حسن المعاملة هو :أن يفي الإنسان بما أبرمه من عقود مع الآخرين مع الرفق بهم والإحسان إليهم هذا في الناحية الدنيوية، أما فيما يتعلق بأمور الآخرة فتعني:أن يصدق الإنسان في تعامله مع خالقه، وأن يخلص نيته في عبادته مصداقا لقوله ص :{الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك} قال تعالى:[ وإن كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة، وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون] وقال تعالى:[إن الله يأمركم بالإحسان وإيتائ ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون]وقال:[لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المحسنين]وعن جابر رضي الله عنه ، أن رسول الله ص قال:{ رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا إشترى وإذا اقتضى} ولم يقتصر حسن المعاملة التي أمرنا بها دين الإسلام على البشر وحدهم وإنما إمتدت هذه المعاملة الحسنة إلى كل شيء بما في ذلك الحيوان ، عن شداد بن أوس عن رسول الله ص قال:{إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته}حسن المعاملة باب عظيم من أبواب الأجر والثواب فالدين المعاملة، وهو من أسباب تآلف القلوب وتراحمها، ومن عظمة ديننا الحنيف أنه طال بإحسانه كل شيء حتى الحيوان والجماد كما في النهي عن البول في الماء الراكد،أو في الظل، أو في الطريق المسلوكة، وغير ذلك مما هو من مفاخر هذا الدين وفضائله. وما يقابل حسن المعاملة في الوصف وفي المعنى:سوء المعاملة، وهي أن يفعل الإنسان ما من شأنه أن يغم وأن يؤذي غيره في المعاملات الشرعية من بيع وإجارة ونحوهما، أو المعالات السلوكية والأخلاقية المتعلقة بالنفس، أو الغير في إطار الأسرة والمجتمع والبيئة . قال تعالى:[ من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد]وقال تعالى:[ولله مافي السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى] وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال :يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال ص :{لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل،وهو الرماد الحار،أي كأنما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم،ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك } وقال ص :{ أتدرون ما المفلس؟} قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع،فقال ص:{إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا،فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار}وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنهما أن رجلا قال : يا رسول الله ! أي الناس خير؟ قال ص :{من طال عمره وحسن عمله} قال:فأي الناس شر؟قال ص :{ من طال عمره وساء عمله} سوء المعاملة بين الناس هدم للمجتمع وضياع للأمة ، وأن شر الناس من طال عمره وساء عمله، والإساءة تكون بالأقوال كما تكون بالأفعال.اللهم هبنا الإحسان في كل شيء . اللهم آمين. هنادي محمد عبد المجيد [email protected]