الإحسان كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم هو:أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال تعالى:[وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهم أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما]وقال تعالى:[إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتائ ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون]وقال:[يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن إعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم]وقال تعالى:[الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون]وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله ،فقال صلى الله عليه وسلم:{فهل من والديك أحد حي؟}قال الرجل:نعم بل كلاهما ،قال ص :{فتبتغي الأجر من الله؟} قال الرجل:نعم، قال ص :{فارجع إلى والديك ،فأحسن صحبتهما} وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال:اثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم، فأحسنوا القتلة ،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته}وعن عبد الله بن عدي بن خيار: أنه دخل على عثمان بن عفان وهو محصور فقال: إنك إمام عامة، ونزل بك ما ترى، ويصلى لنا إمام فتنة، ونتحرج؟ فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس فإذا أحسن الناس ،فأحسن معهم، وإذا أساؤا، فاجتنب إساءتهم} المحسن هو الذي يلزم السبيل الأمثل في تزكية نفسه، والإرتقاء بها بأن حملها على ممارسة الإحسان تحقيقا وتطبيقا، فاستفاد مدحا في العاجل، وثوابا في الآجل ونال رضا الله ومحبة الخلق ،قال الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم /فطالما استعبد الإنسان إحسان . الإساءةهي فعل أمر قبيح ، جار مجرى الشر، يترتب عليه غم لإنسان في أمور دينه ودنياه، سواء أكان ذلك في بدنه، أو نفسه، أو فيما يحيط به من مال، أو ولد، أو فتنة ، قال تعالى:[ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا]وقال تعالى:[لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما] وقال:[إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون]وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:[ قال أناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم:يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال :{أما من أحسن منكم في الإسلام ،فلا يؤاخذ بها، ومن أساء، أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام} ويقول الحسن البصري:إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، والمنافق جمع إساءة وأمنا ،والمسيء في هم دائم، وشقاوة لا تنقطع، لذلك فلنبادر إلى الكف عن الإساءة ، ولزوم سبيل المحسنين .اللهم هبنا الإحسان وزينا به .اللهم آمين . هنادي محمد عبد المجيد [email protected]