؟!! * لا أحب أن أشرح ما أكتبه هنا، ولكننى احتاج فى حالات نادرة أن افعل ذلك عندما أحس من بعض الرسائل والتعليقات أن البعض لم يدرك مغزى الحديث!! * تناولت قبل يومين تحت عنوان (حدث فى جامعة الخرطوم) قضية طالب وطالبة فصلتهما الجامعة في يوليو الماضي بسبب شكوى من أحد أفراد الحرس الجامعي اتهمهما فيها بسوء السلوك، وطالبت بإلغاء قرار الفصل وتوفير محاسبة عادلة لهما أو العفو عنهما!! * والقصة باختصار شديد للذين لم يقرأوا الموضوع، هي أن أحد أفراد الحرس رأى طالبين يجلسان داخل المكتبة الرئيسية للجامعة فاشتجر معهما وطردهما من المكتبة واتهمهما فيما بعد بسوء السلوك، فكونت لهما الجامعة لجنة تحقيق، ثم مجلس محاسبة لم تتوفر له أدلة كافية لاثبات الشكوى غير أقوال الشاكي، ولم يتح لهما الفرصة الكاملة للدفاع عن نفسيهما حسب قانون ولوائح الجامعة مما حدا بالعضو القانوني للمجلس وهو أستاذ بكلية القانون أن يعترض على إجراءات المجلس وطالب بإيقافها، فرفض المجلس الطلب، فطالب الاستاذ بتضمين اعتراضاته ورأيه القانوني حول سلامة إجراءات المحاسبة في التقرير النهائي، ومرة أخرى لم يستجب المجلس للطلب وأعد تقريره النهائي ورفعه في جلسة غاب عنها أستاذ القانون بدون ان يعطي اعتبارا لاعتراضاته وآرائه المخالفة، وكانت النتيجة فصل الطالبين من الجامعة بقرار من مدير الجامعة بالانابة، بناء على ذلك التقرير الذى غابت عنه معلومات في غاية الاهمية!! * هذه هي القصة التي تجعل أي شخص لديه فطرة سليمة وأدنى إلمام قانوني يكتشف أن قرار فصل الطالبين يتناقض مع مبادئ العدالة والقانون التي تقتضي توفير كافة الفرص للمتهم للدفاع عن نفسه، بالإضافة الى إلزام الشاكي باثبات شكواه بأدلة قوية، خاصة فيما يتعلق بأعراض الناس حتى لا يؤخذ الناس بالشبهات ولا يظلم انسان بريء، وهو ما نزلت به كل الشرائع السماوية وقضت به كل القوانين التي تتناسب مع الفطرة السليمة، وفي الدين الاسلامى الحنيف وفي القوانين السودانية، وفي قانون جامعة الخرطوم نفسها الكثير الذي يمكن أن يستدل به في هذه الناحية!! * بناءً على ما تقدم، كتبت ما كتبت وطلبت ما طلبت حتى تتحقق مبادئ العدالة، وأولى جهة بذلك هي جامعة الخرطوم بحكم موقعها المتقدم في المجتمع السوداني حتى تضرب المثل للآخرين، أما العفو فهو قيمة دينية وانسانية كبيرة لا يختلف عليها اثنان خاصة في قضية لم يتضرر منها أحد وتتعلق بمصير ومستقبل شابين في مقتبل العمر يجب ان نجد لهما العذر إذا ارتكبا خطأ، بدلا عن تدميرهما! * أرجو ان أكون قد نجحت فى توصيل رسالتي للذين فهموا خطأ انني أدافع عن الطالبين في مواجهة منتسب الحرس او جامعة الخرطوم، فالقضية أعمق من ذلك بكثير!! [email protected] جريدة السودانى، 22 أغسطس، 2009