ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المطلوب بروسترويكا صحفية من دكتور نافع علي نافع...!! - 2
نشر في النيلين يوم 07 - 07 - 2011

المطلوب بروسترويكا صحفية من دكتور نافع علي نافع...!!
لماذا لا ننشيء مدرسة لطفي الإقتصادية
2-2
بعد تلك الرحلة الطويلة مع السياسة نرجع إلى مدرسة لطفي الإقتصادية والصحفي عثمان ميرغني!!
شكرا لهذه السنة التي قضيتها في الخرطوم، والتي بينت لي الكثير من الحقائق التي تفوت على المغتربين. صحيفة التيار أحد الصحف التي زرتها في أكتوبر 2010م بنية نشر كتابي الذي ألفته على حلقات، وأسمه: جهاز الإحتياطي الفيدرالي وبنك أنجلترا على طاولة التشريح السودانية. لا توجد ما بيني وبين عثمان ميرغني علاقة سابقة لصيقة، يعرفني وأعرفه من البعد ولم يحتك كلانا ببعضنا البعض، فكانت فرصة لكل منا فهم الأخر، وأجزم أنه قلل من خبراتي رغم أنه بلا شك قرأ لي مقالات سابقة. إضافة للكتاب الذي ألفته، أعطيت عثمان ميرغني أربعة مقالات منها مقالة عن مدرسة لطفي الإقتصادية – بعنوان: ما بين الواقع الممزق والحلم الخير الجميل. يجدهم القارئ على صفحة سودانايل. عثمان ميرغني لم ينشر الكل!! رغم أنه قال أنه وافق على الثلاثة مقالات – وهن بعنوان واحد: هل الدكتور جون قرنق كان وحدويا؟ هنالك مقالة خامسة خيرته أن ينشرها أو لا ينشرها وهي نفسها الذي أنزلتها في سودانيزأونلاين عن العلمانية، وأيضا لم ينشرها.
وبدلا من أن ينشر لي كتابي ومقالاتي، تعلق عثمان ميرغني بكتاب آخر مهم أسمه 48 Laws of Power كان في حوزتي، وكدت أن أهديه له فتنمنع ربما أربكه كرمي...فحمدت الله أنه تمنع فأخذته بتمنعه – وأعطيته مهلة أربعة شهور لكي يترجم الكتاب فصل فصل وأنزل الترجمة في حلقات في صحيفته. وبعد أربعة أشهر طالبته بإرجاع الكتاب بإصرار مهذب - ولم يعطني إياه إلا بطلوع الروح، استغرقت محاولة إسترجاعه ثلاثة أشهر. الكتاب مهم وخطير، وهو كتاب ليس للعامة بل لرجال ومراكز الدراسات الاستراتيجية وصنع القرار السياسي – وأستغربت أن يترجمه وينشره عثمان ميرغني للعامة. وأكاد أجزم أن هذا الكتاب –أي محتواه- هو ما طبقه الدكتور الراحل جون قرنق على المؤتمر الوطني وعلى محاورها بنيفاشا علي عثمان محمد طه – لقد كانت هنالك خديعة بلعها المؤتمر الوطني!! لذا كانت مقالاتي هل الدكتور جون قرنق كان وحدويا إستشعارا لأهمية الإستفتاء القادم. بما أننا في أكتوبر 2010م وتبقى لإستفتاء الجنوب شهرين- كتبت الثلاثة مقالات عن جون قرنق، لأنني لست من مؤيدي الإستفتاء أن يتم، ليس من حيث المبدأ، ولكن لمؤاخذات في الإتفاقية ولعمر الفترة الإنتقالية القصير. في المقالة الأولى اشرت إلى الكتاب وأنني كتبت عنه في عام 2005م بصحيفة الأضواء وقلت لم يرعوي المؤتمر الوطني بتحذيراتي!! هذه الإشارة إلى الكتاب ربما لم تعجب عثمان ميرغني، ربما تخيل أنني تعمدت أن أكتب مقالة لأقول الكتاب كتابي!! لم يفهم ويجب أن يفهم، الإعتراض على توقيت الإستفتاء هو موقف أصيل في سياق تصوري السياسي والفكري لقضية الجنوب، ثم من أين وكيف يمكن أن أدرك أنه يرغب في ترجمة الكتاب؟ لقد فاجئني بهذه الرغبة في حضور الأستاذة منى أبو زيد. فهل ألغي نفسي من أجل أن يترجم كتاب وينشره لتياره الذي في السلطة؟ وأين حقي الأدبي؟ ولماذا تجاهل كتابي الذي ألفته؟ على الأقل كان عليه أن ينشر مقالتي: مدرسة لطفي الاقتصادية ما بين الواقع الممزق والحلم الخير الجميل. حتى هذه لم يفعلها..!!
