!! * بتاريخ 6 يوليو الماضى أصدر السيد مدير جامعة الخرطوم بالانابة البروفيسور صديق حياتي قرارا بفصل طالب وطالبة من الجامعة تحت المادة (16) من قانون الجامعة، والنظام الأساسي لسلوك ومحاسبة الطلاب، بدون أن تتاح لهما الفرصة الكافية للدفاع عن نفسيهما، بالاضافة الى التجاوز الواضح للقانون والنظام الاساسي في إجراءات مجلس المحاسبة !! * أصل الحكاية أن أحد أفراد الحرس الجامعي رأى الطالبين يجلسان داخل المبنى الرئيسي لمكتبة الجامعة يستذكران دروسهما، فافتعل معهما مشاجرة لخلافات قديمة حسب الطالبين وأصر على طردهما من المكتبة ثم لحق بهما في الشارع الرئيسي للجامعة (المين رود)، ووجها لهما بعض الاساءات الشخصية، ثم تقدم بشكوى ضدهما يتهمهما بسوء السلوك!! * تكونت لجنة تحقيق موجزة استمعت الى الطالبين ثم حولتهما الى لجنة محاسبة لم تعطهما الفرصة الكافية للدفاع عن نفسيهما، ولم تسمح لهما بالاستعانة بأحد لإسداء النصح حسب المادة (15) من النظام الاساسي لسلوك ومحاسبة الطلاب الأمر الذي دفع عضو لجنة المحاسبة واستاذ القانون الذي يمثل الجانب القانوني في اللجنة برفض الاجراءات التي اتبعتها اللجنة ومطالبته بإيقاف المجلس فقوبل طلبه بالرفض فطالب بتضمين رأيه المعارض في تقريراللجنة، وقوبل طلبه بالرفض للمرة الثانية، وعقد الاجتماع الأخير ورفع التقرير الى عميد الطلاب في غيابه، ثم جاء قرار الفصل النهائي بعد يوم واحد من رفع التقرير الى المدير بالانابة بواسطة عميد الطلاب في الخامس من يوليو السابق!! * ليس ذلك فقط، بل لم يسمح للطالبين بحق الاستئناف بالطرق القانونية السليمة الذي تعطيه لهما المادة (35) من النظام الاساسي لسلوك ومحاسبة الطلاب، وجاء القرار متعجلا على طلب الاستئناف بأن (يبقى الحال على ما هو عليه) !! * كل تلك أخطاء واضحة تبرر إلغاء قرار الفصل وإعطاء الطالبين الفرصة ل(محاسبة عادلة) تتوفر فيها كل متطلبات العدالة، أو على الاقل إعادة النظر في القرار من ناحية انسانية، فلا يعقل تدمير مستقبل وحياة طالبين على أعتاب التخرج وما يترتب عن ذلك من آثار اجتماعية ونفسية ضارة بهما وبأسرتيهما، بسبب تهمة لا ترقى لمستوى الفصل!! * ننتظر من جامعة الخرطوم ومديرها البروفيسور مصطفى إدريس قرارا شجاعا يراعي مصلحة الطالبين ويضع حدا للأزمة النفسية الشديدة التي يعيشانها، ويثبت عظمة الجامعة التي ظلت دوما تترفع عن الصغائر!! [email protected] جريدة السودانى، 20 أغسطس، 2009