أعتقد جازما أن عبارة \" احترنا يا قرعة من وين بدنا نبوسك \" هي الجملة الأكثر تعبيرا عن حالة الذهول التي تنتابني وأنا اتابع ردود الفعل على مقالاتي ومقالات غيري في \" تشرين الرياضي \"وبقية المطبوعات السورية ... يبدو لي أن الشارع الرياضي إما ملّ من الكلام أو ملّ من المتكلمين أنفسهم أو ملّ من حالة الإحباط التي يعيشها منذ سنوات طويلة أو ملّ من الإعلام الرياضي المحلي أو حتى ملّ سماع نفس العبارات المتكررة على السنة مختلفة وبات بالتالي متشككا في قبول أية فكرة لأنها يربطها مباشرة \" بكلمة تنظير \" وبات رافضا لأي حل لأنه أما \"غير وارد التنفيذ او سيحتاج خمسين سنة لتنفيذه أو سيضعه تحت بند حكي جرايد \" وعلاك فاضي \" .... هنا نصل إلى درجة خطيرة من سيطرة التشاؤمية على الوعي الجمعي للبشر ويبدو أن عجز وسائل الإعلام على إختلاف تبعياتها وميولها ودرجة انفتاحها وإنغلاقها على إحداث تغيير جذري أو طفيف على الحالة الرياضية وسيطرة نفس الوجوه على الطيف الرياضي في كل المحافظات وعلى كل المستويات قد خلق نوعا من ( اللامبالاة ) الجماهيرية تجاه كل ما يُكتب ..... فإن طالبنا بهدم ملعب العباسيين ( الدولي ) لأن كلمة دولي منه براء براءة الذئب من دم يوسف ... قالوا لك أن البديل يحتاج سبعين سنة ليتم بناؤه وبالتالي سنخسر الأثنين الحالي والمُفترض أن يرى النور لهذا فالإقتراح غير وارد وإن طالبنا بوزارة للرياضة قالوا إن نفس الوجوه ستسيطر على المناصب وستكون الواسطة هي المعيار الوحيد للتوظيف عداك عن الفساد ( المفترض ) .. وإن طالبنا بالإحتراف الحقيقي وإبتعاد الحكومة أو الجهات الرسمية نهائيا عن المسألة الرياضية قالوا شفناك فوق وشفناك تحت وشاهدناك يوم كنت في البلد وكنت \" لا تسترجي \" أن تفتح فمك ؟؟؟ ورغم عدم صحة هذه الكلام والدلائل موجودة والمقالات مازالت في الارشيف ولكن كل الظروف تغيرت وهل يجب أن نقف ضد الإنفتاح والتغيير وهل نمنع الآخرين من تصويب مواقفهم ؟؟؟ غريب أمركم إن بقي الإنسان على أفكاره القديمة قلتم عنه إنه متخلف ولايواكب الحضارة وعقليته رجعية ومنافق وإن تغير وواكب مايحدث في الكون قلتم هل نسي كيف كان وكيف أصبح ؟؟؟ وإن أعطينا الحلول قلتم هذا تنظير وكلام أشخاص مبتعدين عن الواقع وإن حاولنا المساعدة بفكرة قلتم \" دق المي بتضل مي \" وإن لم نكتب قلتم \" هؤلاء من نسوا أوطانهم وباعوها بالرخيص \" وما اسهل أن نطلق الأحكام على الآخرين ... أجمل تعليق قرأته على مقالة لي حملت عنوان \" أعطوهم فرصة ثم حاسبوهم \" وكنت أتحدث عن المكتب التنفيذي الجديد ... ماكتبه شخص وضع لنفسه اسما مستعارا \" حزين بس واعي \" وقال في العنوان بلا الآغا بلا بطيخ .... وأنا أوافقه الرأي تماما .... فالبعض الكثير ممن يُعلقون على مرحلة هي الأخطر في تاريخ الرياضة السورية قد يفهمون في المنطق تماما كما أفهم أنا في الحكم على البطيخ .... وللأسف فإن كلمة الحق جارحة في كثير من الأحيان وهذه الجملة الأخيرة ستكون سلاح كل من سيعلقون سلبا على هذه المقالة أيضا لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم هم المعنيون بها ... وهم فعلا من قصدتهم بكلامي .... مدونة مصطفى الآغا - MBC.NET [email protected]