الفن قيمة سامية لدى الشعوب، والفنان سفير لوطنه بما يحمله من راقي الكلمات وبديع الألحان الشجية التي ترسخ في الوجدان بمضامينها الهادفة والنبيلة ! الفنان الكبير زيدان ابراهيم واحد ممن جملوا حياتنا بروائع الأغنيات الحلوة يلقبونه ب (العندليب الاسمر) وهو الذي صدح مغردا فملأ الدنيا طربا وحبورا، بحنين المفردات الشعرية سنين عدداً، ولم يثنه حتى المرض عن مواصلة الشدو الجميل، ولم يصمت إلا قبل أيام معدودات حينما داهمه الألم فأسكت حسه عن الغناء ليبدأ رحلة علاجه في القاهرة ! زيدان ابراهيم تغنى لكل شرائح وفئات المجتمع السوداني، فبكن مع كلماته الحبيبات، وتألم ( المشوكشون) الذين تغنى بمأسأة أحدهم ممن تزوجت حبيبته بغيره فصدح باكيا ( في الليلة ديك لاهان علي أرضى واسامحك ولا هان علي أعتب عليك .. شلت الجراح والابتسامة وكل حرمان اليتامى .. جيت أهنيك وأصافحك .. جيت أقول مبروك عليك) !!من كلمات الشاعر المجيد بابكر الطاهر ! كما تغنى للوعة الهجر وفراق الحبيب ومحاولة نسيانه دون جدوى، فصدح من كلمات العملاق التيجاني حاج موسى : ( أقول أصبر على الهجران ..أقول أنساك لابد ..أشوفك بس طرفك النعسان .. تخوني القوة والشدة) !! وتغنى لعذابات المحبين (لاهماك عذابنا .. لادموعنا وشقانا .. نهديك المشاعر وتخون الأمانة) من كلمات يوسف محمد يوسف ! وتغنى لحبيب نسي العشرة فأبكى الكثيرين ( هانت الأيام عليك .. ولا هنت عليك أنا .. وين حنانك ياحنين .. وين عيونا من الهنا .. عدت وراحت كم سنة) !! وأنشد للحبيبة.. مؤكدا على الحب مدى العمر ( لو أحبك أنا العمر كلو .. برضو شاعر ماكفاني .. أنت فاكر للعواطف .. ظاهرة في روحي وكياني .. والمحبة البين ضلوعي خالدة برويها بحناني) ! وفي شأن التمني تعلمنا من العندليب الأسمر حكمة غالية تؤكد أن ليس كل مايتمناه المرء يدركه عندما شدا برائعته ( لو التمني .. بينفع كل حبيب .. ماكان السعادة بقت قسمة ونصيب ولا قلوبنا الحيارى مع الأيام تشيب .. ولاعاش قلبي تائه في حبك غريب) !! وكثير كثير من الأغنيات الخالدة كانت ومازالت وستظل في وجدان الشعب السوداني الذي يتمنى عاجل الشفاء لكروانه المغرد زيدان إبراهيم، ومن هنا نزجي الشكر أجزله لموقع ( أفريقيا اليوم) ومشرفة الموقع الأخت والزميلة الصحافية النابهة (عاشقة السودان وأهله) صباح موسى التي تأتينا بأخبار العندليب الأسمر بشكل يومي، وتقوم بزيارته في مشفاه بالقاهرة، والشكر موصول بالطبع لصنو روح العندليب زيدان وصديق عمره الشاعر الرقيق التيجاني حاج موسى المرافق له في رحلة علاجه التي نتمنى أن لاتطول وأن يعود العندليب عاجلا لمحبيه وعشاق فنه بألف خير وعافية بأمر الله العظيم !! و عيونك مرة لو طلو .. يزول كل الوجع وارتاح... !! نادية عثمان مختار مفاهيم - صحيفة الأخبار - 2011/9/20 [email protected]