سال الكثير من الحبر وقيل الكثير عبر الفضائيات وسيُقال أكثر عن احداث \" زعبيل \" بين النصر السعودي والوصل الإماراتي في إياب نصف نهائي كاس الاندية الخليجية .... شخصيا تناولت الموضوع في أربع حلقات ويبدو أنني في الطريق للخامسة والسادسة عطفا على المستجدات التي تحدث بين ساعة واخرى .... وشخصيا أنا مع تبريد الاجواء المحتقنة وحصرها ضمن الأمور الرياضية مع الحق بالإختلاف والإعتراض للجميع ( وبقاء موضوع الأخوة العربية وصفاء العلاقات بين الاندية الإماراتية والسعودية على حالته السابقة ) لأن حادثة واحدة من بضعة أفراد يجب أن لا يتم تعميمها على كل المستويات ويجب أن يتم حصرها وحصارها لا زيادة مساحتها .... لأنه وقتها سيعم الغلط بين فعل وردة فعل وسنتوه عن النقطة الاساسية والشرارة التي أشعلت فتيل كل الاحداث وهي دخول بعض الجماهير أرض الملعب والسلوك غير المفهوم لرجال الشرطة الذين تعاملوا مع الحادثة \" بليونة وصلت حد التعجب \" ..... وهو ليونة قد تنعكس سلبا على غيرها من المباريات واللقاءات الحساسة إن لم يتم الضرب بيد من حديد على كل من نزل ارض الملعب كائنا من كان ..... ومهما كانت فعلة الطبيب المعالج ( مستفزة ) كما قال البعض في الجانب الوصلاوي إلا أنهم نفسهم ادانوا وأستنكروا سلوك بعض المشجعين ونزولهم لأرض الملعب ومنهم رئيس النادي محمد احمد بن فهد الذي أرسل بخطاب أعتذار رسمي يستنكر فيه كل ماحدث ....وما الحوار الراقي الذي دار بين فهد خميس عضو مجلس إدارة نادي الوصل والأمير الوليد بن بدر عضو شرف النصر عبر\" صدى الملاعب\" إلا دليل على ان الحادثة مدانة من الجميع وأنها يجب ان لا تمر مرور الكرام وحتى فهد خميس قال إن إدارته ستقبل أي قرار حتى لو كان تخسيرها المباراة قانونا 3/0 لأن العلاقة مع نادي النصر اسمى وارقى من نتيجة مباراة مهما كانت درجة أهميتها .... أكتب هذا الكلام قبل صدور القرار النهائي للجنة المنظمة وهو لو كان بتثبيت النتيجة على حالها وتغريم الوصل ماديا وإجراء مباراته المقبلة بدون جمهور او خارج ملعبه فهو سيعني حسب تصريحات الامير فيصل بن تركي غياب النصر عن أية بطولة خليجية مقبلة وهو ما لا أتمناه لأية بطولة أن تفقد ثقة المشاركين بها وان تصبح عرجاء بعد 25 سنة من قيامها فنحن نطالب بتطويرها وبقائها وتحديد هوية المشاركين فيها لأننا سئمنا من عدم أنتظام البطولات العربية مقابل إنتظام بطولات كؤوس الخليج للأندية والمنتخبات وماحدث هو حتما أمر غريب على الملاعب الإماراتية بهذا الشكل والمضمون وأقول ( كما حدث في زعبيل ) لان هناك حوادث سابقة ولكنها كانت خفيفة طفيفة لم تؤثر لا على نتيجة ولا شكلت خطرا على حياة المتواجدين على أرض الميدان .... ماحدث يجب أن يكون درسا نستوعبه ونبني عليه إيجابيا وليس سلبيا ولا بالمطالبة بإجهاض هذه البطولة وإنهاء مسيرتها لأننا لو نظرنا إلى كل خطا يحدث على أنه كارثة تستوجب قرارات ( كارثية ) لمنعنا كرة القدم نهائيا بعد مأساة حادثة هيسيل التي رافقت مباراة ليفربول ويوفنتوس عام 1985 في نهائي كاس أندية اوروبا والتي ذهب ضحيتها 39 شخصا ولكن الأوروبيين إستفادوا من دروسها في بناء منشآتهم وزيادة الإحتياطات الأمنية في الملاعب وإلزامية حدودها الفاصلة بين المشجعين ومراقبة المشاغبين بكاميرات خاصة ومنعهم حتى من السفر مع أنديتهم وتعميم أسمائهم على دول الإتحاد الأوروبي حرمان ليفربول سنوات من المشاركة أوروبيا في درس مؤلم ولكن مفيد للأجيال التي تلت المأساة .... مدونة مصطفى الآغا - MBC.NET [email protected]