ولكن ما فرمل مقالاتي الأربعة أو الخمسة ليس فقط قضية كتابي الذي ترجمه عثمان ميرغني، لقد أكتشفت لاحقا وبالتدريج أنه وصحيفته يقفان في خندق واحد مع صلاح قوش وعلي عثمان..فكيف ينشر لي مقالات تقول أن علي عثمان تم خداعه؟! ربما إنحياز صحيفة التيار وصاحبها لقوش ولعلي عثمان أمرا معروفا لغيري، ولكنه ليس معروفا لمغترب مثلي في ألمانيا ولربما لكافة المغتربين. فقط بعد هذه المعرفة فهمت لماذا هو ترجم كتابي 48 Laws of Power، وكانت الترجمة راقية جدا إلى درجة الإحترافية، لم تكن الترجمة سوى إهداء لصلاح عبد الله قوش ولعلي عثمان محمد طه..في معركتهم ضد د. نافع علي نافع - هكذا حللت وفهمت. وقد ساعدني على الفهم ذلك الصراع المفتوح الذي نشب ما بين د. نافع والمهندس صلاح عبد الله قوش – بمتابعة ما يكتبه عثمان ميرغني وعبد الباقي الظافر. وليتحالف عثمان ميرغني أو غيره لمن يرغبون، هذا من حقهم، حتى الأستاذ علي عثمان نفسه ذكر أن الفترة القادمة هي فترة التحالفات – ولكن من حقنا ليس فقط إدراك الحقائق، بل يجب إدراكها بكفاءة.
ومصداقية للتحليل السياسي الذي تحويه مقالتي هذه التي يقرأها الكريم أشير إلى ما كتبته الصحفية صباح أحمد من معلومات قيمة بل جديدة عن شخص نائب رئيس الجمهورية في مقال عنوانه: شيخ علي عثمان والسلفيون... ثمرات العقول وفاكهة الحقول..!! وتكشف مقالة الصحفية صباح أيضا طبيعة البعد التآمري على الحركات والطرق الصوفية في السودان بإختراعهم ما يسمى تجمع أهل القبلة. من المعلوم أن السودانيين ينفرون بطبعهم من السلفيين وأنصار السنة، فلم يجد هؤلاء حلا سوى التمحك بأهل الطرق الصوفية ومشايخها حتى يوهموا على العامة. مشروع أهل القبلة لا أستبعد أن يكون من إختراع علي عثمان. ولكي يفهم القارئ طبيعة العلاقة خطر لي أن أضع هذه النصيحة التاريخية القيمة للتأمل والمقارنة (يدخلون بك الشك على العلماء، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم). كتب الإمام علي بن الحسين الملقب بزين العابدين ت94 ه إلى تلميذه بن شهاب الزهري الرسالة التالية، بعد أن أصبح بن شهاب الزهري شيخا لبلاط بني مروان:
(كفانا الله وإياك من الفتن، ورحمك من النار، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك أن يرحمك، فقد أثقلتك نعم الله بما أصح من بدنك، وأطال من عمرك. وقامت عليك حجج الله بما حملك من كتابه. وفقهك فيه من دينه وعرفك فيه من سنة نبيه. فأنظر أي رجل تكون غدا إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها..ولا تحسبن الله قابلا منك بالتعذير، ولا راضيا منك بالتقصير، هيهات هيهات ليس كذلك، أخذ على العلماء في كتابه إذ قال: (لتبيننه للناس ولا تكتمونه) –آل عمران، 187- وأعلم أن أدنى ما كتمت وأخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم، وسهلت له طريق الغي بدنوك منه حين دنوت، وإجابتك له حين دعيت. فما أخوفني عليك بإثمك غدا مع الخونة، وأن تسأل عما أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة، أنك أخذت ما ليس لك مما أعطاك، ودنوت ممن لم يرد على أحد حقا ولم ترد باطلا حين أدناك، وأحببت من حاد الله. أو ليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحي مظالمهم، وجسرا يعبرون بك إلى بلاياهم، وسلما على ضلالهم، داعيا إلى غيهم، سالكا سبيلهم، يدخلون بك الشك على العلماء، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم، فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك، وما أيسر ما عمروا لك فكيف ما خربوا عليك، فأنظر لنفسك فأنه لا ينظر إليها غيرك، وحاسبها حساب رجل مسؤول، وأنظر كيف شكرك لمن غذاك في نعمه صغيرا أو كبيرا، فما أخوفني عليك أن تكون كما قال الله تعالى في كتابه: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة وأتبعوا الشهوات..) مريم، 59.
