يتعرض العاملون في بعض شركات الحراسة الخاصة الى ظلم كبير في شروط خدمتهم وحقوق ما بعد الخدمة بما يخالف المبادئ الانسانية وقوانين العمل الوطنية والدولية .. فالمرتبات التي يتقاضاها معظمهم بخسة لا تغني من جوع مقارنة بساعات العمل.. كما ان فترة العمل نفسها تزيد بكثير مما نصت عليه القوانين ..!! * بعض هذه الشركات تعمل بنظام (يوم بعد يوم) اي يوم عمل ويوم راحة، حيث يعمل الموظف لمدة اربع وعشرين ساعة متواصلة ثم يرتاح اربعا وعشرين ساعة وهكذا وهو بالطبع نظام يخالف القانون فأقصى فترة عمل يمكن لجهة عمل ان تلزم شخصا بها هى ثماني ساعات يوميا !! * اذا حولنا نظام ( يوم بعد يوم) الى نظام يومي لاكتشفنا مدى الظلم الكبير الذى يقع على العاملين في هذه الشركات، فالشخص يعمل لمدة 12 ساعة يوميا وسبعة ايام في الاسبوع وثلاثين يوما فى الشهر بدون اجازات او عطلات وهو بالطبع امر لا يمكن لشخص ان يحتمله الا اذا كان سيوبرمان !! * ولكي أكون منصفا فان بعض الشركات تتبع نظام الثماني ساعات يوميا، ولكنها لا تهتم بموضوع العطلات والاجازات ولا تعطي المقابل المادي المطلوب للعمل في ايام العطلات الرسمية حسبما تنص عليه القوانين المحلية والدولية، بل تعتبره يوم عمل عادي وهو ظلم كبير ..!! * ثم ما هو أسوا بكثير من ذلك وهو حقوق ما بعد الخدمة التي يحرم منها معظم العاملين في هذه الشركات مهما طالت فترة عملهم .. أو كما قال لي احدهم: ( تعال ألبس واشتغل، إنتهيت من الشغل.. اوكي مع السلامة) .. أي ان تشتغل اربع أو عشر سنوات ثم تخرج ( كما ولدتك أمك )، بربكم هل هذا عدل ؟!.. * حتى بطاقة إثبات الشخصية الخاصة بالشركة، يدفع فرد الحراسة ثمنها من جيبه .. والا ذهب الى بيته في الحال وأتى غيره.. هل هنالك استغلال لحاجة الانسان وضعفه أكثر من هذا المسلك، وأين؟ في الدولة الحضارية .. دولة الشريعة والعدل ؟! * وللعلم فان عقد أية شركة مع الجهات طالبة الخدمة لا يقل عن ( 1200 جنيه) مقابل فرد الحراسة الواحد لا يزيد نصيب الفرد منها عن ( 250 – 300 جنيه) ، أي ان الشركة تربح مقابل الرأس آسف لاستخدام هذا التعبير أكثر من ثمانمائة جنيه، وتتحجج بأنها ملزمة بتعويض الخسائر التي تنتج عن اهمال او تفريط منسوبيها في اداء اعمالهم، مع ان التجربة الطويلة أثبتت ان الخسائر تكاد تكون معدومة ..!! * لا يغركم الهندام الأنيق للعاملين بشركات الحراسة الخاصة، فانه يخفي وراءه أرتالا من المآسى ..!! مناظير - صحيفة السوداني [email protected] 14/10/2010م