وقفت سيارة فارهة أمام محل تجاري في أحد أسواق بغداد ونزل منها رجل بهي الطلعة حسن الهندام، وطلب تزويده بعشرة كيلوجرامات من الآيس كريم، فلما أبدى صاحب المحل تعجبه من ضخامة الكمية المطلوبة، قال له الرجل المهندم: إن لديه قرداً ذا مواصفات خاصة وله غرة على جبينه، لابد أن يأكل كمية كبيرة من الآيس كريم يوميا... وبعدها ببضعة أيام وقفت سيارة أخرى أكثر \"فراهة\" أمام المحل نفسه، ونزل منها شاب أنيق وطلب أيضاً 24 كيلوجرامات من الآيس كريم، فتساءل صاحب المحل عن السر، فقال له الشاب إن معه بالسيارة قرداً متميزاً يعشق الآيس كريم فألقى صاحب المحل نظرة متطفلة على القرد وفوجئ بأنه القرد ذو الغرة الذي حدثه عنه الرجل الآخر قبل بضعة أيام. ودفع حب الاستطلاع صاحب المحل لطرح المزيد من الأسئلة حول القرد، فقال له الشاب: إن ذلك الحيوان من أصحاب الكرامات والبركات، وأن مجال تخصصه الأساسي هو اصطياد الطيور، وأنه قادر على اصطياد نحو مائة من طيور الحبارى يوميا! وهنا عرض بائع الآيس كريم أن يشتري القرد، ولكن الشاب الأنيق رفض ذلك في إباء وشمم قائلاً: إن القرد لا يقدر بثمن. ولكن التاجر ألح في الطلب، فرق له قلب الشاب، وعرض بيعه نظير 50 مليون دينار أي نحو 18 ألف دولار أمريكي، وفرح التاجر بصفقة العمر التي ستشبع عنده هواية القنص بأسلوب مبتكر، يتيح له أن يتاجر في لحوم طيور القنص النادرة... وبلاش خالص من بيع الآيس كريم \"لأنه يسبب الرطوبة للمفاصل\" في اليوم التالي أغلق محله وهاجر بالقرد إلى جنوب العراق حيث الصيد الوفير، وأطلق العنان للقرد المبروك بعد أن حدد موقع سرب من طيور الحبارى السمينة، وما أن شاهد القرد الطيور حتى قفز وحط على كتف صاحبه الجديد... حاول الرجل أكثر من مرة أن يقنع القرد بأنه ليس هناك ما يدعوه إلى الخوف من الطيور، ولكن مفيش فايده! باختصار اتضح أن القرد كان حيواناً لم يكمل تطوره حتى بالمقاييس الداروينية (بالمناسبة: إذا كان الإنسان قد تطور ونشأ من القردة فلماذا لاتزال هناك قردة في عالم اليوم؟)! باختصار: بإمكان من يريد مشاهدة ذلك القرد المستهبل أن يزور سوق الغزل في بغداد ليرى الرجل جالساً شارد الذهن في مدخل السوق وإلى جواره القرد الذي ذهب بماله وعقله! وغدا بإذن الله أحدثكم عن الهبل الإفريقي في مجال \"الكرامات والمعجزات\". أخبار الخليج - زاوية غائمة [email protected]