كتبت الصحفية صباح عن علي عثمان:
(دعوني استعرض لكم طبيعة العلاقة بين نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه وقادة انصار السنة خاصة زعيمها الراحل الشيخ محمد هاشم الهدية الذي كانت تربطه صلة وثيقة وقوية بعلي عثمان منذ ان كان الاخير طالباً بجامعة الخرطوم ورئيساً لاتحاد طلابها في دورة 1970م، حيث ضم سجن كوبر وقتها مشايخ انصار السنة المحمدية: الهدية، وابو زيد محمد حمزة والراحل مصطفى الناجي، والشاب الصغير علي عثمان الذي كان يقوم بكل اريحية بخدمة الشيوخ الكبار في المعتقل، وكان شيخ الهدية يرحمه الله كثيرا ما يقول ان علي عثمان هو ابنه المتربي في حي الديم على مرمى حجر من مسجد المركز العام لجماعة انصار السنة المحمدية.
بالطبع انه ذات الحي الذي ترعرع فيه رئيس الجماعة الحالي اسماعيل عثمان حين كان علي عثمان محمد طه كثير الترداد على مسجد انصار السنة.. لكن تظل علاقته بشيخ الهدية هي المميزة الى حد كبير، حيث ان علي عثمان يقول ان الهدية في مقام ابيه ويناديه بقوله: «والدنا وشيخنا الهدية».
وفي عهد الديمقراطية الثالثة فإن انصار السنة قاطعوا الانتخابات ولم يدلوا بأصواتهم للامين العام للجبهة الاسلامية وقتها الدكتور حسن الترابي في دائرة جبرة والصحافة لانتخابات الجمعية التأسيسية 1985م، الامر الذي ادى الى سقوط الترابي وفوز مرشح تحالف القوى الوطنية الديمقراطية حسن شبو!!
لكن الجماعة استطاعت وبكثافة جماهيرها دعم علي عثمان محمد طه الذي دخل الجمعية التأسيسية كزعيم للمعارضة، واحتفظ الاستاذ علي عثمان محمد طه بهذا الموقف حتى في عهد القطيعة وسوء العلاقة الذي ساد ساحة الجماعة ونظام حكم الانقاذ في بداياته. وحينما كان علي عثمان وزيراً للتخطيط الاجتماعي قام بتكريم شيخ الهدية باعتباره احد رموز الدعوة الاسلامية في السودان، وقاد خط المصالحة والوفاق بين انصار السنة والحركة الاسلامية في اعقاب التداعيات التي خلفتها حرب الخليج.
ولاحقاً ما جرى من حادثة الخليفي التي وقعت في مسجد الشيخ ابو زيد محمد حمزة في الحارة الاولى الثورة..
بالتأكيد فإن نائب رئيس الجمهورية فجع بالانقسام المدوي الذي ضرب صفوف الجماعة السلفية مثلما فجع بانقسام الحركة الاسلامية نفسها، وكثيراً ما حاول القيام بدور الوسيط لاصلاح ذات البين وتقريب الشقة بين جناحي انصار السنة المتناحرين.
والغريب في الامر ان رئيس الجناح الآخر للجماعة الشيخ ابو زيد محمد حمزة يحتفظ بعلاقة خاصة بالرئيس عمر البشير على عكس جماعة المركز العام والتي تهتم بخلق صلة قوية بنائب الرئيس البشير الاستاذ علي عثمان محمد طه، فكيف تبدو الامور في اطارها العام.. هل هو تقسيم ادوار ام عدم اتساق في المواقف؟.) نكتفي بهذا القدر من مقالتها.
إذن لا يعجب المرء من تفشي السلفية التكفيرية في السودان، ففي الصراع مع د. نافع لكي يرتقى علي عثمان سلم المجد السياسي، يفتح نائب رئيس الجمهورية الأبواب والشبابيك للطابور الخامس السعودي – وتمددت سيطرة هذا الطابور وحتى إلى معرض الكتاب الدولي ببري. يا للعجب!! إذا كانت حبال ود علي عثمان مفتولة مع هؤلاء السلفيين منذ 1985م وربما قبلها، وحصد دعمهم لكي يصعد نجمه عتبة البرلمان بينما نفس هؤلاء النعاثيل حرموا دعمهم لشيخه حسن الترابي – فيا خيبة الشيخ الترابي في تلميذه!! ونسأل: هل يمكن إعتبار علي عثمان تلميذه؟ الجواب كلا. هذه المسألة لا يمكن المرور بها بإستخفاف. كائنا من كان يفهم أفكار الشيخ الترابي بحق يخلص لها ولا شيء يجمع هذا الكائن مع هؤلاء النعاثيل. إذ تكفي إشارة الدكتور حسن الترابي العابرة قوله لا حمامة ولا بيض ولا عنكبوت في قصة الغار..حتى تهتز أعمدة الخط السلفي الأموي في عقر داره في نجد. فهل عرفتم لماذا يكرهون الشيخ الترابي؟ معنى إشارة الدكتور العابرة اللطيفة – أن أبا بكر لم يصاحب الرسول (ص) في هجرته للمدينة، وأن قصة الغار كلها مفبركة من شيوخ البلاط الأموي حتى يقولوا نزل قرآن في أبي بكر – وأنا أقول نعم هي مفبركة. ولكن أفكار الشيخ الترابي ليست هي مجموع هذه العبارات الإيمائية العابرة، أفكاره نلخصها في كلمتين: تدور في محاربة السلفية الضيقة الأفق وفضح الأكاذيب الأموية!! إذن ما هو الشيء الفكري الذي يجمع علي عثمان بهؤلاء النعاثيل؟ لا شيء - ليس هنالك فكر أو فكرة يعتنقها علي عثمان، محور قضيته الصعود السياسي وفن الممكن، ولعله هو يمتلك هذه الملكات بالغريزة.
