رغم أنني من المذيعين الذين يستخدمون \" اللغة الثالثة \" اي المزيج مابين الفصحى والعامية ولكني في كتاباتي وحتى في عملي التلفزيوني أحرص جدا على أن تبقى العربية هي المسيطرة على أدائي .... ومن يتعمق جيدا بما يقرأ ويسمع ويُشاهد سيرى أن هذه اللغة العظيمة ( لغة القرآن الكريم ) تتعرض للإغتيال على يد الكثيرين ليس فقط من المشتغلين في وسائل الإعلام المختلفة بل من قبل كل من يستخدم هذه اللغة .... وبما أن ثقافة المواطن العربي ( في معظمها ) تأتي من الجرائد والشاشات لهذا فمن الخطورة أن نسلم المايك أو القلم لمن يعتقد أن ( جرير ) هو صوت الماء وأن ( الفرزدق ) يقرب ( للفستق الحلبي ) وأن ( الجلمود ) الذي تحدثت عنه الخنساء هو ( جيلي بس تركناه طويلا في الفريزا ) ؟؟؟ سبب الكلام أن أحد الصحفيين أجرى معي حوارا ( الله يجعله حوار ) وأرسله لي على الإيميل كي أقرأه قبل نشره ... وللأمانة فقد تعبت كثيرا حتى عرفت ماذا يقصد الأخ من بعض العبارات ... فمثلا هو كتب أن زوجتي ( فئل خير عليّ ) ... وصدقوني أحترت كثيرا قبل أن أعرف أن قصده هو ( فأل ) خير ... وكتب أيضا أنني أحرزت ( أربعة جوائز ) هذه السنة علما أن تأنيث الارقام وتذكيرها بات من ( المنقرضات ) ... وكتب جملة عني في مقدمة لقائه أستعيرها منه : \" يحل اليوم ضيفٍ على مطبوعاتنا مزيعا مميزا زو ثقافة عالية نلمسها من خلال برنامجه اليومي على الشاشة الذي يدعوها الأحلى والأكمل والأجمل .. إنه مصطفى الآغا ومعه قضينا دقائق وسواني لطيفة عرفنا في نهايتها أن شخصيته على الشاشة هي زاتها خارجها \" .... وحرصا على قلوب المخضرمين من أساتذة اللغة العربية أتوقف عن تكملة المقدمة حتى لا أتهم بالقتل غير العمد ..... للأسف كلٌُ يكتب على ليلاه وأنصاف وأرباع المثقفين باتوا يحتلون مراكز قيادية وكل من هبّ ودبّ بات يُساهم بقصد أو بدون قصد في إغتيال لغتنا - التي كانت جميلة - قبل أن يتم تشويهها . لقد بات جرّ الفاعل ونصب المضاف إليه و ذبح التمييز بالضمة عمليات روتينية تشبه الضربات الأسرائيلية على أهلنا في فلسطين ويتم خلالها أغتيال المطلوبين أمام أعين أطفالهم وزوجاتهم .. و مع هذا تمر الأخبار مرور الكرام ... لأن جلدنا تمسح من كثرة الضرب .... أعترف أن إبني \" كرم \" لا يتحدث العربية وأنا أتهم نفسي وأحاكمها واحكم عليها بالإدانة وأعترف أن مجامع اللغة العربية لم تستطع أن تُقنع المواطن العادي بصوابية خياراتها أو لنقل بجاذبية تعريباتها ونعترف أن سوية مُعلم اللغة العربية في بعض المدارس قد لاتصل لسوية معلم الشاورما في أي سوق شعبي ولنعترف أن بونجور ومرسي وسانكيو أحلى من صباح الخير وشكرا لدى البعض الكثير وأن عبارات مثل ( مَسّجلي ، ومس كول مي ، وغوغلني وسي يو ... ) باتت زادا يوميا لنا ... وأعترف أن عبارة ( ابعتلي ماسيج ) قد تبدو ألطف من ( أرسل لي رسالة نصية ) ولكن هذا لايعني أن نخلط شعبان برمضان فيكون الناتج لغة هجينة لا اصل لها ولا جذور ولا ملامح ولا قواعد ولا مستقبل ... بإختصار لغة \" كل مين أيدو .. إلو \" ... يجب أن نتساعد جميعا لنصرة اللغة العربية ومن لا يتفق معي بالرأي وأنا واثق أنهم كثر فليرموا مقالاتي ( هزه ) في أقرب \" ربش بن\" ويعتبروها نيفر أنكتبت .... مدونة مصطفى الآغا - MBC [email protected]