في معرض تعليقه على نتيجة امتحانات مرحلة الاساس، خلال مؤتمر وزارة التربية الذي عقدته لاعلان النتيجة، افاد احد مسئولي الوزارة بان عدد الاناث المتفوقات اكثر من ثلاثمائة من اصل الخمسمائة الذين نالوا نواط الجدارة في سبق التميز الاكاديمي .. علّق المسئول بقوله (هذا يعني ان النساء قادمات) !! (تحميدنا) من ربان سفينة الامتحانات (حمّيدة) بمقدم بشارات عصر النساء، لم تكن الاشارة الاولى .. وليس في السودان فحسب، ففي كل انحاء العالم صار العامل المشترك الاعظم بين رواد التميز الاكاديمي، انهم من الجنس الناعم .. طلة سريعة لاحصائيات صديقي الصدوق (قوقل) اطلعتني على نتيجة مذهلة، ففي توارد خواطر اقليمي توالت تعليقات رواد المواقع الالكترونية في كل من البحرين .. قطر .. الامارات .. مصر ..وو كلها تتناول بلسان الدهشة الزيادة الكبيرة جدا جدا، في اعداد المتفوقات في امتحانات الشهادة في تلك البلدان، أمام تناقص اعداد المتفوقين الذين صاروا يعدون باصابع اليدين كما الحال في البحرين مثلا التي بلغ عدد المتفوقات فيها اكثر من مئتين طالبة مقابل تمانية عشر طالبا !! الصدفة الغريبة، انني تابعت حلقة من حلقات (اوبرا) في الاسبوع الماضي، استضافت فيها (دان أبرامز) مؤلف كتاب جديد احدث ضجة كبيرة في امريكا سماه ( man down) ومن اسم الكتاب نستبين انه يبشر بزوال دولة الرجل، واستقبال عهد النساء، فحسب شهادة (دان أبرامز) التي وثقها في كتابه باحصائات دقيقة (جدا)، أفاد بأن المرأة هي الأفضل من الرجل في كل المجالات، بدأ من مجال عمل الشرطة، الجاسوسية، وقيادة العالم سياسيا وكمديرات لصناديق الائتمان وعمل البنوك وادارة الاقتصاد .. مش كده وبس يا شباب بل أفاد – لا فض فوه – بأنه ثبت (علميا) ان النساء متذوقات ل (البيرة) افضل من الرجال كحالهن في المقامرة والمراهنات .. اها تمشوا وين عاد تاني يا اولاد ادم ؟!! النسوان فايتنكم حتى في السكر ولعب القمار !! ناكفته (أوبرا) بأنه من المؤكد قد صار عدو الرجال الاول بعد صدور الكتاب، فأجابها بأنه قد استعد لحربهم ب (الوثائق) يعني الزول مالي خشمو وما بتكلم ساي .. وعندما سألته عن شيء لا تتفوق فيه النساء على الرجال مثل (قيادة السيارات) لخوفهن، افحمها بأنه من خلال الاحصاءت (برضو) فاعداد النساء اللاتي تتعرض لمخالفات الطريق والحوداث (لا تذكر)، مقابل اعداد السائقين الرجال، وان خوف النساء من القيادة كان له اثر ايجابي في التزامهن بقوانين المرور .. تاني عاد في كلام ؟!! يا جماعة الخير العصر الجاي علينا ده عصر النساء .. وبكده يا دوب الامور حا تعود ل مجراها الطبيعي .. حتى الطبيعة بتقول كده .. فى مملكة النحل الملكة انثى والذكور هم الخدم والحشم والملقحين، وفى مملكة النمل برضو الملكة انثى والذكور يقوموا ويقعدوا في سبيل راحتا وخدمتا .. بدون هزار، وعودة لموضوع التفوق الاكاديمي للبنات، اعتقد ان للنساء صبر ومقدرة على التركيز اكثر من الرجال، والاهم ان معظم (البنات) المتفوقات نالن تفوقهن بسبب التزامهم بنبذ مباهج العولمة والدنيا ام بنايا قش، والجلوس في بطن البيت للمذاكرة والتحصيل بذمة، على العكس من الشباب الذي (يقطّع نفسو قطيع) حتى يستطيع ان يقتطع لمذاكرته ساعة ساعتين في اليوم ده لو ما كان في الاسبوع بحالو .. كقول امي (عليها الرحمة) عندما ترى تسيب شقيقي وهروبه من المذاكرة تاركا كتبه مبعثرة على السرير: هي يا اخياني عاد الكتب دي بتقرا روحا براها ؟! شيء تاني، الشباب..للأسف اغلبهم (إلا من رحم ربي) لازال ينظر للمستقبل بنظرة سوداوية ملؤها اليأس .. أفق مستقبل الوظيفة الاضيق من خرم الابرة والنظرة السلبية للامور لا تساعدهم على شحذ الهمم واستحمال (هجرة القراية)، على العكس من البنات اللاتي في الغالب يعشقن التفوق والتميز في حد ذاته، بالاضافة لروح التنافس التي تزيد من الرغبة بالتعلم والحصول اعلى الشهادات .. حقيقة أخيرة، الزمن ده مافي يد مدرسة براها بتصفق .. لابد يد الام في البيت تعينا على الصفقة .. اذاعة اسماء الامهات في نتيجة التفوق تأكيد على حقيقة ان النجاح تصنعه الامهات بخلق الجو المناسب للتحصيل، والمساعدة في شرح الدروس والسهر بجانب ابنائهن الممتحنين وكأنهن هن من سوف يجلسن للامتحان .. في الحتة دي البنات بيقعدوا لامهاتهم عشان يساعدوهم في القراية بينما يتهرب الابناء من (العصرة) بحجة: ماشي اقرا مع صحباني .. أها خموا وصروا البنات فاتوكم في القطار الفات !! منى سلمان الراي العام [email protected]