بتصعيد الرؤية السياسية التحليلية، تصبح علاقة نائب رئيس الجمهورية الطيبة بالخط السلفي المحلي المرتبط بالسعودية والخليج هي المؤشر والمبرر القوي لتلك الإستثمارات الخليجية التي أحتضنها أبناؤه غير البيولوجيين. هنالك إرتباط عضوي ولا تخلو تلك الإستثمارات من فساد كما اسلفنا، تمكن الأستاذ علي عثما شاء أو أبى من توسيع دائرة نفوذه السياسي في الصراع القادم لرئاسة الحركة الإسلامية بعد أن فقد الأمل كأن يصبح رئيسا للجمهورية بعد هزيمة م. صلاح عبد الله قوش بالضربة القاضية. وليس من المستبعد أن تكون المملكة السعودية راهنت منذ زمن بعيد على شخص علي عثمان كأن يكون هو رئيس الجمهورية التالي – فؤاد السنيورة السوداني.
فهل بعد هذا الذي قلناه كله في نائب رئيس الجمهورية، هل يصدق رجل بعدها بدولته الإسلامية وبدعوته لتطبيق الشريعة؟ كلا، ولا حتى معيز السودان. لقد أستوعب الإسلاميون الحركيون قبل السودانيين الطبيعيين التقليديين الدرس. فدونه صفقة سودانير الفاسدة ليكشف نائب رئيس الجمهورية عن طبيعة هذه الصفقة!! وإن لم يفعل فأية شريعة يتحدث عنها؟
مدرسة لطفي الإقتصادية . Lutfi School of Economics (LSE)
بداية فكرة هذه الكلية الاقتصادية مشروحة في صفحة سودانايل، ولا أرغب أن أكرر نفسي. ولكنها فكرة جادة. وهنا يجب أن أضيف لها بعض النقاط الإقتصادية. أولا كتابي الذي ألفته: (جهاز الإحتياطي الفيدرالي وبنك أنجلترا على طاولة التشريح السوداتية) له علاقة عضوية بفكرة مدرسة لطفي الإقتصادية.
ولكن قبل الإستطراد لدي ما اقوله للحفيد لطفي علي لطفي. وكما قرأت في الخيط العنكبوتي القديم في سودانيزاونلاين عام 2009 – بعنوان: الشيخ لطفي رمز الوحدة الجاذبة، كانت فكرتكم أن تؤسسوا جامعة بإسم جامعة لطفي الوحدوية برفاعة فأخبروكم أو أعجزوكم بمبلغ 100 ألف دولار كإيداع. ولكن في تقديري أن الأفضل أن يبدأ المشروع بكلية واحدة، ثم يتدرج. وليس سيئا أن يبدأ المشروع بمدرسة لطفي الإقتصادية كما أقترحت، خاصة أن كلية الإقتصاد لكلية نظرية لا تحتاج لكلفة معامل الخ.
ماذا عن كتابي؟؟ أنقل لك مقدمته الأولى:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
المقدمة الأولى
لقد فضلنا أن يكون حديثنا عن الأزمة المالية الدولية مبتدئين بالإعلام السوداني، بدءا بالتلفزيون القومي السوداني، لما للإعلام أهمية كبرى في غور القضايا الخفية الإقليمية والدولية، ويعتبر التحليل الإعلامي الصائب والقائم على البحوث والمعطيات الموضوعية سندا للسياسيين في صنع القرار الصائب. كذلك يرهب الإعلام القوي الجهات الأجنبية الخارجية، عندما تدرك هذه الجهات الأجنبية أن شعب السودان مدركا عبر إعلامه القوي تفاصيل السيناريوهات الخارجية الخفية. ولكن مع الأسف الإعلام السوداني فشل في القيام بدوره، ولم يفهم كيف يفسر الأزمة المالية الدولية الأخيرة على سبيل المثال لا الحصر. فما السر في هذا الفشل؟ هل يعود الفشل إلى إدارة التلفزيون القومي أم يعود إلى الإعلاميين، أو إلى تدني البحوث في الجامعات السودانية؟ في تقديرنا المتواضع أن الجميع مقصر.
