد أية حركة في هذا الاتجاه، ثم تطور الامر فقيل انه لا سبيل لحل مشكلة السودان أعلاه الا بإعادة الصفاء بين الخرطوم وانجمينا ولم يذكر احد المعارضة التشادية المسلحة فماذا حدث؟ في بداية الاسبوع الماضي حدث اتفاق في قطر بين البلدين لدرجة ان خليل فكر في الذهاب الى افريقيا الوسطى للانطلاق منها اما تيمان اردمي فلم يكن امامه الا القيام بمحاولة انتحارية للاستيلاء على انجمينا لانه لم يعد له بقاء في السودان، فالسودان يريد ان ينتهي من هذا الصداع الى زمن بأي تمن فكان ما كان الى ان وصل الأمر مرحلة قصف سندو شمال الجنينة وبيان علي الصادق الذي قال فيه ( تشاد سوف تندم). اذاً ياجماعة الخير اذا أردنا انهاء ما بين البلدين من توتر متصاعد يجب ان نخرج من هذه الثلاثية (الخرطوم - مسلحي دارفور- انجمينا) الى رباعية (الخرطوم - المسلحين - تشاد ومسلحي تشاد) ف (القد رباعي) وليس ثلاثياً. نحن لا نتهم العالم بالتطفيف فهذا هو منطق العلاقات الدولية حيث تحكم المصالح وليس فيها (يمه ارحميني) ولكن نعيب على الدبلوماسية السودانية عدم تسويقها لفكرة ان القد رباعي وليس ثلاثياً ولكن بيني وبينكم عالمنا اليوم عالم مكشوف حال لا يعرف الخجل والا لماذا يهمل ما يجري في شرق تشاد؟ أليسوا هم بشر؟ ألا يعانون من قسمة السلطة والثروة؟ أليسو هم مسلحين لا بل واكثرجاهزية من غيرهم ؟ من يخبر عنا سمو الامير القطري والقائد الاممي بأن الجمع بين البشير ودببي وخليل واردمي هو العتبة الاولى للدخول في هذا الصيوان (ربعوها يرحمكم الله فالتثليث اثبت فشله). صحيفة الرأي العام - حاطب ليل العدد(22684) بتاريخ (17/5/2009) [email protected]