بما انني لست من طوال القامة ولا ممن حباهم الله سنتيميترات أضافية يرون فيها الحياة من منظور أعلى من منظوري لهذا فإن أي امر يتعلق بقصار القامة يهمني رغم أنني لست قصيرا بالمعني الحرفي للكلمة بل طولي طبيعي حسب ما أعتقد ( أن هكذا خُيل لي ) ... ولكن عندما كنت في أوروبا وتحديدا في السويد وألمانيا شعرت أنني فعلا ابتعد بمسافات كبيرة عن الآخرين ... ومركز الرؤية لدي كان للاعلى دائما .... عموما وبما انني لست الوحيد في هذا العالم الذي لايعتبر نفسه طويلا أو يعتبره الآخرون قصيرا لهذا فقد لفت انتباهي تقرير أصدره نادي السيارات الأوروبي وفيه معلومة خطيرة جدا تم أكتشافها بالصدفة وهي أن قصار القامة معرضون للوفاة في حالات الإصطدامات القوية أكثر من نظرائهم طوال القامة والنسبة تقترب من 50% بالمئة بين النساء منها للذكور أي نسبة النساء المعرضات للموت من الحوادث هي خمسين بالمئة زيادة عند قصيرات القامة منها عند الفارهات ( بدون الكعب العالي لأنه لا يعتبر جزء من تكوين المرأة وطولها الطبيعي ) ... وهو لايفيدها أساسا في حالة القيادة لانه تكون جالسة وليست واقفة ... الكلام ليس ضحك على الذقون ولا( حكي جرايد ) بل هو كلام جدي جدا من قبل الأخ سيغفريد بروكمان رئيس مركز ابحث الحوادث في شركات التأمين الأالمانية وأنا واثق ترليون بالمليون أن مثل هذا المركز ليس موجود عندنا في الدول العربية ولم نسمع عنه ولن نسمع عنه في القريب العاجل ولا البعيد الآجل لأن علاقتنا بالابحاث والدراسات ودرجات الأهتمام بالمدعو ( المواطن العربي ) مثل علاقة كوريا الشمالية بأختها الجنوبية أو علاقة الضرة بضرتها والحماية بكنتها ( البعض قد يقرأها كنبتها وأحيانا لافرق لدى الحماية القوية بين الكنة والكنبة ) ... المهم أن الكلام تم أثباته بعد دراسة 200 حادث مروري قوي وبعد معاينة الضحايا تبين ان القصار هم من اكلوها فعليا فيما نفد الطوال بجلدهم وبأقل الأضرار الممكنة ولكن وحتى يكون كلامي دقيقا وأمينا فهم لم يدرسوا حالات بشرية بل وضعوا دمى ( تشبههم في الطول وبعض الدمى التي تشبه قصار القامة مثلي لأغراض التصدير الخارجي ) فتبين ان حالات التضرر الأكبر تفوق خمس مرات لمن هم قريبون من عجلة القيادة جسمانيا عن أولئك البعيدين عنها وهم الطوال لأن القصار يكونون ملتصقين تقريبا بعجلة القيادة ... الامر لم ولن يمر مرور الكرام بالنسبة للعالم الغربي فهو أن لم ينتبه لمثل هذم المخاطر فقد يدفع الملايين كتأمين لحالات الوفاة التي يمكن تجبنها لو تم تطوير طرق تحمي قصار القامة أو بزيادة الاقساط على القصار كونهم حالات خطرة وحوادثهم قد تكلف هذه الشركات الشئ الفلاني .... علما أنني قرأت أن قصار القامة معرضون بسنة مرة ونصف للإصابة بالجلطة أكثر من الطوال ... ولكن ما أفرحني تقرير يقول أن القصيرات ينجبن أطفالا أكثر من الطويلات والقصار جذابون ومرهفو الحس عكس الطوال ؟؟؟... على كل يبقى ان عزاءنا الوحيد هو بعض القصار النوابغ في هذا العالم مثل نابليون وتوم كروز وساركوزي ومارادونا وميسي وآخرون لا استطيع ذكر أسمائهم .... مدونة مصطفى الآغا - MBC.NET [email protected]