إن الحروب الدموية البشعة التي تدور في عالمنا المعاصر هي حروب من أجل العملات الدولية... لا غير، رغم أن الإعلام الدولي والعربي الإقليمي لا يقولها لفظا صريحا ويستعيض عن ذلك باستخدام شتى الألفاظ المضللة للتعمية. تندرج كذلك الحرب الباردة في هذا السياق، فالحرب الباردة كاصطلاح سياسي قديما وحديثا ليست سوى محاصرة إصدار عملة دولية محتملة، مثلا الروبل الروسي هذه الأيام. لم يضع بوش صواريخه في براغ إلا لتهديد روسيا الاتحادية بإطلاق الحرب الباردة إذا قررت موسكو إطلاق عملتها الروبل كعملة دولية ثالثة – وكل ذلك تحت دخان كاذب يسمى ردع الصواريخ الإيرانية المحتملة...فأفهم!!
من أجل احتكار إصدار العملات الدولية - وهي ميزة ضخمة لمن يصدرها، أستخدم الغرب كل الأساليب التكتيكية لضرب الخصوم بما فيها استخدام الفتن الدينية المذهبية، والفتنة العرقية، وتفتيت الدول والشعوب الفقيرة، وإبادة البشر، والعبث بالقيم الإنسانية وتفريغها من مضامينها الحقيقية كذريعة للتدخلات السافرة في شؤون هذه الدول والشعوب.
إن العملة الدولية الحقيقية هي العملة التي يجب أن تكون مستقلة عن أية دولة من الدول. فإن لم تصل البشرية لهذه الخطوة الهامة في القرنية السابقة أو في هذه القرنية، فاستخدام العملة الوطنية للاحتياطيات النقدية، وفي التبادلات التجارية الخارجية، مع تطبيق أسلوب سلة العملات هي مجتمعة البديل لحفظ حقوق الشعوب.
لقد آن الأوان للتنظير من أجل التطبيق العملي "للاقتصاد الإسلامي" الحقيقي. وأول الخطوات الأساسية هي مراجعة مفهوم "العملة الدولية".
المؤلف
ميونيخ 2007م
نلاحظ أولا لا فائدة من قيام كلية أقتصاد تقليدية على النسق الغربي أو المتوفر في السودان حاليا. يجب أن تكون كلية لطفي الإقتصادية كلية وطنية بأفق وطني تحلق لاحقا نحو مدرسة أقتصادية جديدة عبر نقد الفرضيات الاقتصادية الغربية القائمة في التنمية الخ. وكما تلاحظ في المقدمة إنني أركز على العملة الوطنية – لا حاجة للدولار أو اليورو. ربما يقول لي البعض إنني مجنون. لست مجنونا..
أما قضية أقتصاد إسلامي ليس المقصود تلك الشعوذة الخليجية التي يسمونها بنوكا إسلامية. فإتحاد المصارف السوداني مثلا تحت راية شعار البنوك الإسلامية للعجب سكن البحرين – وكنت مستغربا لماذا دائما هم في البحرين يقومون ويجلسون – حتى فهمت أن البحرين تعطي الجنسية البحرينية بسهولة للسنة من بقية الدول العربية. ففهمت!! لا بنوك إسلامية ولا يحزنون. حتى صابر محمد الحسن محافظ بنك السودان، أفتخر به مصطفى عثمان إسماعيل –ولأول مرة أعرف هذه النقطة المهمة- أن صابر كان قاب قوسين أو أدني ليتحصل على وظيفة في نيويورك فضحى بالوظيفة من أجل السودان!! ليقول لنا مصطفى كم كان مرتب صابر الشهري؟؟ بالتأكيد هو رقم ضخم سري وخرافي، ويستحيل أن يحصله في نيويورك نفسها – لذا كان د. صابر يجيد الصمت، ويفعل ما يأمرون. قال مصطفى: الوظيفة في نيويورك، ولكن في الواقع الوظيفة التي ضحى بها صابر في البنك الدولي بواشنطون. صابر جر خلفه عابدة المهدي أو جرته!! هذان الشخصان (عابدة تجلس في شركة استشارية تسمى(unicons) united consultants تقول بعض المصادر أن صابر شريك معها فيها) هما من رسم السياسة الإقتصادية السودانية في العشرين سنة الماضية بعد أن أزاحا د. عبد الرحيم حمدي!!
إذن الإثنان تربية البنك الدولي، وعلي سنة عبد الوهاب الأفندي رضي الله عنه الذي قفز من شباك السفارة السودانية بلندن لجامعة ويستمنستر، فهل يعتقد أحدكم أن صابر قفز من البنك الدولي ليستقر في بنك السودان ليتأمل نهر النيل؟؟ قطعا لا. الدافع للقفزة هو أن المرتب مغري وخرافي – لكن إخلاصه يظل للبنك الدولي – وما بنك السودان إلا وظيفة للتمرين لقفزة أخرى – هذه المرة نحو مجلس الخدمات المالية الإسلامية ومقره ماليزيا. وسبب المرتب الضخم: تخيل أهل القصر أن صابر بمعية عابدة سيخدران البنك الدولي – لإعفاء السودان من الديون، وتحسين العلاقة الخ!! اليوم يقفز صابر من المركب الغارق ويصرخ من البر أن كارثة إقتصادية قادمة!! طيب ليه المرتب الضخم داك؟ وشنو معناه الأذان بعد خراب مالطا؟ ذهب صابر وترك لنا العديد من البنوك الأجنبية الصغيرة الفكة – المستثمرون الأجانب (العرب) يصرون قبل الدخول في إستثمار مباشر أن يؤسسوا بنكا – على طريقة زيتنا في بيتنا، ويعنى ذلك عمليا أن كل الأجانب الكبار المستثمرين يعملون بنقود سودانية 100%، مثلا البنك الإسلامي السوداني ومصنع السلام للأسمنت. طيب شنو لزوم هذه البنوك الأجنبية إذا كان الجنيه السوداني يستطيع عمل نفس المشروع الذي يقيمه الأجنبي؟
شنو العبرة من هذا التوصيف الساخر أعلاه؟! لقد ضيعوا على السودان كأن يرسم سياسة اقتصادية وطنية مستقلة عن دول الخليج (التعويل على الإستثمار المباشر الأجنبي) وعن المؤسسات المالية الغربية – ويأتي على قمتها البنك وصندوقه الدوليين. يجب أن نتذكر أن كتابي يركز على العملة الوطنية – وبعض السياسات مثل تقليص التصدير إلى أقصاه ما عدا السلع التصديرية مثل البترول (مع عمل ميزانية منفصلة لعائد البترول لا تدمج مع الميزانية العامة)، تقوية السوق الوطني وتوسيع الوعاء الضريبي – (ليس المقصود زيادة الضرائب)، زيادة وتنمية الطلب الداخلي والإستهلاك لكي يصبحا هما الدافع للإنتاجية وليس بدافع التصدير، التنمية بالتعويل على العملة الوطنية وصنع وظائف جديدة بالتركيز على زيادة التعليم الصناعي والمهني والفني، التقيد بمرحلة التصنيع التقليدي بدلا من التغني الأجوف بالتقنيات العالية، زيادة معدلات نمو الإنتاج الزراعي والحيواني..!! هذه ببساطة بعض النقاط، لو طبقت لما رأينا هذا "النهب المصلح" الذي نسمع به مثل سودانير وسوداتل وما لا أذكر الخ.
بالطبع لا يقتصر كتابي على مشكلة الاقتصاد السوداني – ولا يتطرق لها إلا في أضيق الحدود، ولكن بعد قراءته يستجمع عقل القارئ كل التصورات الجديدة المهمة التي تخدم بناء نظام إقتصادي جديد a new economical paradigm.
في جواب على السؤال لماذا إقتصاد إسلامي، نقول بعد أن سخرنا من البنوك الإسلامية القائمة: 1) نظام إسلامي تعني بالتحديد نظام غير ربوي. ولكن هنالك بعد آخر يكشفه كتابي، وهو أن النقود تصنع مما لا شيء، يمكن صنعها وإعدامها، فلماذا إذن تصبح هنالك ندرة في عرض النقود؟ نقد أجنبي أو وطني. Functionally Banks has the ability to generate money and destroy money.
أكتفي بهذا القدر من الكتاب لعله لمح إلى بعض النقاط والدور الذي يجب أن تقوم به مدرسة لطفي الإقتصادية في المستقبل نحو بلورة نظرية إقتصادية جديدة عبر البحوث، إضافة لتدريسها للمواد الكلاسيكية مثل علم المحاسبة ومحاسبة التكاليف والبنوك والنقود (الأخيرتين مادتين مهمتين يجب إعادة التفكير فيها) الخ،
ولنتحول الآن إلى كيف إنشاء هذه المدرسة أو الكلية، ومقرراتها وعلاقتها الدولية الخ. قبل الإستطراد أشجع بشدة قراءة مقالتي في سودانايل عن مدرسة لطفي الاقتصادية.
1.) قبل كل شيء يجب عمل لجنة تأسيسية عدها محدود نسبيا، أعضاؤها من القارات الخمسة – إفتراضا 25 شخص (عضو)، يلعبون دور مجلس الإدارة ومنها تصعيد قيادة تنفيذية. مع وضع خطة (أنظر نقطة رقم 9) للمهام والتكاليف لهؤلاء ال 25. من ضمنها أن كل عضو منتسب بإمكانه أن يجند شخصا ما للفكرة، والمجند يجند آخر الخ الهدف تبشيري وإعلامي، ودعم مالي وتبرعات الخ. ولكن قبل كل شيء يجب التحقق من هويات هؤلاء الأشخاص (الأعضاء الأعلى أو الأدنى) وإيمانهم بالفكرة، وأخلاصهم، وأمانتهم الخ
2.) هؤلاء ال 25 ليس بالضرورة أن يكونوا في بلد واحد، بل هي ميزة أن يكونوا موزعين على البسيطة، تذكروا LINUS Torvalds مبرمج برنامج لينوكس Linux الطالب الفنلندي، فكل مبرمجي العالم يبرمجون ال OS Linux مجانا وهو يفحص إضافاتهم ويقرر إذا يزيد رقم النسخة أي ال kern – بهذا الأسلوب سنجد عبر التبشير للفكرة سوداني إقتصادي محترف في أدنبرة يجيد عمل دراسات الجدوى الإقتصادية – يعمل لنا دراسة بعد توفير كل المعطيات له من واقع رفاعة والسودان أسعار الطوب، الأسمنت الخ، مثال آخر مهندس معماري في كلورادو – يساهم لنا برسم هندسي للكلية، آخر استاذ جامعي سوداني ببوسطون أو لندن يلم لنا أسماء الكتب الهامة في الإقتصاد، أو مثلا يرسلها لنا جوا، ففي ألمانيا الجامعات الألمانية تتخلص بشكل سنوي من الكتب القديمة (شكلا أو مضمونا) تبيعها برخص التراب للطلبة – لابد أن هذا التجديد يحدث في أستراليا، أو بريطانيا الخ.
3.) بالطبع لن يكون المساهمين مهندس معماري واحد أو أقتصادي واحد أو أستاذ جامعي واحد، مجموعة المعماريين المساهمين يمكن أن يشكلوا حلقة أو ورشة مقفولة فيما بينهم لعمل أفضل رسم هندسي للكلية بأسلوب التغذية الراجعة عبر الأنترنيت، كذلك الإقتصادي أي مجموعة الإقتصاديين يدرسوا معا دراسة الجدوى الخ
4.) من هؤلاء ال 25 يجب أن يكون منهم واحد أو أثنين أو ثلاثة في رفاعة، ربما رابع في الخرطم للعمل التبشيري الإعلامي – من المفضل عمل علاقة صداقة مع إحدى الصحف المحلية تتبنى المشروع إعلاميا – لمخاطبة الجمهور، المتبرعين، الإقتصاديين الخ. من مهام الأعضاء في رفاعة على سبيل المثال فتح حساب جاري في بنك في رفاعة بأسم مدرسة لطفي الإقتصادية، والتقديم للسلطات للحصول على قطعة أرض من المحلية أو الهيئة العامة للإستثمار او تبرعا من الوالي الخ، توفير البيانات والمعلومات لدراسة الجدوى كأسعار مواد البناء الخ تحديد الموقع في رفاعة بعد دراسة عدة خيارات الخ،
5.) حين تتوفر معطيات مادية ملموسة ونشرع في البناء، لا شك سنجد مهندسين مدنيين ربما من أولاد لطفي الثانوية في السودان، قد يتبرعون لنا بالإشراف على التشييد من مرحلة لأخرى، بينما العمالة الدنيا مثل مناولة الطوب، خلط الأسمنت ومناولته بحشد طلبة الثانوي بعمل معسكر عمل طوعي، أو الإستعانة بالخدمة الإلزامية لتوفير من يرغب في العمل الطوعي الخ
6.) طبيعة المقررات – يمكن أن تضعها مجموعة من الإقتصاديين المتطوعين المحترفين الموهوبين المؤمنين بفكرة التغيير في المفهومات الإقتصادية. بالطبع هم سودانيون في كل أنحاء العالم، ليتقدموا بأرائهم ومقترحاتهم ويتبادلونها – لنتذكر لينوس تورفالد LINUS Torvalds وبرنامجه لينوكس- يتم ربطهم ببعضهم البعض وعمل حلقة منهم بعد أن يفتح المزاد للعضوية، وإختيار أعضاء هذه الحلقة، بالطبع هم حملة البكلاريوس والماجستير والدكتوراه في الإقتصاد – وأصحاب الخبرات، حتى تكتمل صورة المقررات..
7.) ليس بالضرورة في بداية المشروع كأن نذكر بأننا نرغب في تأسيس كلية إقتصاد غير إعتيادية – كأن تهدف إلى قلب المفاهيم الإقتصادية، وإلا خافت منها جميع العقليات الاقتصادية المحافظة، بل ربما يحاربونها من ضربة البداية – فمثلا دول الخليج يعتبر فيها الدولار مثل البقرة المقدسة لا تقبل النقد والتجريح. علينا الإقتصاد في طموحات التغيير بأسلوب متدرج – خاصة أن التغيير خاضع للبحوث المتدرجة. كذلك الحذر مطلوب مع مؤسسات الأمم المتحدة مثل اليونيسكو.
8.) العلاقات الدولية – والإعتراف الدولي. هنالك في الدول الأفريقية خاصة جنوب أفريقيا، وضم معهم الهند، العديد من الكليات أو المراكز الإقتصادية التي تبحث عن رؤية إقتصادية جديدة – لا يسمع بهم أحد، وربما تحاربهم ماكينات البحث مثل القوقل، ولي تجربة في هذه النقطة مع القوقل. فأنا لا أشك أن هذه الكليات او المراكز هي موجودة، ويمكن عمل علاقات بناءة معها لبناء وتبادل الخبرات والوصول إليها من السهولة بمكان في عالم تحكمه ثورة الإنصالات.
9.) لابد من عمل هيكيلية أو منظمة عنكبوتية Organizational Structure باسلوب مدروس مع إختيار شخص من ال 25 لكي يقوم بعمل الcoordinator ، في تقديري هذه أهم نقطة في المشروع لتسيير العمل ونجاحة – وتتطلب هذه الهيكلية في حد ذاتها دراسة خاصة مكتوبة ومشروحة بالرسوم flow charts في كيفية عمل هذه المنظمة أو المنظومة العنكبوتية. مع الملاحظة أن سوادانيزاونلاين يمكنها أن تعطينا مساحة خاصة، قابلة للقراءة ولكنها تمتنع من رفع مواد فيها إلا لأعضاء معينين في بداية المشروع. ملحوظة: مشروع هذه الكلية لا يمكن عمله على صفحات الشات الإعتيادية المفتوحة، وإذا تمت خطوات عمل متقدمة في المشروع يمكن عمل صفحة للمشروع في الأنترنيت – وهو الأفضل.
10.) المشروع يمكن عمله وليس مستحيلا، مع وضع الإعتبار لمنهج التفكير، أحد أهم عيوب العقلية السودانية أنها لحظية، إما تعمل المشروع كله بضربة واحدة أو..لا. تعذى هذه العقلية السالبة إلى عدم قدرتها على الثبات، فهي أي الذات أو العقلية السودانية على الدوام تتأرجح ما بين الشك واليقين. يجب أن نفهم أن المشروع لا يمكن أن يكتمل بضربة واحدة. الأمر مثل زراعة شجرة يجب أن نضع البذرة أولا، وبعد وضع البذرة يجب ألا تتوقع حصولنا على شجرة كاملة فورا بل نبتة صغيرة الخ. الهدف الرئيسي الكبير main big goal هو مدرسة لطفي الإقتصادية، بينما يمكننا رسم أهداف معززة صغيرة يمكن تحقيقها من مرحلة لآخرى sustaining subgoals تعزز الهدف الرئيسي الكبير.
11.) أخيرا وليس أخر، الكثير من البنوك أو المؤسسات المالية المانحة أو المتبرعة عادة لا تتفاعل معك عند نقطة الصفر. ولكنها تتفاعل معك إذا عملت شيئا ملموسا ولو كان صغيرا do something tangible and let people react upon. ومن الأخطاء الشائعة في عالم المشروعات تأخير عملية التبشير للمشروع project promotion لدى المانحين وحتى إلى حين عمل دراسات الجدوى أو الرسوم الهندسية الخ، هذا خطأ، عملية التبشير يجب أن تكون سابقة الكل بمدة كافية – وتعتبر الحملة الإعلامية الجيدة عامل مساعد وحاسم لنجاح عملية التبشير للدى المانحين، مدة كافية لأن الجهات المانحة تحتاج إلى وقت أطول لهضم مشروعك هل يستحق المنحة، القرض الخ أم لا.
12.) في إنتظار رد الحفيد لطفي علي لطفي مع تحياتي.
شوقي إبراهيم عثمان
كاتب ومحلل سياسي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.